اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف
فضائل العترة الطاهرة (ع) (الحلقة الخامسة)========================= عزيزي القارئ اليك فضائل العترة الطاهرة (ع) في حلقات من تاليف الدكتور الشيخ عباس الأنصاري واعداد الشيخ حيدر الربيعاوي واتواصل معكم لنشر مفاهيم اهل البيت مع المنبر الحر من( وكالة براثا وموقع رسالتنا اون لاين) ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرفمع تحيات الشيخ حيدر الربيعاوي
فضيلة خير البرية===========معاني خير البرية:الخْيرُ: ما يَرغبُ فيه الكل، وضدُّهُ: الشرُّ.قيلَ: والخيرُ خَيران: خيرٌ مطلقٌ، وهو أن يكونَ مرغوباً فيه بكل حال، وعند كلُّ أحد كما وصف (عليه السلام) به الجنة فقال: «لا خيرَ بخير بعدهُ النارُ، ولا شرَّ بشرّ بعدهُ الجنةُ».وخيرُّ وشرُّ مقيدان، وهو أن يكون خيراً لواحد شرّاً لآخره، كالمال الذي يكون خيراً لزيد وشراً لعمرو، وسيأتي إنْ شاء الله تعالى، إنّ اهل البيت (عليهم السلام) خير مطلق.البرية: الخليقة، كما ورد في اللغة والتفسير.خير البرية: خير الخليقة، كما جاء في مجمع البيان وغيره عند تفسير سورة البينة، أو الخلق; على ما في تفسير الميزان، ولافرق بينهما، وكما يقول السيّد العلامة (قدس سره)والمعنى ظاهر.خير البرية في إصطلاح القرآن الكريم والسنة المطهرة:إِنَّ أهل البيت(عليهم السلام)هم الذين اتبعوا الحق الذي جاء به نبي الاسلام الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وخالفوا الكفار والمعاندين، بل جاهدوا في حربهم مِنْ أجل الحفاظ على الدين والحق وسلامة العقيدة الحقة، فهم خير الناس الذين آمنوا بالله عزّوجلّ ونصرة دينه واتبعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الإتباع وأفضله، ودعوا لاصلاح المجتمع ونشر العدل الرسالي بين الناس، إولئك لهم خير الجزاء عند ربهم، أَلا وهم أهل بيت العترة الطاهرة (صلوات الله وسلامه عليهم) بنص القرآن الكريم والسنة المطهرة.قال تعالى: (إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري مِنْ تحتها الانهار خالدين فيها ابداً رضي الله عنهم ورضوا عنه..) .لذلك قال السيّد العلامة الطباطبائي (رحمه الله): فيه قصر الخيرية في المؤمنين الصالحين، كما أنّ في الآية السابقة ـ ]إن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية[ ـ قصر الشريّة في الكفار .وردت روايات كثيرة في السنة المطهرة في بيان معنى (... اولئك هم خير البرية..)بأنّها نزلت في أهل بيت العترة الطاهرة (عليهم السلام)، وبإتفاق الخاصة واكثر العامة مِنَ المفسرين. نذكر بعضاً منها إجمالاً للإختصار على حاجة البحث في اثبات أنّهم (عليهم السلام) خير البرية.منها: ما ذكره الآلوسي في تفسيره عند تفسيره سورة البينة، بسنده عن ابن عباس أنّه قال: (إنّ هذه الآية نزلت في علي واهل بيته (عليهم السلام)) .ومنها: ما ذكر الحسكاني (الحنفي) في شواهده، عن سعيد بن ابي سعيد البلخي باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (اولئك هم خير البرية).قال: نزلت في علي واهل بيته (عليهم السلام) .وروي هو أيضاً بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري أنّه قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يوماً في المدينة وذكر بعض أصحابه الجنة.فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):ان لله لواء من نور، وعموداً من زبرجد خلقهما قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللواء (لا إله الا الله محمد رسول الله، آل محمد خير البرية) صاحب اللواء أمام القوم.فقال عليٌ (عليه السلام): الحمد لله الذي هدانا بك وكرّمنا بك وشرّفنا.فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي أمّا عَلمِتَ أن مَنْ أحبنا وانتحل محبتنا أسكنه الله معنا، وتلا (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الاية:(في مقعدِ صدق عند مليك مقتدر) .أي في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم ووصفه بالصدق لكونه رفيعاً مرضياً عند الله سبحانه فهو المالك القادر الذي لايعجزه شي... «عند مليك مقتدر» أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر الذي لايعجزه شيء، وليس المراد قرب المكان تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل المراد أنّهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله .
