المقالات

أجدادُنا مسالمونَ فلَمَ لانكونُ كذلك؟!

1526 2018-08-22

امل الياسري
رجل من طراز خاص، لم يُضع فرصة للعمل بنكران الذات، من أجل القيم والعقيدة، فداؤه الأول ليلة منام كبيرة، ليحامي عن إبن عمه ونبيه، ضد شيوخ الجاهلية حيث أرادت قتل النبي المختار (صلواته تعالى عليه)، ووأد دينه الجديد، فالدعوة الإسلامية في بادئ الأمر، لم تلقِ سوى آذاناً صماء وعقول مغلقة، لكن النبي والمقربون الخواص منه لم يعجزوا، وعلقوا عباءاتهم المقدسة، فوق قمم الفضيلة، والمودة، والتسامح، والصبر، ولم يعطِ أحد منهما أذناً صاغية للموت أو الفشل! بعد إستشهاد نبي الرحمة (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، أراد المنافقون بإرثهم الفاسد، قطع الصلة بأحداث الغدير، في محاولة بائسة لخلق صياغة جديدة للأمة، فإنبرى أمير المؤمنين ويعسوب الدين، علي بن أبي طالب(عليه السلام)، لتنبيه الأمة وتنزيه الملة، رغم أن فرص الإنتقام كانت سانحة له بمخالفتهم لأمر نبيهم، لكنه إرتاى العزلة والإنعزال رغم أحقيته، فمحنة الإختلاف كانت قد بدأت، ولأن الدولة ببداية عمرها، أجبر النور العلوي نفسه على الصمت، لكنه صمت حكيم وفي الإتجاه الصحيح! تصدع واضح الملامح أصاب الأمة، بعد إستشهاد الإمام علي(عليه السلام)، ليتحول الزمن بعدها، الى فصول أكثر تعقيداً وإختلافاً من السابق، وطواغيت بني أمية بدأت تحيك المؤامرات، للنيل من البيت الهاشمي، حقداً وبغضاً بآل علي، وهوس التفرد بالسلطة، والحقيقة أن مقتل الإمام علي(عليه السلام) في الكوفة، كفيل بهدم أركان الهدى كلها، ويؤذن بإنهيار البناء كله، لكن الإمام المعصوم الحسن(عليه السلام)، أدرك خطورة الموقف، وأعلن الصلح حقناً لدماء المسلمين، فكان تصرفه قد تجاوز عقول المنافقين الخاملة والتافهة! ذات مرة قرأت للشاعر المصري محمد الشحات عبارة:(إن لم تستطع أن ترفض شيئاً تكرهه، فإنزع رأسك وإبحث عن رأس تحمله، كي تصنع أحداثاً ترغب بها)،وحقيقة المقولة تنطبق على أوضاعنا الراهنة، لأننا نمضي بالحياة في بحر من الكلمات، ولساننا لا يعرف مرفأ للصمت والإنتظار، علماً بأنه يمكن العثور على كل شيء، بكتاب الإشاعة الخارجة عن المألوف والقانون، لكن أهل البيت(عليهم السلام)لم ينزعوا رؤوسهم، لكنهم بالصمت كتبوا ملاحم كبيرة، وقادوا ثورات أكبر بدماء طاهرة، فتغيرت ملامح الأمة! كلما زادت الحرية زادت خلافاتنا، وهذا يجعلنا نعترض على كل شيء، حتى وإن كانت عظام أجدادنا المسالمين، التي أمسى ماضيها عبراً، وحاضرها دروساً، ومستقبلها نهجاً، لأنهم أصحاب رسالة عظيمة، وتضحيات أعظم وسط أمواج الطغيان، والفساد، والإرهاب، فلمَ لا نكون مثلهم؟ وهذا يقودني الى الحديث النبوي الشريف:(لاتأتوني بأنسابكم بل أتوني بأفعالكم)، ومن المؤكد أن مَنْ تغلغل في عروقه، دين محمد وأهل بيته الأطهار، لا سبيل لديه إلا الحكمة، والتدبر، والتعقل في كل شيء، وعن أي شي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ضياء عبد الرضا طاهر : نعم مسرور ابعاد الحلبوسي كان خاطئا حسب الدستور العراقي وانا ارشح السفيره الامريكيه أو السفير البريطاني بمنصب ...
الموضوع :
مسرور بارزاني يدافع عن المزور والمطبع : توقيت عزل الحلبوسي من منصبه كان خاطئا ويدعو الى عدم مساندة فلسطين
د. محمد سامى : تشرفت بالخدمة الطبية لأهالى قرية الهدام بالوحدة الصحية بها منذ ٤١ عاما كطبيب عام ، ودعانى الشوق ...
الموضوع :
المباشرة بانشاء مركز صحي في ميسان
ابو عباس : ها اشو طلع سلاح وملشيات صدعتو روسنا الشيعه عدهم ملشيات وسلاح منفلت طلعه الشمس على الحرامي ...
الموضوع :
الانبار.. تحذيرات من تفشي ظاهرة السلاح المنفلت خلال تظاهرات انصار الحلبوسي
ابو عباس : لعنت الله عليم وعلى العلام المجور من الغرب والعراب للهم انتقم من امريكا والكيان الصهيوني ...
الموضوع :
تلفزيون فلسطين: الجيش الإسرائيلي يتباهى بمساعدة مسن في غزة ثم يعدمه رميا بالرصاص
uutr##$%^& : تحالف العزم يضم قيادات كانت ضمن الشخصيات التي اثارت موجة الفتن التي دارت عام 2013 وانتهت بدخول ...
الموضوع :
العزم الأوفر حظاً.. 6 مرشحين لخلافة الحلبوسي في رئاسة البرلمان
Hala Bag : السفير الصيني و قبله السفير الياباني يتطلعون للدخول بقوة الى سوق العراق من خلال الاستثمارات و المشاريع ...
الموضوع :
رئيس هيئة النزاهة يشدد خلال استقباله السفير الصيني على ضرورة توفير البيئة الآمنة للاستثمار
جبارعبدالزهرة العبودي : وسائل اعلام المية وعربية قالت ان 5000 جندي امريكي دخلوا معركة غزة بكامل اسلحيهم وتجهيزاتهم العسكرية الى ...
الموضوع :
مستشار سابق للبنتاغون يصف ما حصل مع بلينكن في العراق بأنه "عار حقيقي"
اللهم عجل لوليك بالفرج مزمجرا فاتحا للمسجد الاقصى المبارك اللهم اميين : حم عسق حم لا ينصرون ...
الموضوع :
ما هي علاقة فلسطين وفتح القدس بظهور الامام المهدي المنتظر عليه السلام؟  
محمد الحسن : لم اقرء لكاتب شجاع ولا تؤخذه بقول الحق لومة لائم كما قرات للكاتب رياض سعد ولعل صراخ ...
الموضوع :
ردا على هذيان وهلوسة المدعو علي الوزني (1)
الفقير لله ولرسوله وال بيت الرسول الاطهار : بني امية أبناء الكفر الزنا والعهر والخنا الملاعين ... جدهم امية الصبي الرومي المملوك الذي كان يدعى... ...
الموضوع :
بنو أمية وبنو صهيون من رحم واحد..!
فيسبوك