المقالات

هيا لنلعب أمام قبر أبي!

1916 2018-06-28

أمل الياسري   ذهب طفل صغير لبيت صديقه، ليلعب معه فقال له:يا هذا لا تصدر ضجيجاً، كيلا يصحو أبي من نومه، فأجابه الصغير:إذن هيا لنلعب أمام قبر والدي لعله يستقيظ، لتنهض معه ذكريات الدفء، والأمان، والبراءة وننتظر عودته من غيابه، مع أننا ندرك أنه لن يعود، والملفت في الأمر أن طقوس وسلوكيات والدي، باتت حضارة أبوية مقدسة، لا يمكن أن تفنى من قبل الأيام، أو تتعرض للنسيان ما لم تفنى من الداخل، وهذا لن يحدث أبداً يا أبي.   مشهد مؤلم لأحد يوميات طفل، يتمنى أن يكون أبوه معه، ليواجه مدرسة الحياة، التي أصبحت كالسفينة المدمرة، يعترضها يومياً عُقد صراخ الأطفال، وموجات الغضب، وجنون فضائيات، وحملات مطالب، لاتستطيع الأم الإجابة عليها أو تحملها، ومازال الطفل الذي بداخلنا يتمنى وجود والده، حيث كان يردد:"الفخر بالماضي لايضمن لك أن تكون شيئاً، لأن قوانين اللعبة تتغير بإستمرار، لذا الإيمان، والكفاح، والثقة بالله هي الحل الأمثل"،وصايا بعطر الحنين، حملناها لترسم قصة طفل صغير، يريد اللعب أمام قبر والده.   أقوال مأثورة عن والدي، كان يترجم ديباجتها بسلوكه" بأن لا تتركوا صلاتكم فهي عمود الدين، ولا تهجروا قرآنكم فهو الشفاء لما في الصدور، وواظبوا على زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ففيها كرامة الدنيا وشفاعة الآخرة، وإنتظروا فرج قائم آل محمد أرواحنا لمقدمه الفداء، وتسلحوا بالعلم وإقرأوا كثيراً، لا لكي يراكم العالم، بل لتروا أنتم العالم، فتلك مهارة لا يتقنها إلا القليل" وما زال صوت والدي يطرق أسماعي، كلحن للخلود لأستقيظ للصلاة فجراً.   طريق مقبرة وادي السلام، يبعث على الراحة والسكون، مع أن ذكرياتك تتلاطم أمواجها، على أرصفة فتحات المقبرة الجديدة، ومع تشابك لوحات أسماء الراحلين عنا في المقبرة القديمة، تبقى أدبيات الدخول إليها خالدة في الذاكرة"فالسلام على أهل لا إله إلا الله، يا أهل لا إله إلا الله، بحق لا إله إلاالله، كيف أوجدتم قول لا إله إلا الله، يا لا إله إلا الله، أغفر لمَنْ قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله".   هيا لنلعب أمام قبر والدي، ولكن هذه المرة بطريقته، وحضارته التي يرتاح لها، دون ضجيج أو زحام، نعم إنه الجسد الذي لا يسكن بقربنا، ولكنه الروح التي تسكن قلوبنا، لذا قرأنا له سوراً من القرآن الكريم، وأولادنا بجانب المقبرة الناطقة بالوجع يلعبون، فتارة يسمعون قرآننا بدموعنا وعبراتنا، وتارة ينظرون لقبور أحبائنا، وبمجرد أن يدركك الوقت، تعرف أن الرحيل قد حان، وأن حياتك جزء من قصة ماضٍ، يفترش الحكمة والصبر بعنفوان قبر أبي رحمته تعالى عليه.          
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك