المقالات

الإستعمار الداخلي للأغنام..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

520 09:59:00 2012-10-19

ربما يبدو العنوان مستفز قليلا، وهو يستفز بصفة خاصة أهل الحكم..لكننا وقد أمضينا كل عمرنا الإفتراضي تحت نمط من الحكم المركزي لا نعلم سببا لقبول آبائنا وأجدادنا به، اللهم إلا لأنهم مغلوبين على أمرهم، راضين بمن حكمهم بهذا النمط من الحكم  وفقا لعقيدة القسمة والنصيب التي تزوجت بها جدتي بجدي وأمي بأبي، وزوجتي بأنا! ـ أرجوكم لا أحد يخبرها فأنا كما أخبرتكم سابقا أخاف إثنين: الله جل في علاه وزوجتي، وزوجتي أخافها أكثر من خوفي منه تعالى، لأنها شديدة العقاب بينما ربي الذي خلقتي غفور رحيم، ومع ذلك فأنا أفضل حالا من الساسة الذين يخافون زوجاتهم فقط، ولا يخافون الله الذي يرى ما يأفكون كل لحظة! ـ 

في هذا النمط من الحكم، المركز مُهيمِن على ثروة الدولة وسُلطتها، وجهاز الدولة ومؤسساتها، وكان المركز والى حد ما لما يزل مزيفا لهوية الشعب، وفارضا لثقافته على الجميع، معيدا إنتاجها فيهم، فهو يتصرف في مكونات الدولة تصرف المالك، متّبعا سياسة قوامها حد أدنى من الخدمات مقابل منحنا "شرف" المواطنة والتبعية!

وظل هذا المركز مستعمرا للشعب يَحكُم ويتحكّْم ويُكرِس نفوذه ويوطِّد سطوته من خلال عاملين، الأول هو القوة التي يمتلكها متمثلة بالعسك رالذين استخدمهم كأسوأ ما يكون الاستخدام والاستغلال، والثاني هو الثروة الوطنية التي حولها ملكا عضوضا لتثبيت أركان سلطته، ولإطعام ذاته وتنميتها وتقويتها..ولمحاربة القوى المناهضة له التواقة الى التحرر من سلطته، بوضعها خارج سياق الدولة، وتغريبها بضرب بؤر الوعي التي ترفع رأسها ضد سياساته، وقمع وإبادة من يناهض أو يقاوم تلك السياسات..والأمثلة في تاريخنا القريب والبعيد أكثر من أن تحصى: الشيعة في الجنوب والكورد في الشمال، والفيليين من الكورد أكثر لأنهم كانوا من الأثنين!!..

ورغم أن الجميع يعلمون مسيرة ومصب هذا الاستغلال وتوظيف السلطة المُدمِر، لكن يجمُل تناول الأمر من خلال عناوين جانبية محددة مرتبطة بفترات زمنية أو أحداث سياسية.. وظل المركز يمارس العبودية السياسية والاستغلال الوطني العاطفي، للذين لم يستفِيقوا من أثر شعارات مُشبَّعة بمخِدر أنه المحور الأوحد للتماسك الوطني، عبر ترويجه الدائم لهلامية معدومة الملامح لإقامة دولة العنقاء والغول..!

مثل هذا الشعب المُقيّد والمُقعَّد بخرافات هلامية وقيود من صُنع المُستغِلين في المركز لن يتقدم قيد أنمُلة. لأن مزاج المركز ورغبته لا تمُتُ إلى نبض الشعب بصِلة، ولأن قضايا الشعب الوطنية مرتبطة بثلاثية قوامها الحرية والخدمات والمشاركة بحكم البلاد، وبتعريف هوية واقعية واضحة للدولة، وبالتوزيع العادل للثروة، وإنهاء مشاكل الإقصاء الثقافي..

كلام قبل السلام:المركز هو العُشب الملوث بالدم والذل الذي يقدمه لشعب إعتقده شعب من الأغنام...

سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-10-20
الأخت الصابرة المحتسبة العراقية المسلمة الموالية لأهل البيت الكردية الفيلية زهراء محمد يرونه بعيدا ونراه قريبا..! إنه الفرج يا أخت الشهداء، الفرج آت ومهدينا المنتظر علاماته تطرق إبوابنا ، وساعة الظلم أتت لتملأ الأرض قسطا وعدلا.زأكملفي صبرك وتجملي به، فقد بقي القليل القليل جدا أسأله تعالى أن يزن صبرك حسنات ويلحق بالصالحين والصالحات، أشكر مرورك الكريم وتنمياتي بالتوفيق لك ولكل أحبتي الكورد الفلييين، فليس أقرب الى قلبي منهعم أحد...
زهراء محمد
2012-10-20
نعم ياسيد قاسم العجرش: كلماتك هي كلماتي ...اتمني ان يقرئه اكبر عدد من رواد البراثا او بالاحرى ساسة عراق اليوم(ساسة القد ر) .. أقول لابد ان يأتي يوم جديد وحتما سيختلف عن البارحة... وحتما بعد مطر ستشرق الشمس... شهر اكتوبر من اقسى الشهور على قلبي فيه الكثير من الذكريات المؤلمة ... هجرت الى المنفي وكان آخريوم وشهر وسنة رايت احبتي ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك