المقالات

التنشئة والتدجين

1252 2020-01-29

🖊ماجد الشويلي

 

 

إن من اسوأ اساليب التربية والتنشئة السياسية في البلاد ، أن يصور بعض الزعامات والساسة لاتباعهم ومريديهم ، بانهم يمكن لهم ان يصلوا بالعراق الى جعله جزيرة  غناء ياتيها رزقها رغدا من كل مكان دون ان يطمع بها احد او يمر بها مخلوق .

وهي فكرة طوباوية لاوجود لها الا في مخيلة العاشقين المراهقين قبل زواجهم .

أما في عالم السياسة فلايمكن تصور دولة دون شبكة من العلاقات الدبلماسية ،والسياسية، والتجارية .

ولايمكن تخيل بلاد من غير أن تحيط بها دول أخرى لاترغب بان يخنق بعضها البعض ألاخر وهي قادرة على التخادم فيما بينها ، وينفذ بعضها عبر بعض بممرات مائية او برية او غيرها.

وهذا مادأبت عليه جميع بلدان العالم ودرجت عليه ، ولا أحد كان يرى في العلاقات السياسية والتجارية ضيرا او هيمنة وتدخلا لدولة  بشؤون دولة .

إلا بما يسمى الاحتلال ؛ وقد حددت القوانين الدولية ذلك ووصفته توصيفاً دقيقا .

ففي القانون الدولي، تعتبر منطقة ما “محتلة” عندما تخضع فعليًّا لسلطة جيش معاد.(اتفاقية لاهاي المادة 42)

أما غيرها من التدخلات او النفوذ الطبيعي فإن لاي دولة الحق بان تتخذ التدابير اللازمة لحماية شعبها وارضها ومقدراتها من الاعتداءات الخارجية وإن اقتضى الامر التدخل المباشر لدرء ذلك الخطر الوشيك.

وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أنه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة) .

فما الذي ينتظره الساسة والمعنيون جميعا في هذا البلد من الدول التي جاءت امريكا واحتلت العراق وصرحت بانها ستجعل منه منطلقا لتغيير انظمتها ؟!

هل ينتظر منهم ان يقفوا مكتوفي الايدي حتى يدخل ذلك العدو اراضيهم ويسومهم سوء العذاب ام يجابهوه ؟!

من المؤكد أن خيار مجابهته هو الخيار المنطقي ؛ خاصة إن كانت مجابهته من خلال دعم ابنائه المؤمنين بالمقاومة وهو الحق الذي كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية .

ولذلك فان الاجدر بالسياسيين والمسؤولين أن يعملوا على أنها وقطع كل مبررات ومسوغات التدخلات الخارجية واهمها واسها وأساسها هو الاحتلال بكل تاكيد .

وعليهم اشاعة الوعي اللازم بين المجتمع لتفهم وتقبل تشابك المصالح بين البلدان وخاصة في بلد كالعراق الذي يحتل موقعاً جيوبولتيكياً هاما جدا على الصعيد العالمي .

و أن يغادروا الغمز والتلميح والاشارة لايران واتهامها بالتدخل في شؤون العراق ؛ والعراق يستضيف ألد اعدائها دون أن تكون هناك ضمانات على الاقل لردع امريكا عن الاعتداء على دول الجوار .

فكيف يحق للدول الغربية التي تبعد آلاف الكيلو مترات عنا التواجد العسكري هنا لحماية امنها القومي ولانجد فيه ضيرا ونقوم الدنيا ولانقعدها لمجرد اشاعة لا اساس لها من الصحة ، أو فهم قاصر لطبيعة الظروف والملابسات التي تمر بها المنطقة  فنفسرها بتدخلات ايرانية دون أن يقوم عليها دليل

فقد صرحت وزير الدفاع الالماني (أنغريت كرامب كارينباور) أن مهمات القوات الالمانية ضمن التحالف الدولي في العراق ضد تنظيم داعش تخدم المصلحة القومية لبلادها والدول الاوربية ))

هكذا ينظر الغرب لمصالحه وطبيعة الاحكام والاطر التي تنظم العلاقة بين الدول

فاين نحن من هذا الفهم

اين نحن منه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك