المقالات

علاقة المجتمع بالمنظومة العسكرية للدولة

2024 2019-11-27

علاء الموسوي

 

منذ عام ٢٠١٧ وحتى بداية الشهر العاشر تحديدا مع انطلاق شرارة الاحتجاجات الجارية

يعيش المجتمع العراقي حالة من الامان الداخلي رغم الاختلال السياسي وعدم الاتزان اقتصادياً

اذاً ما السبب لهذا الشعور ؟

لو اجرينا مسح سريع لمجريات الاحداث في الفترة مابين

بعد تحرير الموصل نهاية عام ٢٠١٧ الى يوم ١/١٠

سنجد ان المواطن العراقي يعتز ويتفاعل مع القوات المسلحة العراقية بجميع صنوفها حشداً وجيشاً وشرطة اتحادية

حيث ساعد وجود الحشد الشعبي في تقليل الشرخ الذي خلفه تآمر ٢٠١٤ بين المنظومة العسكرية والمجتمع

الهجمات التهديمية التي قادتها اجهزة مخابرات عالمية على المجتمع العراقي بقيادة دول رائدة وتنفيذ مختلف على ثلاث هجمات اساسية

الاولى :

ضرب المجتمع بالمجتمع نفسه لاضعاف المنظومة العسكرية بواسطة الطائفية المقيتة بعد حرب عام ٢٠٠٣ واستمرت حتى عام ٢٠٠٧

الثانية :

هي ضرب المنظومة العسكرية للدولة بواسطة المجتمع

وهذا ماحدث في ٢٠١٤ وما جرى على قطعات الجيش العراقي في مناطق غرب العراق تحديدا

ان هذه الحالة تفسر لنا تمسك اطراف اقليمية ودولية ببقاء وزارة الدفاع في جعبة المكون السني وفق المحاصصة المقيتة التي انهكت الشعب العراقي وبددت ثرواته

الثالثة :

هي ضرب المجتمع بواسطة المنظومة العسكرية للحصول على نتيجة عكسية بمبررات عقلانية

وهذه الاخطر والاقوى كون ارادة الشعوب قوية وهي كالسيل الجارف خصوصا اذا كانت هذه الشعوب جاهزة للغضب في اي لحظة وما يجرى ١/١٠ الى اليوم هو هذه الحالة .....

فشلت الطائفية بعد ان كانت المنظومة العسكرية تستعيد عافيتها وفرضت القوة على المخالفين والارها بيين وتماشت مع التفكير الوطني المعتدل والمنصف

وفشلت الحالة الثانية في فتوى الحشد المقدس من المرجعية الدينية وانتجت من بعد ضعف قوة للمنظومة العسكرية بشكل عام ....

ما نمر به حاليا في غاية التعقيد والالتباس حيث

يلعب (الطرف الثالث) فيه الدور الاكبر وهو المسبب الاول لما حصل وما سيحصل في قادم الايام

ان التجانس الكبير بين المجتمع البغدادي والقوات الامنية المتواجدة في بغداد يشكل عائقا كبيرا ام دفع القوات هذه للاجرام بشباب بغداد المتظاهرين في شوارعها

وان حدوث مظاهرات سلمية تامة هو فشل صانع الفوضى

لذلك

كان المطلوب ان يكون هناك رد قاسي من قبل المنظومة العسكرية على المجاميع القليلة المنظاهرة حتى يثور الشارع بشكل عفوي وكأن لامحرك له !

الان لو اجرينا استطلاع للرأي عن سبب خروج الشباب الى المظاهرات ستكون نصف الاجابات بسبب قمع السلطة للمتظاهرين والنصف الاخر هو الحقوق المشروعة ....

اذاً اذا كان الشرطي المكلف بحماية المتظاهرين لايمكن دفعه لقتل المتظاهر !

كان الحل جاهزا ....القناص

الجميع يعلم ان الواجبات الموكلة لقوى الامن الداخلي لا تستوجب استخدام القناصة وان نوع السلاح والادلة الموجودة اثببت ان السلاح تملكه قوة تحتوي على صنف قوات خاصة !!

فهل تملك مكافحة الشغب او قيادة شرطة بغداد قوات خاصة

غير افواج التدخل السريع التي لاتختلف عن بقية الاصناف الا في لون البدلة العسكرية .....

مع ذلك في يوم ٢٤/١٠ اعلنت شرطة بغداد ان منتسبيها سينزلون الى الشارع دون اسلحتهم متوشحين بالعلم العراقي

وفي مساء يوم ٢٥/١٠ تم الاعتداء على الشرطة العزل من قبل مجاميع منظوية تحت لواء التظاهرات السلمية

وبعد يوم ٢٧/١٠ تم سحب الاسلحة الخاصة بمكافحة الشغب من قنابل مسيلة للدموع والابقاء على الاسلحة الثانوية ...

اخطأت الحكومة حين تلكات في كشف حقيقة الاختراق الذي حصل من قبل بعض اصناف القوات المسلحة العراقية والذي يوضع امامه الف علامة استفهام

وهذا ما اصرت عليه المرجعية في خطبتين متتاليتين

حيث قام في الماضي القريب بالاشتباك مع القوات النظامية دفاعا عن حكومة تحكمه بعيدا عن الوطن !!

ان الذي قتل الشباب في بغداد وجعل من ظهيرة يوم ١/١٠ يوم اسود في تاريخ بغداد قطعا لم يكن من بغداد

بعد ذلك ولاكمال مشروع الاجهاز على المنظومة العسكرية اراد الجوكر بشتى الطرق زج الحشد الشعبي في هذه الدوامة

ولكن بصيرة وشجاعة القائمين على الحشد حالت دون تحقيق هذا الغرض

فصب جام الغضب على المتظاهرين العزل حيث كلما كان الفعل مؤثر كانت ردة الفعل اشد واكثر ضررا

وهذا يفسر ان حالات القتل المتعمد

كانت تحدث بين فئات عمرية محددة

وبطرق بشعة للغاية ...

التساؤل الذي يدور الان

لماذا ازدادت حالات الاعتداء على عناصر قوات الامن في الاسبوع الماضي وهذا الاسبوع ؟

الاجابه هي ان الجوكر قد امتعض من كلام المرجعية في ضرورة تعزيز العلاقة بين المجتمع والمنظومة العسكرية بعيدا عن الحكومة والفاسدين وهذا مايشكل عنصر قوة للمتظاهرين السلميين وماسيحقق مطالبهم دون اراقة الدم .....

في نفس الوقت ان مانشاهده من حالات اعتداء يكون فيها عناصر الامن غير مسلحين !

فهل سرق المتظاهرون اسلحتهم ؟

ام انهم فعلا حرصوا على عدم اراقة الدم وتركوا السلاح جانباً

هنا تعرف من هو الطرف الثالث ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك