دراسات

القرضاوي من التفكير الى التكفير/3

1598 2021-05-26

 

د. علي المؤمن ||

 

   ظل العلامة الشيخ محمد علي التسخيري، طيلة فترة ما بعد العام 2003، يحاول مع الشيخ يوسف القرضاوي؛ للتخفيف من غلوائه وهياجه الطائفي وهلعه مما يسميه (( المد الشيعي))، وخاصة الفترة التي كان فيها آية الله التسخيري نائباً لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويشارك القرضاوي إدارة الاتحاد، فضلاً عن علاقة الصداقة القديمة التي تربطهما، لكنه لم يفلح في محاولاته، وكنت شخصياً شاهداً على بعضها، وأسمع من الشيخ التسخيري تحليله لحالة الشيخ القرضاوي المستعصية، وهو ما أدى الى القطيعة بينهما، ثم انسحاب الشيخ التسخيري من الاتحاد وهيئة رئاسته. ومن يراجع بيان العلامة التسخيري بهذا الخصوص، والأدلة التي ساقها؛ سيندهش من مستوى الانحدار الذي بلغه الشيخ القرضاوي.

    وفي الوقت نفسه؛ ظل القرضاوي مصراً على التباكي على صدام حسين وسنة العراق، واحتضان الجماعات الإرهابية المسلحة، وكذلك التباكي على سنة سوريا من ممارسات النظام (العلوي)، وعلى النظام السني البحريني الذي تريد الأكثرية الشيعية (إصلاحه)، وعلى سنة أفريقيا الذين تشيعهم إيران؛ لكنه لم يحرك يوماً ساكناً ضد أي من الحكام العرب والمسلمين الطائفيين، ومنهم أغلب النظم الخليجية كما ذكرنا، وقبلها نظام صدام حسين. فبالرغم من الممارسات الوحشية التي ارتكبها صدام وضج لها أهل الأرض والسماء، ولم يعرف تاريخ البشرية مثيلاً لها؛ فإن القرضاوي لم يصدر أي فتوى أو إدانة أو إشارة ولا حتى تحريك حاجب ضد صدام حسين، وكأن العراق لم يكن له وجود في عقل الشيخ القرضاوي وقلبه وضميره؛ إلَا بعد العام 2003، حين انتبه الى وجود بلد اسمه العراق، يتعرض فيه أهل السنة الى الظلم والتهميش والقتل على يد الحكومة الشيعية الطائفية!. ولكن حين كانت طائفية صدام تقتل يومياً مئات الشيعة، وتغتصب نساء الشيعة، وتصادر أموال الشيعة، وتهدم مساجد الشيعة، وتلاحق فكر الشيعة ومعتقداتهم؛ فإن الشيخ القرضاوي لم يكن يرى أو يسمع أو حتى يشم رائحة الدم. 

   ولم يزعج الشيخ القرضاوي نفسه يوماً لحل تناقضاته الطائفية، أو المقارنة بين مواقفه حيال الأنظمة والحكام، لأن مواقفه الطائفية الثابتة هذه تنطلق من عقدة نفسية يسميها هو: (( المد الشيعي))، وهو مادفعه للترحم على صدام حسين واستنكار إعدامه، كما اعتبر أن اعدام المالكي لصدام هو إعدام لكل السنة. وهنا تلتقي طائفية القرضاوي بطائفية صدام حسين، وبكل الطائفيين الذين نصَبوا القرضاوي مفتياً بأمرهم.. يحلل ويحرم، ويستبيح الدماء والأعراض؛ ليدمر بيديه تاريخه الحركي والفكري الكبير، وليتحول الى مجرد واعظ سلاطين ومفتياً للطائفيين. ولعل بيعته المخجلة لحاكم تركيا (أردوغان) في العام 2014 كخليفة للمسلمين ووريثاً للسلطنة العثمانية؛ دليل إضافي على شخصية القرضاوي المتحولة، أو التي كشفت عن نفسها، كما يقول صديقي المصري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك