المقالات

قبل أن يأتيني من يحمل الكاتم..!

1355 2019-07-13

قاسم العجرش

 

قبل أيام تلقيت إتصالا هاتفيا من إعلامي نافذ، محسوب على (...)، الإعلامي الذي تربطني به علاقة مودة وإحترام مهنية، برغم إختلاف توجهنا السياسي، أخبرني أن (...) مطلع على ما أكتبه، وأنه منزعج جدا من تناولي إياه ولو بالأشارة، وأنه "زعلان " مني..

الحقيقة أني لم أعر بالا لهذا الأتصال، مع أني أعرف كيف سيترجم (...) زعله، لكن ما إن حل الصباح حتى وضعت زعله تحت قدمي، وشرعت بكتابة هذا العمود!

لقد توفر ما يكفي من الأسباب لإساءة الظن، بعدد كبير من الساسة المتصدين لصورة غلاف مجلتنا السياسية، وبعد أن أنفتح الفضاء الإعلامي؛ هذا ألإنفتاح الذي لم نكن موعودين به، أصبح نقد الساسة وأدائهم، هوية وهواية لكثير من الكتاب والإعلاميين، ومنهم كاتب هذا العمود!

يكفي أن عدد كتاب المقالات التي تنتقد الساسة، أو تكشف عوراتهم بلغ الآلاف، فيما الذين يكتبون منافحين عنهم، يعدون على أصابع يد واحدة، ناهيك عن أن كتابات المنافحين، أما مغلفة بثوب من الأستحياء، أو أنها مدفوعة الثمن!

في معظم الأحوال فإن إكتساب هذه الهوية، يجر على الكتاب مشكلات لا حصر لها، أشدها خطورة هو المشكل الأمني.

الكاتب الذي يمارس نقدا مباشرا لكتلة سياسية بعينها، أو لسياسي بعينه سيجعل بإرادته نفسه، هدفها سهلا لـ " صكاكة" تلك الكتلة السياسية أو ذاك السياسي..ولكم أن تتصوروا الخانق الذي يضع الكاتب نفسه فيه، أذا علمتم أن "كل" الكتل السياسية والساسة، تمتلك أو تعرف الطريق، الى من يجيدون الـ"الصك"؛ سيما بالكاتم!

ماذا يعني هذا؟!

للأجابة لابد من القول أن للموضع المطروح هنا وجهين، الأول يتعلق بمفهوم وفهم وتفهم النقد، من قبل الساسة وكتلهم السياسية، والثاني يتعلق بالكتاب والإعلاميين أنفسهم..

الوجه الأول؛ لم يتأسس فيه بعد مفهوما لتقبل النقد، ومعظم ساستنا يعتقدون بأنهم وحدهم  يمتلكون مفاتيح الحقيقة، وأن ما سواهم على خطأ، وأستمعوا الى تصريحاتهم، وستكتشفون أنهم يشتركون في الأنا العالية، وشاهدوا حواراتهم في الفضائيات، فمع أن معظمها فارغ من محتوى مفيد، لكنها مليئة بعبارات الفردانية، والنظر الى الآخرين من الطابق الأعلى!

الوجه الثاني؛ متعلق بالكتاب والإعلاميين، فإن منهم من يسرف بالنقد الى حد الفحش، وبعضهم يلجأ ولفراغ كنانته، الى السباب والشتيمة، والنيل من الساسة عبر صفاتهم وحياتهم الشخصية، ومنهم ساعة يمسك بالقلم ينسى نفسه، ويطلق العنان لخياله أو لبذائته، بلا تبصر أو مسؤولية، وبالتأكيد لا أجد نفسي من هؤلاء، ولذلك لا أخشى زعل(...)!

هذا الواقع لا منتج، والمهاترات الإعلامية، يقابلها في الطرف الآخر النزق السياسي، لا يمكن أن يبنيا إعلاما نظيفا، مفيدا للعملية السياسية، بل سيكون ذلك معطلا لكل ما هو مفيد، وسيضيع المفيد في زحمة المهاترات.

كلام قبل السلام: النور لا يضر العيون السليمة!

سلام.....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك