المقالات

العامري والمهندس: لن نجد قبوراً ندفن فيها!

2039 2018-10-06

امل الياسري

التصدي للحاكم الجائر محملاً بعقيدة منحرفة تعمل بإسم الدين، يتطلب وجود رجالات من طراز خاص، وأحد الحلول الذكية التي تبنتها مدرسة محمد باقر الحكيم، أن تخرج منها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إنهم أنصار لعقيدة تأبى الضيم والذل، ورجال الجهاد الحسيني كُثر في عراق الحسين (عليه السلام)، لأن النجف الأشرف موئل العدالة، وكربلاء المقدسة معقل الثوار، وسامراء الحجة مركز الظهور والعدل العالمي، لذا كان رجال مقارعة نظام الطاغية المقبور، يمتلكون عقيدة عاشورائية لا تُضاهى!

ليس هناك مستقبل لوطن ممزق، وإلا لكانت المقاومة العراقية التي قارعت الطاغية آنذاك، أن تطالب بتقسيم العراق، (شيعة، وسنة، وكرداً كل على مكونه)، لكنهم إستشعروا أن حكم البعث ودمويته لا تستثني أحداً، وثمة سائل يسأل: لماذا يذهب هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، ليقودا حرباً ضد الإرهاب بالمناطق الغربية؟! فقبلهم عاد السيد محمد باقر الحكيم للعراق لينشر العدالة، لكنه لم يجد قبراً ليدفن فيه، فقد سكن في القلوب والضمائر، فالقتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة!

هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، وحسن الساري، وكاظم الجابري، هم ثمار خالصة ولائية عقائدية، في المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، عندما تزعمهم السيد محمد باقر الحكيم، وقد ساروا على خطاه برفضهم للطائفية، فهاهم يدافعون عن أبناء الوطن أينما يتطلب الواجب، ويحملون أكفانهم على ظهورهم ليقصدوا سفر الأخرة، وما ذلك بغريب عليهم، فقضية شهيد المحراب حركت بداخلهم حقيقة مفادها: مهما تنوعت صنوف المقاومة، وإختلفت الأسماء فهي في مجملهما تؤكد حقيقة واحدة، أن هؤلاء الأبطال إمتداد لرجال كربلاء!

مدرسة الحكيم جوهرة نورانية لا يخفو شعاعها، لأن رجالها أمثال العامري والمهندس وغيرهما، كلما إغترفوا منها إزدادوا عطاءً من إجل بلدهم، حيث تكشف النقاب عن قادة للعمل العسكري الميداني، وبتفوق لا نظير له، ولمَ لا؟ وقد تدربا على المبادئ الإسلامية، والوطنية لمقارعة الطواغيت، وباتت حياتهم زاخرة بالعمل والجهاد معاً، ويسعون اليوم الى ضمان وحدة العراق، بتكاتف جميع المكونات والطوائف، لذا لن تنفع معنا سياسة فرق تسد، لأن مَنْ أرادوا نشر هذا الإدعاء الكاذب ولّوا مدبرين!

أيام السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه)، كانت حافلة بالتنظيم الأمني بوجود فيلق بدر، الذي عمل لفترة طويلة بإمرته، وقاد العامري الأمور ميدانياً، ثم تفرغ للعمل بوزارة النقل، لكنه ما برح أن عاد لعرينه العسكري بسوح الوغى، عندما لبى نداء المرجعية، فهو قائد حرب في الميدان، وهذا ناتج طبيعي لمَنْ يتربى بحجر مدرسة الحكيم، التي قارعت الطغاة لعقود مليئة بصفحات التضحية والبطولة، لذا لن يجدوا قبوراً ليدفنوا فيها، بل سيسكنون في مكنونات القلوب رغم جراحات الزمن!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك