المقالات

الخرافة نشأت حين تخلى الأمراء عن وظيفتهم!

2230 2018-06-20

أمل الياسري
روي أن إبن عياض كان قد تعلق بأستار الكعبة موسم الحج، متوسلاً العلي القدير، بأن يصلح أحوال الأمراء والعلماء، فسأله أحدهم وكان عالماً: ويحك، أتدعو للأمير بالصلاح، فأجابه: (نعم إنْ صَلُحَ صَلُحْنُا، وإن فَسُدَ فَسُدْنُا)، وهذه القصة تنطبق على أوضاع بلدنا الجريح، فجميع العراقيين متعلقون بأستار المرجعية الرشيدة، حيث بُح صوتها من كثرة مطالباتها، بالضرب بيد من حديد على الفاسدين، ولكن كيف يتم القضاء على الفساد والمفسدين، أبدعاء إبن عياض، أم بكلمة يكتبها الإصبع البنفسجي؟!
خرافة (القائد الأوحد) نشأت، عندما أصبح الأمير مجرد حاكم لجباية الأموال، متناسياً مفهوم كونه خادماً ومرشداً، وحافظاً للرعية في كل أمورهم، لذا يجب التفكير للحظة، أن المصانعة والمهادنة مع الفساد تعني نهاية كرسيه، كما أن أباطيل الطغاة مهما حاولوا نشرها، فستصنع منه بطلاً ورقياً ملطخاً بدماء الأبرياء، فمحنة كبيرة أن يكون جزء من أبناء البلد خونة يسعون في خرابه، عليه مسألة تغيير الوجوه الكالحة، باتت من ضرورات العملية الإصلاحية، وسننتصر إذا آمنا بعراقنا كوطن للجميع. 
هناك حقائق يجب الإلتفات إليها في ديمقراطيتنا الغريبة، منذ عام(2003) وحتى الآن، أبرزها أن حياة الكراسي أثمن من أرواحنا، وطريقة الدستور المكتوب بإسم الديمقراطية، والحكم به غير ديمقراطي، ففيه أخطاء غير قابلة للتصديق، وكأن شعار مكافحة الفساد بات إسماً يلائم الأغلبية على الساحة، فهناك كُثرٌ ممَنْ يقدسون المرجعية، لكنهم لا يلتزمون خطوطها، فما حلٌّ يسعنا إلاّ أن تتنفض صناديق الإقتراع، من أجل إزالة الفقر على يد الشباب، فهم ذخيرة الحاضر لمشروع دولة تحتضن جميع المكونات.
مفاتيح الجنة ليست في جيوبنا، ولسنا ندعي الكمال، ولكن المشروع المتكامل والرؤية الواقعية، حول ما يحتاجه المواطن في هذا الظرف العصيب، تجعلنا نؤمن بقدرتنا على تجاوزر التحديات الراهنة، والإستعداد لمرحلة ما بعد داعش، لأن أبوابنا مفتوحة للجميع، ومهم جداً أننا لن نتراجع، بل دائماً ما نراجع، لكي يتحول الشارع العراقي، لكتلة وطنية واحدة بإتجاه النصر، فمعركتنا معركة وطن ووجود، وقد أثبت العراقيون للعالم أجمع، بأنهم متسلحون بعقيدة لا تنكسر، ذا فلن يُهزموا لأنهم حسينيو البقاء. 
الخرافة هي أن يصدق السذج، أن داعش جاءت بدولة خلافة إسلامية، تعيد لهم هيبتهم الجاهلية، عليه نحن نذكر رجال الملحافظات، التي إستباحتها جرذان الصحراء، أنكم تخليتم عن مهمامكم الوطنية والأخلاقية، وإرتضيتم لأنفسكم السكوت والتفرج، ولولا كلمة سبقت من ربك (إعلان الفتوى الجهادية)، لساخت أراضيكم بمَنْ فيها وما عليها، فعووا الدرس جيداً، وأصلحوا أمركم لإصلاح مجتمعكم الذي إنتخبكم، ولا تجعلوا أعمالكم مجرد خرافة، يتناقلها أصحاب الفضائيات، والفرصة ما زالت قائمة لتنهضوا من جديد، فالعراق لجميع العراقيين. 
العالم يعرف أن العراقيين وما قدموه من تضحيات جسام، إنما هم يدركون الى أي عقيدة وثقافة وتأريخ ينتمون، لذا فهم لم ولن يترددوا في مواجهة داعش أو غيرها، للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات،مع أن الأعداء يتربصون بنا السوء، لكن أبناء الحشد المقدس، والجيش العراقي، وقوات الحدود، ومكافحة الإرهاب، والرد السريع بالمرصاد، والذين لن تذهب دماؤهم سدى، فسيادة العراق خط أحمر، ولن نسمح لأية خرافة أخرى بالنشوء على أراضينا، سواء أكان إبن عياض بينهم أم لا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك