المقالات

الشيوعيين والعلمانيين فرسان العلاقة مع صدام..!

1554 2019-07-28

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

فيما خلا المطلق الإلهي، لم نستطع الوصول الى شئ ليس له ضد، إذ أن من طبائع الأشياء، أن لكل شئ ضده.

أغلب أضداد الأشياء من طبيعة جنسها، فالموت ضده الحياة، والجهل ضده العلم، والشر ضده الخير، والأسود ضده الأبيض، وهكذا الى عدد ليس منتهي من الأضداد.

 في عملية التضاد النوعي؛ يتقدم الضد السلبي، لأن السلبي هو السائد الذي يستدعي ضده، بمعنى أن الحسن لا يحتاج إثبات لحسنه، فنقيضه القبيح، وهو الذي يبحث عن دلائل الصحة.

 في هذا الصدد يمكننا القول، أنه لو لم يبلغ السوء مبلغه الذي بلغه؛ ما أُرسل أنبياء ورسل هادين ومبشرين ومنذرين.

 في الفكر أيضا، فإن الأفكار السيئة المخرجات، هي التي تستدعي ضدها، بمعنى لو لم يكن القبيح قد شاع، لما كانت هناك حاجة، إلى الدعوة للحسن ونشره، لأن الحسن هو أُس الفطرة الإنسانية، ولا تحتاج الفطرة لإثبات صحتها، لأنها تتساوق مع المعقولات.

هذا الكلام مقدمة للحديث عن الخانق الضيق، الذي وضعت العَلمانية التي يعتنقها اليسار العراقي، ومعه جوقة الليبراليين، واتباعهم من أدعياء المجتمع المدني، أنفسهم فيه.

مطبخ الفكر العلماني خارج سياق الفطرة الإنسانية، ولذلك أخطأت اختيار النقيض، فبدلا من أن تطرح نفسها، بديلا عن الفكر الشمولي التسلطي بكل أشكاله، وهو موجود حيثما تلتفت، في المَلَكية والتوليتارية والماركسية، وتسلط رأس المال، وتسلط الفرد الحاكم والحزب الواحد.

العلمانيون العراقيون؛ شأنهم شأن العلمانيين في أي مكان آخر؛ يدَّعون أنهم دعاة الى الحسن من الأشياء، ولذلك عملوا على البحث عن نقيض لعلمانيتهم، كي يبنون وجودهم على نقضه، لإثبات صحة توجهاتهم.

لقد سلكت العلمانية ومعها دعاتها المدنيين، مسلكا صعبا سيخرجها من حتمية التاريخ، فتصرفت على أنها دين جديد، ولذلك تركت كل هذه النقائض، وبحثت عن نقيض ليس من سنخها أو نوعها، إذ افترضت أن الأديان، فكر شمولي ينبغي سل أسلحتها لحربه.

بسبب أن العَلمانيين أخطأوا اختيار النقيض، سيكون مصير ما افترضوا صحته، الوقوع في التضاد السلبي، أمام تمام الحسن وهو الخالق جل في علاه، وفي سجلات البشرية، ما بقي مثال في التأريخ كان ضداً للخالق..

الدين؛ أول ما اهتدى إليه العقل البشري لحل مشكلاته، وهو اهتداء فطري سليم، لكن  العَلمانيين سعوا الى تحجيم الدين، وتحويله الى علاقة (سرية) بين الفرد وما يعبد، حتى لو كان المعبود هو المطلق "العلني" الأوحد (الله).

لذلك دعوا أن يكون ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، وهي دعوة لخدمة الطغاة، وهذا ما يفسر لنا العلاقة الجيدة، بين العلمانيين والطغاة، ومنها علاقة العلمانيين العراقيين بالطاغية صدام، حتى أنهم أقاموا جبهة سياسية معه في سبعينات القرن الماضي، أسموها (الجبهة الوطنية)، وفرسانها الشيوعيين اليوم أحياء!

كلام قبل السلام: العلمانيون العراقيون أسوأ علمانيين على وجه الأرض؛ لأنهم فهموا العلمانية من ذيلها..!

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك