المقالات

اعادة البعث الصدامي ..اسوأ الخيارات

1443 2019-02-02

عادل الجبوري

 

  تتداول بعض وسائل الاعلام حاليا تقارير عن جهود وتحركات من جهات دولية واقليمية لاعادة تأهيل حزب البعث المنحل وتسويقه من جديد، في سياق اجندات ومشاريع واهداف تتقاطع تماما مع تطلعات وطموحات ابناء الشعب العراقي. 

  ولم تعد الكثير من تلك الاجندات والمشاريع والاهداف خافية على معظم-ان لم يكن جميع-العراقيين.

  ان مجرد طرح فكرة اعادة تأهيل حزب البعث المنحل تحت يافطة المصالحة الوطنية او اية يافطة اخرى وتسويقها بهذه الطريقة او تلك، يعني التمهيد والتهيئة لعودة عهد الظلم والاستبداد والديكتاتورية والتسلط، وعودة عهد الحروب العبثية والمقابر الجماعية والانفال والاسلحة الكيمياوية، وعودة حكم الحزب الواحد بمنهج "دولة المنظمة السرية" وبأساليب بوليسية استخباراتية تخالف كل مباديء حقوق الانسان والقوانين الدولية المتعارف عليها والمعمول بها في اغلب المجتمعات المعاصرة والانظمة السياسية القائمة. 

   ليس بأمكان العراقيين ان يتقبلوا فكرة التعايش مع حزب قمعي استبدادي اذاقهم ماسي وويلات لانظير لها في تأريخ الشعوب والمجتمعات.. حزب تسلط على رقابهم طيلة ثلاثة عقود ونصف من الزمن ، واعادهم عقودا طويلة الى الوراء، ولم يخلف بعد تلك المسيرة الطويلة سوى الخراب والدمار والتخلف والفقر والجهل والحرمان.

   وليس بأمكان العراقيين ان يتعايشوا بعد ان تنعموا بأجواء الحرية والانفتاح والديمقراطية، رغم ما اعترتها وشابتها من سلبيات واخطاء، ليس بأمكانهم ان يتعايشوا مع منظومة سلطوية حزبية كانت اولوياتها القتل والتخريب والتدمير على كل الاصعدة والمستويات، وفي كل الاتجاهات.

   كيف للملايين ان تتقبل فكرة اعادة حزب البعث الصدامي، ومشاهد المقابر الجماعية وحروب الثمانينات والتسعينات والانفال وغيرها من الجرائم البشعة والمروعة مازالت ماثلة وشاخصة في مخيلتها، ناهيك عن ما فعله هذا الحزب بعد الاطاحة بالنظام المقبور في عام 2003، حينما تحالف مع التكفيريين وكل اعداء العراق والعراقيين وراح يوغل في الناس الابرياء قتلا وفي البلاد تدميرا بأبشع الصور والوسائل.

  وليس العراقيين فحسب من اكتووا بنيران وحماقات والاساليب الدموية الارهابية لذلك الحزب، بل الدول المجاروة وشعوبها ايضا، وهذه الشعوب والدول لاتستطيع هي ايضا ان تنسى او تتناسى مافعله نظام حزب البعث الصدامي ضدها، وكيف انتهكت حرماتها والحق الدمار والخرب بها.

  ان كل ذلك وغيره الكثير يكفي لان يقول العراقيون ومعهم كل دعاة الانسانية والحرية والديمقراطية في العالم لا لعودة البعث الصدامي، ولا لاعادة تأهيله وتسويقه من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك