الملاحظ في خطاب جنرالات الجيش الأمريكي ، وكذلك الحملات الإعلامية المشبوهة التي تقودها بعض الأجهزة الإعلامية والاستخبارية لأميركا سواء من خلال قنواتها المباشرة أو من خلال تصريحات بعض المسؤولين أمثال جون ماكين وغيرهم من القيادات السياسية أو العسكرية من وجود تهديد حقيقي للأمن في بغداد ، وان مطار بغداد أصبح تحت النيران المباشرة لهذه العصابات الإجرامية ، بل أكثر من ذلك محاولة تضعيف عزيمة القوى الأمنية ورجال الحشد الشعبي وهم يحققون الانتصارات النوعية من خلال بث تصريحات أن "داعش" بدأت التأقلم مع الضربات الجوية ؟!
ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي التي تقدمه القوات الدولية للقوات الكردية ، أمام ضرب الطيران الأميركي القطعات العسكرية الحكومية وسرايا الحشد الشعبي في أكثر من مكان وفي أكثر من جبهة ؟!
وهنا يأتي تساؤلنا أذن مت فائدة التحالف الدولي ضد "داعش" وهل هو ضد داعش فعلاً أم لحمايتها ؟!!
الإدارة الأمريكية لديها مخطط سابق طرحه بايدن أبان حرب غزو العراق ، ألا وهو تقسيم العراق تقسيماً طائفياً ، أي الإقليم الكردي الممتد من دهوك إلى كركوك ، والإقليم السني الممتد من الموصل وانتهاءً بالنخيب ، والإقليم الشيعي الممتد من جنوب بغداد وانتهاءً بالفاو ،مع بقاء الصراع وتغذيته في العاصمة بغداد ، وهذا ما يسعى إليه الاميركان من خلال بث الإشاعات في أن بغداد غير آمنة وممكن دخول عصابات داعش المطار في أي لحظة ؟!
هذه الإشاعات لايمكن إلا أن تقرأ محاولة التمهيد لهذا المخطط ، والسعي من اجل كسر هيبة الجيش العراقي ، وهذا ما حصل فعلاً في أحداث الموصل وانهيار كامل لقطاعات الجيش العراقي والتي تعدادها 50000 ألف مقاتل ، مع كامل التسليح الأمريكي الحديث ، الذي تبخر تماماً ، وأصبحت المعدات العسكرية من دبابات ومدرعات ومدفعية حديثة غنائم حرب عند الدواعش ؟!
أذن ما هو الهدف وماهي الغاية من كل هذا الانهيار ؟!
لا نريد الحديث عن الفساد الكبير الذي شل حركة الحكومة العراقية ، والتي أصبحت ظاهرة الفساد في جميع الأجهزة الأمنية من دفاع وداخلية أمراً غير مستغرب ؟،في ظل قيادة فاسدة ، ووزارات تقاد بالوكالة في الحكومة السابقة ، وترفيع لضباط من مراتب أدى إلى أعلى دون المرور بالضوابط العسكرية المعمول بها ، وغيرها من تآمر واضح في قيادات الجيش في الموصل وتسليمها خلال ساعات قليلة لتبدأ حرب التغيير الجغرافي والديمغرافي ، وتنفيذ المخطط الذي تحدثنا عنه سابقاً ورفع شعاره "بايدن" .
أذن هي محاولة لإسقاط الانبار بعد الموصل وصلاح الدين بيد الدواعش ، تمهيداً لدخول القوات الأمريكية من جديد لتبدأ صفحة جديدة من صفحات الاحتلال للعراق ، تحت مسمى محاربة الإرهاب ، ونحن نعلم جيداً كيف تم تأسيس داعش وكيف تم تقديم الدعم المباشر من الاميركان أو الدول الإقليمية المحاورة للبلاد .
يبقى عملياً التهديد لبغداد ، وجعلها قريبة جداً من مرمى النيران الداعشية خصوصاً إذا علمنا أن الحواضن هناك في المنطقة القريبة والمحاذية للمطار من جهة ولحدود بغداد من جهة أخرى كبيرة وواسعة ، وان الحرب ليست مع الدواعش فحسب بل هي مع المتشددين من البعثية وضباط الجيش السابق وفدائيي صدام وغيرها من أجهزة صدام القمعية .
أذن المخطط كبير وخطير جداً ، ويهدد وجود العراق أرضاً وشعباً ، وهذا ما يجعل الجميع في اختبار حقيقي أمام هذا التهديد ، سواءً في الجانب السياسي أو الأمني ، وتحجيم الإرهاب في البلاد والمنطقة يحتاج إلى تظافر الجهود الدولية بمصداقية عالية ، خصوصاً مع فقدان الحلقة الأساسية في المنطقة والتي هي "روسيا وإيران" وان عدم وجودهما في هذا التحالف يشكل عقبة حقيقية في جدية القضاء على الإرهاب وداعش ، خصوصاً وأنهما يمثلان قوة حقيقية التي بإمكانها أن تقدم منجز أكبر من التحالف الدولي المزعوم .
كما أن حرب التصدي للإرهاب في سوريا هو الآخر يمثل محطة مواجهة مهمة مع الإرهاب ومن يقدم الدعم له في المنطقة ، وتبقى الحلقة الأهم في هذه المعادلة هو كبح جماح الدول التي تمول الإرهاب فكراً ومالاً ، والتي تنطلق منها فتاوى التكفير والقتل باسم الدين الإسلامي .
https://telegram.me/buratha