وقفةٌ في ظِلالِ خَيرِ البَرية:بعد أن جعل الله سبحانه وتعالى لواء نوره بيد المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام القوم، ليستضيئوا به في طريق الهداية والسير والسلوك للحق (جل وعلا)، اصطفاه الحكيم الخبير (جل اسمه) لحمل رسالته، ليكون خاتم الانبياء والرُسِل; ولتكون رسالته هي الرسالة الخالدة إلى يوم القيامة، ثمّ اختار (تبارك وتعالى) أهل بيت النبي وعترته الطاهرة (سلام الله عليهم) من بعده، لإستكمال المسيرة الإلهيّة في حفظ تلك الرسالة السماوية الشريفة; وجعلهم خير البرية، لعلمه سبحانه بانهم (عليهم السلام)كذلك.نعم..، هذه هي حقيقة مقام أهل بيت العترة الطاهرة (عليهم السلام) وعلو المنزلة في الفضيلة، فقد وصلوا إلى قاب قوسين أو أدنى كجدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لانهم استجمعوا جميع الصفات الكمالية فنالوا بذلك الدرجات الرفيعة والمقام المحمود والفضيلة في القرب الالهي، لذلك أصبحوا خير الخلق وفازوا برضى الله تعالى ورضوانه بما قدموه مِنَ الطاعات إذْ وجدوه أهلا لذلك، ونزهوه عما لايليق به ورضوا عنه تعالى بما أعطاهم في الحياة الدنيا وبما جازاهم به في الحياة الاخرى من الثواب الجزيل والأجر العظيم.ومِنْ ثمّ ماذا يكون بعد أن تفرّد أهل البيت (عليهم السلام) بهذه المنزلة ـ انهم خير البرية ـ وهذا المقام؟أقول: وجب علينا إتباع أهل البيت (عليهم السلام). والولاء لهم، بل وجبت طاعتهم على الامة، لانهم تميزوا عن سائر الخلائق بما يتصفون به من الصفات والفضائل الرفيعة والاخلاق الحميدة المحمودة في الوقت الذي لايتصف بها غيرهم، فاصبحوا الاسوة الحسنة والقدوة الصالحة التي يجب على كل مَنْ إختار طريق الهدى أنْ يقتدي بها وإلاّ ضَلَّ عن الطريق الحق.وهكذا شاءت الإرادة الربانية والحكمة الإلهيّة أنْ يخلق الله سبحانه وتعالى الخلق ويصطفي منهم صفوةً خاصةً; لتكون وسيلة لتحقق الغاية من الخلقة، ألا وهي الوصول للكمال، لذا يكون إختيارهم مِنْ قبله (جلّ وعلا) لطفاً ورحمةً منه ونعمة أنعم بها على بني آدم لغرض إصلاحهم وإنقاذهم مِنْ ظلمات المعاصي إلى نور الهداية، وخيرة الله خير وأبقى، والخير فيما أختاره سبحانه كما ورد هذا المعنى في كلمات اهل البيت (عليهم السلام).لذلك جعل الله تبارك وتعالى أهل بيت النبي المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه) خير البرية، فاختارهم لعباده ليكونوا النور الذي يستضاء به تحت لواء ولايتهم قال تعالى: (وربك يخلق ما يشاءُ ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله عما يشركون * وربك يعلم ما تكنُّ صدورهم وما يعلنون) .* خاتمة الكلام:نقل العلاّمة البحراني، عن الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي، في تفسيره المستخرج مِنَ التفاسير الإثني عشر وهو مِنْ مشايخ أهل السنة في تفسير قوله تعالى:(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة).يرفعه إلى انس بن مالك قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذه الاية فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):إنّ الله خلق آدم مِنَ الطين، كيف يشاء ويختار.وأن الله تعالى إختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجبنا، فجعلني الرسول، وجعل علي بن ابي طالب الوصي، ثمّ قال (تعالى):(ما كان لهم الخيرة).يعني: ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكن أختار ما أشاء، فأنا وأهل بيتي صفوته مِنْ خلقه، ثمّ قال (تعالى):(سبحان الله).يعني: تنزهاً لله.(عما يشركون) به كفار مكة.ثمّ قال (تعالى):(وربك) يعني: يا محمد.(يعلم ما تكن صدورهم).مِنْ بغض المنافقين لك ولاهل بيتك.(ما يعلنون).مِنَ الحب لك ولاهل بيتك .
اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف
https://telegram.me/buratha
