المقالات

كلهم يتساقطون ويبقى مراجعنا

1171 00:40:17 2014-03-13

روي عن النبي الأكرم محمد (ص) : (( إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء )) ...
كان صدام يستخدم أوسخ الأساليب مع الحوزة العلمية والعلماء في النجف الاشرف ، وكان يزرع ضباط المخابرات ، والأمن والاستخبارات بين صفوف طلبة الحوزة العلمية ، ولكن اللطيف في الأمر أن الحوزة العلمية ومدارسها حلقة صغيرة ، وكلا يعرف صاحبه ، ويعرف مرتبته العلمية ، والغريب بينهم بائن وواضح ، وكانت المرجعية الدينية منذ عهد الأمام الخوئي (رض) تسعى إلى حفظ كيان الحوزة العلمية ، وكيان الأمة الإسلامية جمعاء ، وسار على هذه الخطى السيد السيستاني في حفظ الحوزة العلمية من أي تفكك أو تدخل من هنا أو هناك .
بعد سقوط البعث المقبور ظهرت شخصيات ادعت لنفسها المرجعية ، وأخذت تستلم الحقوق الشرعية ، فكثرت الألقاب والمسميات وفتحت المكاتب والبرانيات تحت عناوين مختلفة " ولاة الأمر والمرجع وغيرها من مسميات لا تمت إلى الواقع العلمي بأي صلة تذكر . 
لا أريد الدخول في نقاش معرفة الأعلم ، لان المكان والوقت لايسع للحديث عن هذه المسألة المهمة ، ولكني سأختصرها بالقول ، أن المرجع الديني الأعلى ، لايتم اختياره إلا بعد الإشارة إليه من قبل كوكبة من أهل الفضل والعلم ، من مراجع كبار ، وعلماء وفقهاء ، ليس فقط في النجف الاشرف ،بل في عموم البلاد الإسلامية من أتباع المذهب الأثنى عشري .
بعد سقوط النظام البائد ، برزت مواقف المرجعية الدينية الكبيرة ، خصوصاً المواقف العظيمة للسيد علي الحسيني السيستاني في بناء العملية السياسية ، وبناء وإقرار الدستور ، وإخراج المحتل ، والذي يتشدق به البعض ، وإنهم أصحاب هذا الانجاز ، هذا الانجاز الوطني للمرجعية لم يعجب البعض في دولة القانون ، خصوصاً "حزب الدعوة " الذي يملك فكراً لايتسق وفكر المرجعية ، بل هم كفكر قومي لا يؤمنون بشي اسمه المرجعية الدينية ، لهذا حاولوا في مرات عدة تشويه دور المرجعية وتخوينها ، وإظهارها بمظهر المقصر ، بل وصل الأمر إلى استيراد شخصيات لتكون نداً للمرجعية ولم ينجح الأمر .
الغريب والخطير في الأمر ، أن السيد المالكي أخذ في الآونة الأخيرة ، أخذ بدعم شخوص محسوبين على العمامة الحوزوية ، وأخذ بتقديم الأموال والدعم الحكومي لهم ، من اجل ضرب المرجعية الدينية ، وإيجاد شرخ بينها وبين مواليها ومحبيها ، وهذا الأمر يعد هجوماً واضحاً على الحوزة العلمية وعلى المراجع العظام وعلى الدين والمذهب ، فأخذ بتقديم الأموال ، وإبراز هذه الشخوص من خلال توفير الفضائيات وتسخير الإعلام الحكومي له من اجل توجيه الرأي العام نجو هذه الشخوص . 
يبدو أن السيد المالكي ، ومراجعه الكارتونيين ، لايعلم أن المرجعية الدينية هي مرتبة علمية اختصها الله برحمته لتكون في خدمة المؤمنين ، وان من يجلس على دفة هذه المرتبة يحتاج إلى توفيق الله ورعايته ، ولايمكن لأي شخص مهما كان علمه أو نسبه ، أن يكون في هذا المنصب ما لم يحصل على هذا التوفيق الإلهي ، كما أن المرجع الديني لا يمكن أن يكون مرجعاً ما لم يتصف بصفات معروفة ومتوفرة في كتب الفقه ، لهذا لايمكن لأي مدعي بالمرجعية أن يستدل على مرجعيته ما لم يمر ويستند على هذه الضوابط الشرعية .
كما إني انصح من ادعى لنفسه بهذا المنصب المقدس ، أن يعود إلى ضميره ، وان يتوب إلى ربه ، لان الحاكم الفاسد ، أو أمواله لن تغنيه عن السؤال يوم السؤال ، لهذا كل ما يحاك ضد هذا المنصب الإلهي سوف لن يجد إلا الخذلان والذل ،لان هذا المنصب والمرتبة ليس دكان بقال،بل هو منصب الهي يختص به عباده المخلصون ،وعلى الجميع الاستفادة من التجارب السابقة ، وكيف صدام وبعثه عندما وقف المرجعية الدينية سقط وذهب إلى مزبلة التاريخ ، لهذا نقولها بملء فمنا " كلهم يتساقطون وتبقى مرجعيتنا الدينية سنداً لديننا ووطننا "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك