المقالات

قبل أن تقول الصين "ططي"

1361 2020-03-02

حمزة مصطفى

 

حتى نعود بالوطن معافى لابد أن نسأل أين نحن ذاهبون. نريد وطن معافى كان هو الشعار الأكثر تداولا أثناء تظاهرات تشرين الأول الماضي التي دخلت شهرها الخامس. الشعار نفسه تحول لدى العراقيين جميعا وليس المتظاهرين في الساحات فقط الى هدف أكثر من سام. سؤال الإياب واحد ويعادل بل يتفوق  الى حد بعيد  على سؤال الذهاب. سؤال الإياب هدف الجميع بعد أن تجاوز  الجميع الإنقسام على كل المستويات. وأقصد  بذلك الإنقسام  المجتمعي عرقيا ومذهبيا الذي يراد له دائما أن يكون طائفيا.

 أما سؤال الذهاب فمتعدد. هناك سؤال الشكوك وهو أخطر الأسئلة التي تواجهنا جميعا لاسيما من هو فينا معروفا لدى الكثير من الناس لأسباب تتعلق بشهرة كتابية أو بسبب الإطلالة التلفازية التي تحولت الى هم  يستبطن هموم الوطن كلها. ولعل أخطر المفارقات في هذا السؤال هو مايواجهك به مقدم البرنامج أو النشرة الذي يبدو إنه وصل الى حالة من اليأس والقنوط لهذا السبب أو ذاك. ولم يعد أمامه أسهل من أن يرمي كرة سؤاله " البرئ مرة والموبوء مرات) في ملعب ذهنك المشتت أنت الآخر, مسجلا إنتصاره المباغت عليك في لحظة تلفزيونية فارقة تاركا إياك حائرا في الإجابة منتظرا عطف المشاهد. أعني المشاهد المتعطش لمعرفة الإجابة  مرة أو الذي ينتظر "جفصة" منك حتى "تطش" تلك "الجفصة" في مواقع التواصل الإجتماعي  مثل النار في الهشيم.

وهناك سؤال اليقين وهو الذي غالبا مايواجهك من مواطن تقف معه "سرة" في فرن الصمون أو عند الكاشير في أحد المولات أو عند حلاقك الذي يجيد كل أنواع التحليل السياسي برأسك دون أن يرف له جفن بدء من سؤاله إياك قبل أسئلة السياسة "تريد تخفيف لو تعديل" وإنتهاء بـ "نعيما" الشهيرة ورفضه المراوغ في قبول مبلغ الحلاقة قائلا لك "خليها علينا".

وهناك سؤال القلق الذي كثيرا ما يواجهك من كل الناس بدء من محيطك القريب الى الناس الأبعدين الذين لاينتظرون منك أقل من الإجابة عن كل الأسئلة بدء من سؤال تشكيل الحكومة الى الأهداف المبيتة من إنتشار فايروس كورونا مرورا بأسئلة الفساد والرشى والكوميشنات وضياع المليارات التي يطالبونك بأن تعرف أين ذهبت. وحين تحاول أن تكون دبلوماسيا مرة أو موضوعيا مرة أخرى أو تتهرب من الإجابة على ماتعده أسئلة إفتراضية وهي بدعة لايؤمن بها الجمهور, فإن السائل ينبري لك في محاضرة طويلة عريضة عن كل أنواع الفساد ومن يتولى توقيع العقود وكيف تدار الوزارات ومن الذي جاء بفلان وطرد علان. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد, فإن هذا المواطن الواقف في سرة الصمون أو عند الكاشير أو جالسا ينتظر دوره عند الحلاق مستعد أن يلقنك درسا في الأسلوب والإسلوبية في الكتابة أو كيفية تفادي الأسئلة المحرجة في القنوات الفضائية أو من الذي يمكن أن يكون زرع فايروس كورونا في أحد خفافيش مدينة ووهان الصينية وأين هو الترياق الذي سيطرح في الأسواق قريبا وينهي المرض. لكن لن يحصل ذلك قبل أن تعلن إنك لاتجيد شئ سوى البحث عن الصمون أو التسوق في أحد المولات أو حلاقة ماتبقى من شعرك, وقبل أن تقول الصين .. ططي.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك