المقالات

شهاب آل جنيح


ماذا جَنى الشيعة من شعائرهم؟!

شهاب آل جنيح

تتعدد الطقوس والعبادات في العالم، فكل طائفة لها طقوسها الخاصة، قد تكون هذه العبادات مجرد شعارات، أو فعاليات شكلية، أي ليس لها أي أثر على حياة شعوبها ومتبنيها، بمعنى إنها عادات تلقفتها الشعوب، واستمرت عليها، من دون معرفة جدواها ومغزاها، وقد تكون هذه الطقوس، إحياء لنهج وثوابت ومبادئ سامية.

المسلمون الشيعة حالهم حال غيرهم، من أتباع الديانات الأخرى في العالم، لهم طقوسهم وعباداتهم، لكنهم زادوا على غيرهم، فأعطوا لشعائرهم قيمة سامية، فنجد أنهم وعلى مر السنين، تعرضوا لحملات همجية، من القتل والتعذيب والسجون، بسبب ممارستهم لشعائر مذهبهم ودينهم، لكنهم لم يتخلوا عنها، بل زادوها عاماً بعد عام.

يركز الشيعة على مناسبات مذهبهم، كمواليد أئمتهم وشهاداتهم، وكذلك بعض الأحداث السياسية الدينية، التي حدثت مع أئمتهم، كبيعة الغدير وواقعة كربلاء.

اتهم الشيعة بالغلو في مذهبهم وعباداتهم، حتى وصل الأمر، بأن تقوم الحكومات المتوالية، التي حكمت العالم الإسلامي، كالدولتين الأموية والعباسية، بقمعهم ومنعهم من أداء مراسيمهم، واستمر هذا الحال حتى العصر الحديث والمعاصر، فقد عمل النظام الصدامي، على منع كل أمر يتعلق بالشعائر، مثل زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وإقامة المجالس الحسينية.

بعد التغيير في العام 2003م. عاد الشيعة لممارسة شعائرهم، التي لم يتركوها، لكن هذه المرة كانت الأكبر على مر تأريخهم، هذه العودة لم تخلو من التهديد، والقتل والإرهاب، فتفجير المساجد والحسينيات، وزرع العبوات الناسفة في طريق زوار الإمام الحسين، وتفجير الزائرين كل هذا لثنيهم عن شعائرهم، ومع ذلك لم يتركوها.

هذا الترابط الوثيق، بين الشيعة وشعائرهم، جعل منهم شعبٌ حي  وثائر، لايرضى الذل والخنوع، وخير دليل على ذلك مواقف الشيعة الثابتة، سواء في العراق، أو إيران أو لبنان، أو اليمن أو غيرها من البلدان، في العراق مثلاً، عندما طغت عصابات الإرهاب، واحتلت مساحات واسعة من البلاد خلال ساعات، لم تتمكن هذه العصابات، من احتلال مدينة شيعية صغيرة، حاصرها الإرهاب لشهرين من كل جوانبها ألا وهي مدينة آمرلي.

زيارة الأربعين، وخروج الشيعة مشياً على الأقدام، صوب قبر الإمام الحسين، إنما هو تجديد لعهد الولاء، والسير على نهج الإسلام المحمدي الأصيل، الذي قاتل وقتل من أجله الإمام الحسين(عليه السلام)، وليست هذه الممارسات والشعائر مجرد شعارات، بدليل صور الشهداء التي تملأ الطرقات المؤدية لكربلاء، فهؤلاء الشهداء، بالأمس عاهدوا إمامهم أثناء مسيرهم إليه، بالتضحية من أجل دينهم ووطنهم، واليوم أثبتوا ووفوا بعهدهم.

 

قوة الشيعة بشعائرهم، فمن خلالها يرسلون للعالم متبنياتهم، ويظهرون تفانيهم وفنائهم في عقيدتهم، فالشعب الذي يمشي آلاف الكيلومترات؛ لزيارة إمامه، وينفق أمواله لخدمة الزائرين، وبدون مقابل مادي؛ إنما هو شعب مضحي وثائر، لن يبخل بدمه وماله، إن تعرض وطنه لتهديد إرهابي خارجي أو داخلي، وخير دليل على ذلك، الرجال الذين يقاتلون الآن في جبهات المواجهة مع الإرهاب، فقد تركوا أهلهم ومدنهم؛ وراحوا يدافعون عن وطنهم، فهؤلاء تلامذة مدرسة الشعائر الحسينية، فأين تلامذة المدارس الأخرى، الدينية واللادينية؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك