المقالات

عندما تفقد الناس البصيرة لاتدرك مايحاك لها .

1475 2020-08-27

د علي الطويل||   عندما وصل مسلم بن عقيل عليه السلام الى الكوفة مبعوثا من قبل الامام الحسين عليه السلام ، بعد ان رسائل  بعثوها اليه يحثونه الى القدوم الى الكوفة ويبايعونه ويرفضون بيعة يزيد  ، عند ذاك  بايع مسلم  ثمانية عشر الف شخص ليكون اميرا عليها ضد يزيد واتباعه وعطوه من المواثيق ما جعل مسلما يسعد بها ويبني عليها بالمواجهة مع الطاغوت  ، ولكن اغلب هؤلاء كانوا مدججين بالعواطف ، وغير مسلحين بالعقول ، وما ان وقعت المواجهة لم يبقى معه منهم ولا حتى فردا واحدا ، والسبب  الاول في ذلك ان ايمانهم كان غير راسخ في قلوبهم ، ولم يكونوا على بصيرة من امرهم فاخذهم عصف الدهاء والخبث ( والحرب الناعمة ) والاشاعات التي بثها بن زياد ووصل الى الكوفة وتامر عليهم بخديعة قل نظيرها في التاريخ استنادا الى نتائجها الخطيرة . فقد بث بن زياد خبر وجود جيش جرار قدم من الشام لقتال الكوفيين ، وكان انتشار الخبر بواسطة ( الطابور الخامس ) وجواسيس بن زيادة و( عملائه) في الكوفة كانتشار النار في الهشيم  ، وادت هذه الاشاعة التي اعدت باتقان كبير نتيجة خبث يقف ورائها ، ادت دورها في تثبيط عزيمة هؤلاء وتراجعهم عن موقفهم ،  حتى دخل بن زياد الكوفة ملثما ، وبعد ان استتب له الحكم ، عمل السيف فيهم بحقد واجرام لامثيل له ، وعند ذاك بدات الندامة وبدا الويل والثبور ولكن كان الجميع وكانهم في غيبوبة وفقدان للوعي ولم يسال احد نفسة الاتي . 1. كيف ياتي جيش من الشام وابن زياد ياتي ملثما ووحده دون ان ينتظر ينتظر جيش الشام مع وجود المخاطر . 2. لم يسال الناس عن اخيار الكوفة وعلمائها البارزين لماذا لم يستقبلوا ابن زياد ولم يداهنوا معه او يبايعوه  3.لم يراجع احد نفسه كيف ارسلوا الكتب والمواثيق للامام المفترض الطاعة ، وكيف نكثوا بيعتهم لالشيء الا من جراء خدعة او نتيجة اغراءات  والنتيجة كانت انهم وقعوا بمصيدة الخديعة وفخ الخبث وبذلك خسروا الدنيا التي تاملها بعضهم من جراء تصرفه هذا ، او نتيجة الخوف الذي الم بهم نتيجة اشاعة لااكثر ، وخسروا الاخرة نتيجة نكثهم بيعة مسلم بن عقيل . وما فائدة الندم عندما يسوق الناس انفسهم الى المهالك دون وعي او بصيرة او اعتبار وتحليل للوقائع . وعندما لايكون الناس على بصيرة من امرهم فانهم يفقدون البوصله حتى يتيهون عن الحق اولا ويتيهون عن مصالحهم ثانيا ويقعوا في فيما لايتوقعون او يحتملون ، والمهم في كل ذلك هل كان ذلك عبرة لما بعدهم، ام كان التاريخ مصباحا للحاضر والمستقبل؟  ، فعندما لايكون التاريخ مفتاحا لذلك فان الناس ستبقى في تيهها وتبقى في غيبوبتها ، فالتاريخ كله عبر وسنن ، وكما يقال ان التاريخ يعيد نفسه بل ان حوادثه تتكرر في كل زمان ، وصاحب البصيرة من لاينخدع في كل مرة . 26/8/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك