المقالات

تائهون .. و ..صامتون ..

1462 2019-08-06

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

قبل ٤ سنوات ، قام زملائنا بمسح لكل مدارس العراق ماعدا اقليم كردستان ، و اعتمدنا في المسح، على اخواننا و اصدقائنا في وزارة التربية و مديرياتها وعلى نقابة المعلمين و نقيبها صديقنا الطيب عباس السوداني ، و كانت النتائج صادمة بالنسبة لي على الاقل فقد تبين اننا بحاجة الى اكثر من ١٢٥٠٠ مدرسة لحد سنة ٢٠٢٠ وان ٧٥٠٠ مدرسة يجب ان تدخل الخدمة سنة ٢٠١٦ ..و بالرغم من محاولة الاخوة في مجلس الخبراء العراقي التوخي الدقة  في دراستهم ، الا ان منظمة حقوق الانسان الدولية Human Wrights Watch  HRW في تقريرها السنوي في ٢٠١٦

قدرت حاجة العراق الى عدد مدارس ١١٠٠٠ مدرسة ..والغريب ان ازدياد عدد المحاضرين بالمجان كان يزداد بالالوف ،وان اتجاه وزارة التربية على انشاء المدارس الكرفانيةو الذي يقترب من ١٠٠٠ كرفان  في اطراف المدن والريف و مخيمات النزوح قد جعل وضع التعليم الابتدائي والمتوسط في وضع كارثي، خاصة وان اكثر من ١٥٠ مدرسة طينية ( جمالي و صريفة ) لازالت في الخدمة .. وقد اظهر المسح ارقام و حقائق صادمة لم يهتم لها المعنيون ، من حيث عدم توفر البنى التحتية ، فاكثر من ٤٥٦٠ مدرسة تعاني عدم توفر الماء و مشاكل في الكهرباء و الصرف الصحي و هناك اكثر من ١٣٨٩ مدرسة متضررة معظمها ايل للسقوط وان اكثر من ٣٩٨٦ مدرسة بلا مرافق صحية ، وان معظم المدارس تعاني نق في المستلزمات و التجهيزات المتعلقة بالرحلات والسبورات، ...منذ ٢٠٠٣ ولحد الان ، كانت و مازالت وزارة التربية وزارة استثمارية للسراق الفاسدين الذين يبددون اموال مستقبل العراق و خلاصها في تحويلها الى جيوبهم و خزائنهم حتى ان ترليونين دينار عراقي تم رصدهم لبناء المدارس منه ٣٠٠ مليار دينار لبناء ٣٥٠ مدرسة في بغداد ، دون ان نرى اثر ، حتى اصبحت المدارس الثلاثية اكثر من ١٢٧٦ مدرسة   و المدارس الثنائية اكثر من ٦٨٩٤٠ مدرسة .  .اما الملاكات التدريسية فانها بائسة الى درجة احد الاخوة المفتشين قال لي : ان المعلمين و المدرسين في مدارسنا لو دخلو امتحان البكلوريا للسادس العلمي او الادبي ، فان اقل من ٢٠٪ منهم قد ينجح ، لان التدريس اصبح وظيفة وليست مهنة رسالية فيها الاعداد و المنافسة ، والذي يتطلب التعليم و التدريب والاعداد المستمر كل سنة ..عندما سالت خبيرة دولية في التعليم الاولي عن ان الطالب الاول في العراق  من ريف الناصرية (مناصفة مع طالب من بغداد من زيونة ) يقطع ٢٥ كم ذهاباو ايابا" يوميا ، و بمستوى اقتصادي لعائلته يصل لحد الكفاف ، ومن عائلة لا تملك اي مستوى من التعليم ،قالت لي : انه التحدي ، انها ارادة تغيير و ضعه الاقتصادي و الاجتماعي ، اطر نفسه بالنجاح و الحصول على معدل يؤهله للمجموعة الطبية ، و امتلك ارادة الفلاح و صبره في الاستمرار على تحقيق الهدف ، رغم صعوبة الطريق والاجواء ..قالت عبارة في البدء لم استوعبها وهي ( التحفيز الذاتي للانقاذ) و تعني ان الطالب وضع نفسه في وضع الكارثة ، و لم ينتظر مساعدة الاخرين ( المدرسيين الخصوصيين و معاهد التقوية ) ، او ينتظر دعم خارجي ( الحكومة او المحافظ في تقديم معونات مالية ) ، فقرر ان ينقذ نفسه بنفسه ...

لقد كانت بيئة الطالب ، بيئة ملائمة للاستمرار في التحدي وانقاذ نفسه ، فلم يكن محيطه فيه  المراكز التجارية والمولات والاسواق ، وليس هناك كافيهات او نوادي او مدن العاب و تسلية او سينمات او مسارح، و لم يكون متاح لديه الالعاب الالكترونية و التواصل الاجتماعي عن بعد  ....لقد اظهرت ضعف نسب النجاح التي لم تتجاوز ٣٠٪ في مجموعها مشكلة خطيرة  ، وان عدد الراسبين في التعليم الاولي تجاوز مليون و نصف طالب ،.منهم اكثر من ٩٢٠٠٠٠ طالب في المرحلة الابدائية ، واكثر من ٦٤٠٠٠٠ طالب في المرحلة الثانوية  الى ضعف اداء المؤوسسة التعليمية ، وهذه الاوضاع المأسوية للتعليم الاولي  تحتاج الى نهضة عبر تحسين وتطوير كفاءات  ملاكاتها التدريسية و التدريبية و الاشراف والادارة و اختيار قيادات ذاوات ذمة و اخلاق و وطنية ،جادة في اعادة التعليم الاولي و التربية في العراق مجده الذي دمرته قوى الفساد والظلم والظلام ...

اللهم نشكو ضعفنا، وقلة حيلتنا ،يارحم الراحمين ..انت مولانا ، انصرنا على القوم الفاسدين الظالمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك