المقالات

حركة الشهيد عز الدين سليم - ستراتيجة وتكتيك -

565 19:30:00 2012-07-29

الكاتب: مرتضى أحمد العبودي

كان الوضوح في الرؤية والتكتيك موجود في طرح الشهيد الخالد عز الدين سليم وفقاً لتجربته الطويلة في الميادين السياسية كذلك سبله في التعاطي والتفتح على حضارات العالم والطروحات الإنسانية عدا توغله في الثقافة الإسلامية التي جعلت منه رائداً في الكتابة والبحث الديني والسياسي ومشاراً إلى مؤلفاته الكثيرة بالبنان وكل هذا بلور له ثروة إجتماعية لا يستهان بها من المنتمين لخطه والمحبين ، والذي يعرف السرداب الذي كان يسكنه الشهيد يعرف كثرة الداخلين والخارجين والمقيمين عنده.

بعد تغيير اللانظام الصدامي ، كان الشهيد عز الدين سليم يعتقد إن تلك الفترة غير ناضجة ولا تدرك الواقع بشكل دقيق ، إذ إن البلد محتل ، والحاجة الى طرح معقول يقنع الآخرين حيث أن المكاسب الكبيرة لا يمكن أن تتحقق بين عشيةٍ وضحاها ، كذلك فإن الساحة تضم مختلف الأفكار والأحزاب والقوى من العلمانيين الى الإسلاميين ومن القوميين الى الإشتراكيين ، وحيث الصراعات الإقليمية والإرهاب القادم من الخارج المتمثل بالقاعدة وذيولها الى الإرهاب الموجود أصلاً في الداخل المتمثل ببقايا اللانظام المقبور والمتعاطفين معه ، هذا كله كان يجري في بلد نفطي ملآن بالثروات الطبيعية ومحتل من قبل أقوى بلد في العالم ، وقد مر على شعبه أبشع الجرائم والويلات منذ سنة 1963 الى سقوط الصنم ، وما رافق ذلك من أمراض مزمنة إجتماعية وثقافية غزت مواطنيه ، وكرست فيه ثقافة الدكتاتورية البغيضة وشيوع الفساد والفوضى.

بالرغم من أن الشهيد يتبنى الإسلام على المستوى الستراتيجي إلا أنه يطمح الى تحقيق حكومة إنسانية ، إذا إنك إذا أردت أن تأتي بالإسلام ((كما يرى الشهيد)) الى بلد مدمر إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وتطبقه عليه ، إنما أنت تقوم بجر الإسلام الى الإنتحار ، فستدمره ، ولهذا السبب قال: (( ما نريده الآن هو حكومة تخدم الإنسان ، تعطيه كرامته وحريته وبعد هذه المرحلة يمكننا ـ إذا أحسنّا الطرح أن نطرح الإسلام للناس كما فعل الأخوة الإسلاميون الأتراك ، فهؤلاء الأخوة دخلوا في جو علماني راسخ ومحمي بالجيش والمؤسسات المالية ، ولكن بطرح رائع ومقبول إستطاعوا أن يدخلوا في جيب النظام العلماني ويفرضوا رؤاهم عليه وهذا أعظم عمل ونجحوا لحد الآن)).

في 17/5/2012 أعلنت حركة الشهيد عز الدين سليم عن نفسها ((أمام الشعب العراقي إيماناً منها لإيقاف الهدر العميق للطاقات والثروات وإعطاء الفعل السياسي الوطني فرصته في رسم صورة الخلاص في خطاب ثقافي سياسي يجمع شمل الحروف العراقية في مشروع إنساني خلاّق من شانه إنجاز إطروحة حكومة الإنسان التي نادى بها الشهيد عزالدين سليم وتحقيق دولة إنسانية ذات هوية عراقية ناصعة وهذا يتطلب تظافر الجهود الوطنية ثقافية كانت ام سياسية ....)) إنما أعلنت عن ستراتيجية وتكتيك إستسقتهما من لدن فهم المرحلة ، فالواقع الراهن المزري بمخاسيره مرتبط بما ورثته تلك الفترة الظلامية من حكم اللانظام المقبور ، وبمكاسبه المفروضة بفعل التغيير ، وما على الحركة إلا إشاعة فكرها النير في التغيير ، والمقصود به أولاً الإنسان العراقي ، محور إطروحة حكومة الإنسان ، وهو مشروع ليس باليهين تنفيذه ولا بالسهل الوصول إليه ، إنما هناك طريقة عمل وسلوك يفضي الى تقديم الإطروحة وإيصالها الى أكبر عدد من المواطنين بشكل سهل ومعقول ، أما إيجاد قاعدة عريضة تؤمن بها فهو فهو طموح وهو أمر متروك لما سيقوله المستقبل.

وعندما أعلنت الحركة بيانها السياسي (أمام الشعب العراقي) ، إنما أرادت أن تقول إن الشعب إن أراد الخلاص فعليه التحقق من مبادىْ إطروحة حكومة الإنسان والتمعن بخطوطها العامة وهي لسيت تفاحة تؤكل فينقلب آكلوها الى منظرين وفلاسفة ، إنما هي ثقافة يجب إشاعتها والإيمان بها حتى يتحقق الخلاص ، ومن حظوظها أن تكون عابرة ومتجاوزة للثقافات القومية والمذهبية ، فلا فرق بين من يؤمن بها سني أو وشيعي أو مسيحي أو مندائي ، كردي أو عربي أو تركماني أو آشوري أو كلداني....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك