لا يخفى على الجميع حجم الخطر المحدق اليوم في المنطقة، خصوصاً مع تمدد التنظيمات الإرهابية بشتى أنواعها وفي مقدمتها "داعش" الذي يسعى الى تمدد نفوذه الى خارج العراق وبلاد الشام ليشمل اليمن وشمال افريقيا.
الحرب الجديدة في الوطن العربي والتي هذه المرة أتت مجدداً على فقرائه فهكذا وبكل بساطة، فتحت الحرب التي تقودها السعودية، جبهة جديدة في منطقة بالغة الحساسية، على المستويَين الإقليمي والدولي، بعدما جمعت تسع دول أخرى في تحالف إقليمي ضد شعب اليمن، الذي يتلقى نيران «عاصفة الحزم» من سماء بلاده منذ ليل أمس الأول.
الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن، تتجاوز فكرة درء الخطرالحوثي، ودعم شرعية رجل الخليج في اليمن عبد ربه هادي منصور، غداة سيطرة «أنصار الله» على عدن، التي سعى الرئيس المتراجِع عن استقالته إلى تحويلها إلى عاصمة لليمن بدلاً من صنعاء،. فيما يبدو الوضع الميداني قاتم، بالنظر إلى التخندق الإعلامي الذي صار سمة بارزة في «الربيع العربي»، فإن المؤكد أن ما يجري في اليمن اليوم، ليس مجرّد حملة عسكرية تأديبية، على غرار الحملات العسكرية الست، التي خاضها نظام علي عبد الله صالح ضد الحوثيين، والتي كانت هي ايضا بتعاون وتنسيق مع ملوك النفط، بل يتعداه الى اكثر من ذلك وينذر بحرب شاملة وطويلة الأمد، في ظل مجموعة عوامل داخلية وإقليمية ودولية محفّزة قد تساهم في تعزيز التشرذم العربي.
وهذه العملية التي أعلن عن بدئها سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير، والتي قد تكون سابقة، باعتبار أنّ قرار الحرب ضدّ دولة أخرى يعلنه عادة إمّا وزير الدفاع أو حكومة البلاد، لكن الأمر اختلف مع المملكة التي يبدو أنها قررت اتخاذ قرارها من العاصمة الأميركية، التي ابدت موافقتها دون الرجوع الى الامم المتحدة او حتى عقد اجتماع تشاوري لتدارس الموقف، وهذا ما يجعل الامر قد تعدى حدود "درء الخطر" لفتح جبهة جديدة تكون قبلة الجبهة السورية والعراقية اليوم خصوصاً مع الانتصارات المتحققة على الارض، والتقدم الكبير للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في مختلف الجبهات وأهمها مدينة تكريت والتي تحوي اكثر من ٣٠٠ مقاتل من مختلف الجنسيات وأهمها الجنسية السعودية والجنسيات الخليجية الاخرى، وهذا ما دعى السعودية الى تبني هذا الموقف محاولة منها للضغط على ايران، ومنع اي اتفاق نووي مرتقب او اعاقة اي تقدم لهذا الملف والذي اي نجاح فيه فانه سيكون نجاح حيوي واستراتيجي لعموم المنطقة العربية والإسلامية.
اعتقد ان الحرب السعودية لن تكون طويلة، لان مملكة الزهايمر لا يمكن لها ان تدخل في حرب فاشلة بكل المقاييس، لان الجيش اليمني وقوات اللجان الشعبية قوات عقائدية، وليست قوات مأجورة او من المرتزقة، بل هي شعوب لديها أنتماء لوطنها، ولديها ولاء نابع من هذا الانتماء، وهذا ما لا تملكه السعودية وجيشها الكارتوني الذي فشل في كل الحروب التي خاضها وبكل المقاييس.
كما ان اليمن مقبلة على انتصار تاريخي سوق يسجل في صفحاتها،مع سقوط كل المراهنات العربية والدولية في جعل اليمن اقليم تابع الى السعودية، او يمكن اخضاع شعب عانى الويلات على حكام العمالة من قبل، واليوم يعاد تكرار نفس المسلسل، لهذا نرى ان الموقف الشعبي لليمن كان على قدر المسؤولية، كما ان الحوثيين عبروا ارقى تعبير عن شجاعتهم وبسالتهم وتحضرهم في الدفاع عن أراضيهم ضد الغزو السعودي لبلادهم.
ربما لا ننتظر موقف من احد لان الجميع عبر عن موقفه، فجامعة الدول العربية كانت واضحة الموقف تماماً، وكان هذا الموقف ليس مستغرباً امام الموتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ والذي أفضى الى دفع فاتورة اشتراك الجيش المصري في الحرب على اليمن، ناهيك عن الموقف الخليجي الذي كان واضحاً هو الاخر في تبعية العربان الى مملكة الزهايمر، والذي يبدو ان ملك الزهايمر ربما يتذكر بعد حين ماذا فعل والى اين هو ذاهب ؟!!
https://telegram.me/buratha