اليمن

ليعرفوا قيمة اليمني..!

1219 2021-06-05

 

👤 عبدالملك سام ||

 

المبعوثون الدوليين والأمميين ليسو مرتاحين لمهمتهم هذه المرة ، فهم يعلمون يقينا أن ما يطلبونه اليوم لا يصح أن يطلب ، وهم يمارسون هذه الأيام دورهم على قاعدة "جعلوه فجعل" ! بينما المتابع لما يفعلونه لا يجد حرجا من أن يطلق على تصرفاتهم صفة "القوادة" ، وأعذروني على أستخدام هذا المصطلح ، ولكني فعلا لا أجد كلمة تصف ما هم عليه اليوم !

من بين الأمم أختص العرب بالأخلاق ، ومن بين العرب أختص الشعب اليمني بأعلى القيم والأخلاق ، وكان تتويج هذا كله بأن كان اليمنيون شعب النصرة والحمية ، ورغم المحاولات التي بذلها الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لمسخ الهوية الإيمانية والأخلاقية للشعب اليمني على مدار عقود من الزمن ، إلا أن هذا الشعب رغم كل ما مر ظل محافظا على مستوى أفضل من بقية الدول والشعوب ، ولهذا كانت ثورته مختلفة ، ومواجهته للباطل شرسة ، وبفضل الله سيظل هذا الشعب عصي على التركيع مهما فعلوا ، وكيد الأعداء إلى زوال بإذن الله .

موقفنا من القضية الفلسطينية والعداء للظلم موقف مشرف لا غبار عليه ، وموقف الأنظمة العميلة في المنطقة هو موقف مخزي ومنحط ، ورغم المواقف المتخاذلة إلا أن الموقف اليمني كان بارزا لدرجة اغاضت الصهاينة وعملائهم ، وهذا ما دفعهم لممارسة أشد أنواع الضغوط علينا في محاولة تركيعنا لتستمر سيطرتهم السابقة علينا ، ولعل أشد انواع هذه الضغوط هو محاولة تجويعنا لنرنضخ ، وهو ذات المبرر الذي يستخدمه خونة الداخل في محاولة تبريرهم لعدائهم مع أحرار هذا البلد العزيز الكريم .

اليوم حين يأتي لنا مبعوث من الخارج ليساومنا أن نترك مأرب والحدود للعملاء مقابل أن يطلقوا سراح سفن النفط والغذاء - التي أشتريناها بحر مالنا - فهذا ليس بغريب ! فهم عندما يأتون يتوقعون أننا نحمل ذات الصفات المنحطة التي يحملها العملاء والجبناء الذين يتآمرون معهم ، لكنهم يرحلون بخفي حنين في كل مرة يأتون فيها إلينا بصفقات خاسرة لا قيمة لها .. هم يعادوننا بالتأكيد ، ولكنهم في داخلهم يرحلون وهم يحملون مشاعر أحترام لنا ، وبإمكان أي شخص منا ان يرى صورتين ويلاحظ كيف يكون هؤلاء عندما يجلسون معنا ، وكيف هم عندما يجلسون مع المرتزقة والعملاء !

يجب أن نفهم أن أي قيادة ترضى بما يعرضه هؤلاء لن تجلب لنفسها ولشعبها سوى العار والخراب ، وان اللقمة المغمسة بالذل والتي تكون على حساب الحرية والكرامة لن تكون سوى بداية لهزيمة مدوية ، وتخلينا عن الموقف الصحيح لا يمكن بحال أن يكون فيه الخير مطلقا .. لقد سكتنا كثيرا في الماضي ، فماذا كانت نتيجة هذا السكوت المخزي سوى الأزمات والمشاكل والأحتقار حتى بتنا شعبا مقهورا أينما ذهب ؟! كما أننا نرى اليوم نتائج السكوت والتماهي والخيانة ماثلة امامنا فيما وصل إليه الخونة والساكتين في المناطق المحتلة من ذل وهوان وفقر وأزمات وخراب .

الأحمق من يظن أنه أذا سكتنا أو خطبنا ود أعدائنا على حساب ديننا وقيمنا بأننا سننجو من هذا كله ! فتعسا لهم ولعروضهم وليذهبوا للجحيم ، فهذا هو الشعب اليمني العظيم الذي لا يجوع فيعوي مستنجدا ، ونحن غير قابلين للترويض ولو حاصرونا وعانينا وقدمنا التضحيات ، بل نحن شعب يموت واقفا ، والصغير منا يمكن أن يتحدى الموت في أي موقف فيه نيل من كرامته وعزته ، ولا يمكن بحال ان نرضى بأن نقول بأن الباطل حق ليرموا لنا خبزا كالبهائم .. الكرامة والعزة تجري في دمائنا ، وهيهات أن نستذل أو نهون مهما كان الثمن ، وسنأتيهم بأنفسنا لننتزع حقوقنا عاجلا أم أجلا ، وليعرفوا قيمة اليمني .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك