المقالات

من هم الذين مشوا في جنازة التحالف الوطني؟!

2004 2018-11-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

اذا راجعنا تاريخ تشكيل التحالف الوطني، سنتذكر انه كان قد تشكل في بداياته( الإئتلاف العراقي الموحد)، تحت ضغط إصطفافات قسرية، أُجبرت بسببها القوى السياسية العرقية، على أن يتكور ابناء كل مكون مجتمعي بعضهم الى بعض، مشكلين ثلاث تحالفات سياسية كبرى، هي التحالف الوطني الشيعي، والتحالف السني تحت مسمى القوى العرقية، والتحالف الكردستاني للكورد..

هكذا مضت العملية السياسية في العراق، طيلة خمسة عشر عاما، وانتجت نظامنا السياسي القائم، غير أن عملا ممنهجا؛ جرى خلال السنوات الخمس المنصرمة، كان هدفه تفتيت التحالفات المكوناتية، والأنتقال نحو بناء تحالفات سياسية عابرة للطوائف، كما كان يشيع الساسة المعنيين بالأمر.

بيد أن هذا العمل كان يستبطن هدفا خبيثا، أبعد شاوا من ذلك، ألا وهو هدف تفتيت التحالف الوطني الشيعي، وإرخاء قبضة الشيعة على مفاصل السلطة الرئيسية، لأن راعي العملية السياسية الأمريكي، أكتشف ان التحكم بالعقل الشيعي أمر صعب جدا، بسبب مخالفة هذا العقل للتوجهات الأمريكية، بالهيمنة على المنطقة ومقدراتها جملة وتفصيلا.

هكذا كانت نتيجة الأنتخابات الفائتة، والتي مزقت التحالف الشيعي، فيما بقيت التحالفات الكردية متماسكة في بغداد، وإن كانت مختلفة في أربيل.

الساسة السنة كانوا لاعبي سيرك مهرة، وحاذقين في فقرة اللعب على الحبال، فقد وزعوا أنفسهم بشطارة العيارين، على إئتلافي البناء والأصلاح، ومع إئتلاف الوطنية أيضا، يتحركوا على قاعدة الجالسة على ضفة النهر، أينما تميل تستطيع أن تغرف الماء..

كانت الصورة أن الساسة السنة قد تمزقوا، لكن حديث متلفزا لأحد قادتهم، كشف عن أنهم ليسوا مبالين بمن يمثل الشيعة، بقدرما هم يستطيعون بحراكهم السياسي، نيل ماأسماه إستحقاقهم الثابت، والمتمثل بـ(ستة وزارات، وتسعة هيئات، وقرابة ستين منصب للدرجات الخاصة) والسنية، تحتفظ بعناصر قوتها، وإن بدت غير ذلك ظاهريا.

 لقد أنجرت القوى السياسية الشيعية؛ الى حالة فقدان التوازن، وتنافست فيما بينها تنافسا شديدا، حولها بالأطار العام؛ من قوى متنافسة الى قوى متناوئة، وسلكت مسلكا لا يمكن عده سياسيا، بعدما نحت تلك القوى، نحو إضعاف القوى المنافسة لها بشتى الطرق، ومن بينها التسقيط السياسي، وهو طريق لا أخلاقي بالتأكيد.

إضعاف المنافسين سيحولهم الى مناوئين، وبذلك نخرج من دائرة التنافس المشروع، والذي يفترض أن يكون تنافسا على قلب المواطن ،للوصول اليه وخدمته من خلال تلمس همومه، الى تنافس على ظهر المواطن، لأعتلاءه للوصول الى أهداف ذاتية او حزبية ضيقة.

مثل هذا التنافس لا يمكن وصفه إلا بالصراع، بل وصراع شرس..وهو ما يفسر ما يجري هذه الأيام؛ من تجاذبات سياسية، بلغت حدها الحرج بل والخطر...!

غير أن بعض التحالفات السياسية الشيعية، سلكت مسلكا أكثر لا أخلاقية، إلا وهو قيام القوى المهيمنة فيهان بإضعاف شركائها في التحالف، وهو ما يدل على أن روابطها؛ التي تشكلت على اساسها روابط واهنة، وكانت النتيجة بيوتا أوهن من بيت العنكبوت...

إن هكذا تحالفات من الصعب أن تعيش، وإذا عاشت فإن حياتها حياة العليل، لا يمكن له أن يمضي يوما بلا دواء، ومع الأسف فإن دواء التحالفات العليلة، لا يتعدى المجاملات الفراغة، أما القلوب فهي قاسية بعضها على بعض!  

كلام قبل السلام: التحالف الوطني قد مات ميتة الجاهلية، وقادته قد شيعوه الى مثواه الأخير، في مقبرة المنطقة الخضراء، الواقعة خلف السفارة إياها، بل ان بعضهم يعد ذلك منقبة له..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك