المقالات

لماذا تغلق ابواب الدراسات العليا في العراق ؟!


اسعد عبدالله عبدعلي||

 

assad_assa@ymail.com

 

عندما نحاول فك اسرار النهضة اليابانية, نجد احد اهم مفاتيح ذلك تم: عبر فتح باب الدراسات العليا على مصراعيه لكل من يرغب, عندها تحرك شباب الامة اليابانية لتحصيل الدراسة العليا, والتي لا تحدد بمقاعد محدودة, ولا تضع لها الاف الشروط التعجيزية, ولا تكون محجوزة مسبقا للأحزاب وذيولها كما في العراق, مما انتج اجيال يابانية متسلحة بالمعرفة, فكانت الثورة اليابانية على كل الميادين, وكذلك الثورة الالمانية تمت عبر فتح باب الدراسات العليا لكل الشعب الألماني, من دون تقييد وتشريط وتحديد مقاعد لا ينالها الا ذو الحظ العظيم! وعندها تحصل كم معرفي كبير للمجتمع الألماني وانطلق من خلال طلابه الذين نهلوا من العلم المتاح للكل.

لكي ينهض العراق من كبوته, ويتطور المجتمع, ويرتفع وعي الامة, فأننا بحاجة ماسة لفتح الدراسات العليا لكل من يرغب, من دون قيد او شرط, ويجب عدم تحديد المقاعد.

وحجج السلطة ان فتح الدراسات يحتاج لكوادر وبنية تحتية, وهي حجج فارغة هدفها تكريس المنهج الصدامي في منع الشعب من كسب العلم والمعرفة, والا بالموضوع سهل حله خصوصا ان إيرادات الجامعات كبيرة جدا, مع امكانية تمويل الدولة لها خصوصا ان اغلب المال العراقي تهدره الاحزاب على ملذاتها, فلما لا يخصص لكسب العلم بدل الهدر.

ما يحصل في العراق حاليا هو تكريس لسياسة الطاغية صدام, حيث كان صدام لا يرغب بشعب متعلم بل كان مخططه لنشر الجهل في العراق, لذلك جعل الدراسات العليا فرصة نادرة لا ينالها الا القلة, ووضع حولها الف شرط, وهكذا انحسرت الدراسات العليا وانخفض وعي الامة, هذا فعل صدام المهووس بمرض الخوف من الشعب, لذا كنا ننتظر ان تفتح الابواب الدراسات العليا بعد 2003 ليدخل كل من يرغب من دون الشروط الصدامية التعجيزية.

لكن الغريب ان الحكومات المتعاقبة (من عام 2003 – والى الان في عام 2020) بعد زوال حكم البعث كرست النفس البعثي في قضية الدراسات العليا, حيث كان هنالك رضا وقبول بين احزاب السلطة حول طريقة صدام بالحكم, والتي من اهدافها البقاء في الحكم عبر منع انتشار الوعي, لذلك ابقت الحكومات المتعاقبة على شروط صدام في القبول بالدراسات, وامضت تقليل فرصة الدراسة ومنع فتح الابواب امام العراقيين, بحيث لا ينالها الا القلة.

وظهرت قضية اخرى تهم الاحزاب هي: ان الشهادة العليا تعطي صك المرور للسلطة واستلام المناصب, وهنا شعرت الاحزاب بالخوف من الشعب الرافض لتسلطهم وظلمهم, لذلك جعلوا تلك الفرصة قليلة جدا, وجعلوا اغلب فرص الدراسات العليا من نصيب كوادرهم الحزبية, مما قلل فرص اهل العراق بالدراسة, مما يعني صعوبة منافسة شباب العراق لأحزاب السلطة, لانهم لا يملكون شهادات عليا مثل الكوادر الحزبية.

الامر الاخر هو زحف الطبقة السياسية واولادها نحو الدراسات العليا, بقضية تقترب جدا من موضوع التباهي بالشهادة العليا بين العوائل المترفة, فلا يهمهم العلم ولا البحث عن فرص للعمل, لذلك هم يشترون الفرص بالمال المتكدس عندهم ويحرمون ابناء الشعب المستحقين للفرص التي هي اصلا قليلة جدا.

فأصبحت الفرص القليلة للدراسات العليا بين كماشتين (الاحزاب والطبقة السياسية والبرجوازية المترفة جدا) فلا مكان لأبناء العراق بينهما.

وهنا نطالب من كل ذي ضمير حي, من نخب وكتاب ومنبر وصاحب صوت, ان يسعى معنا لكسر اقفال ابواب الدراسات العليا, وان تزال تلك الشروط التعجيزية, لتصبح متاحة لأي عراقي راغب بالدراسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ا.م.د.عبد الرزاق حبيب \جامعة بغداد\كلية العلووم للبنات\ماجستير 1989 بريطانيا\ دكتوراه 1993 بريطانيا
2020-08-17
السلام عليكم في البدايه اسمح لي ان اقول لو انا شخصيا استلمت وزارة التعليم العالي ليوم واحد فقط لتخذت قرار بغلق مايسمى بالدراسات العليا. بالتاكيد تحب ان تعرف السببب ببساطه لاتمتلك الجامعات مقومات للدراسات العليا الناجحه التي امتلكتها الجامعات اليابانيه التي ذكرتها في مقالتكم في ذلك الوقت اي قبل 70 سنه. اعذرني مما سوف اقوله .اذا كنت حريصا على مستقبل هذا البلد واهله واولادك فاعمل بكل قوه على الغاء الدراسات العليا في الوقت واالظروف الحاليه التي يمكن ان نصفها بانها مرحلة انتشار الفساد الاداري والمالي والعلمي وانتشار الجهل المركب وانفلات امني لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق والمنطقه. كما يؤسففني ان اقول اننكم ناقضتم انفسكم في اكثر من موقع في مقالتكم. على سبيل المثال لا الحصر انكم تدعون لفتح باب الدراسات العليا على مصراعيه واستقبال كل من يرغب وتناسيتم ان الحكمه من الدراسات العليا هي انتاج علم وعلماء وليس من المعقول ان جميع الخريجين يمتلكون القابليه على ان يكونو من اهل العلم كما وقد غاب عن ذهنكم بان البلد لايمتلك القنوات التي تستوعب الخريجين وامامك مطاالبت الخريجين في العمل. اكتفي بهذه المداخله واعتذ اذا استعملت اي تعبير يتناقض مع الذوق السليم. تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك