المقالات

كردستان بداية موفقة ومستقبل مجهول !...


رحيم الخالدي

عندما تم تخطيط الخارطة العراقية، في العهد القديم لم يكن هنالك شيء إسمهُ كردستان، وبعد تحرر العراق من الهيمنة العثمانية بدخول الإحتلال البريطاني كذلك، إنتهى بثورة العشرين الخالدة، التي عرّفت العالم ببلد أسمهُ المملكة العراقية، وتعاقبت الحكومات الى أن أصبحت جمهورية، وتوالت الثورات ليكون آخرها حكومة البعث، الذي أسس الطائفية والقومية، والتناحر بين الأديان والاقوام والطوائف، ليكوّن اللبنة الأساسية لتفكيك لحمة الشعب العراقي، الذي يمتلك تاريخ لا تملكه كثير من الدول سواء الحديثة أو القديمة منها، لكن الديمقراطية العرجاء التي تعاني من الانفراد بالسلطة، جعلت الشركاء يتمادون لأكثر من الأحلام !.

الشعب الكردي جزء مهم من المكون العام للدولة العراقية، ولا يمكن الإستهانة بهم، وهم متعايشين منذ القدم، وإن لم يكونوا سومريين أو آشوريين أو أكديين، حتى لو جائوا من القمر، المهم اليوم أنهم عراقيين ولا يمكن القبول بالمساس بهم مهما كانت الذرائع أو الحجج، ولكن بعد إقرار قانون فيدرالية إقليم كردستان، هل تَنَعّمَ الشعب الكردستاني بخيرات بلده بعد إقرار الميزانية، وماهو الملموس في الحياة اليومية، هل وصلوا لحالة الإستقرار بعد التناحر السياسي بين الشركاء خاصة اليوم؟ وتداعيات التلويح بالإنفصال من قبل جهة معينة، سيما وأن تصدير النفط عبر الإقليم لازال يتدفق لميناء جيهان التركي .

ليس من المعقول ضمن التوقعات، أن دول الجوار التي تظم بين ألوانه قومية كردية، وتقبل بدولة إسمها كردستان! وضم أكرادهم بإنشاء الدولة المزعومة، وتأخذ أراضي تلك الدول، وتركيا بالأمس ضمت الإسكندرون السورية، وتطمع بالأراضي العراقية، وتهب لإقليم كردستان أراضي! أو إيران التي تعتبر اليوم أكبر قوة بالشرق الأوسط، وتهدد بالعلن إسرائيل وامريكا وبكل ثقة، خاصة المصالح الأمريكية في الخليج والتقارب الحاصل بين تركيا ومسعود البرازاني بالذات ليس لاجل سواد لا الإقليم ولا لشعب الإقليم إنه النفط الذي تبيعه بسعر أقل من السوق بسبعة دولارات .

الذي لايعرفه الشعب العراقي بالعموم والإقليم بالخصوص، أن البرازاني إتفق مع تركيا ببيعها نفط الإقليم لمدة خمسين عام! وإستلم مبلغ سنتين مقدماً، فهل هذا صحيح مثلاً، ومن المعروف أن الثروات ليست ملكاً لاحد، بقدر ماهي أموال الشعب، والمطروح أن بعض الموظفين تركوا الوظائف! لأنهم يعملون مجاناً، وبعض المدارس أغلقت أبوابها، فقط الذين يستلمون هم الحاشية، وبعض من البيشمركة والمعارف، والحكومة الإتحادية تقف متفرجة دون إتخاذ إجراء قانوني ضده، ولا نريد التذكير بأن شعب الإقليم لاحول ولا قوة، جراء الديكتاتورية التي يمارسها حزب البارزاني ضدهم .

ربط نفط كركوك بالاقليم كان إحتيال، وتمنياته بظمها للإقليم في قادم الأيام، مع العلم أن هنالك إتفاق بعدم التلويح بالإنفصال! والميزانية السنوية التي تم ربطها بالنفط، الذي يتم تصديرهُ من خلال شركة سومو، كان أفضل إتفاق للسيطرة على التصدير، والذي أبرمه الدكتور عادل عبد المهدي، وإن كان التهريب مستمراً في جنح الظلام، لملأ الجيوب التي تستغل سكوت الحكومة الإتحادية، وعدم إحداث بلبلة، كوننا نخوض حرباً ضد الإرهاب العالمي، ونريد تكوين دولة قوية، وإذا كانت على المال فسيتم تعويضه مستقبلا، لكن التمادي بقي مسيطراً .

كل الدول وخاصة المجاورة، والتي لديها قومية كردية بضمنها تركيا، لا تحبذ قيام دولة كالإقليم في العراق، والمصدر الوحيد المدر للمال هو النفط ولا تملك غيره، وما تحريض أردوغان ليس لأجل سواد عيون مسعود أو كائناً من يكون، فقط لأجل إمتصاص النفط بالأسعار المخفضة، وهو أول من سيقف بوجه قيام الدولة الكردية، فيما لو تهيأت الضروف، وهو متأكد من عدم قيامها! سيما وأن المسار السياسي اليوم بدأ يتخذ منحى آخر، بعد قيام قوة من الإقليم بمحاصرة شركة نفط الشمال، وتهديد الحكومة المركزية، وكأنه يريد الدخول بحرب فتنة يقاتل أبناء الشعب الواحد أنفسهم، ولا من أحد يسائله عن مصير الأموال التي قبضها جراء تصديره النفط، والاقليم يشكو من قلة الأموال، ويمر بأزمة ستطيح به مستقبلا، فيما لو إنتهج هذا المنهج الذي يدل على التمرد على الدولة والتفرد بالسلطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك