دراسات

المجلـس الأعلى ,ظروف التأسيس , الواقع والطموح (1)


       أكـرم الحكيـــم (عضو مؤسّس)

 

أبدأ بإستعراض أسماء  أعضاء الهيئة المؤسّسة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (حاليا ’يسمّى بالمجلس الإسلامي الأعلى ) وهم :

الشخصيات التي شاركت في الأجتماع التأسيسي هي : ـ آية الله السيدمحمد باقر الحكيم رحمه الله ـآية الله السيد كاظم الحائري -  آية الله السيد محمود الهاشمي رحمه الله -  آية الله السيد محمد تقي المدرسي ـ آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله - العلامة الشيخ حسن فرج الله رحمه الله  ـ العلاّمة السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله ـ العلاّمة الشيخ محمد باقر الناصري ـ العلاّمة الشيخ علي الكوراني ـ العلاّمة السيدمحمد باقر المهري رحمه الله ـ العلاّمة السيدحسين هادي الصدر ـ العلاّمة الشيخ جواد الخالصي ـ العلاّمة السيد علي الحائري ـالحاج محمد صالح الأديب رحمه الله ـ السيد علاء نجف(د.  علاء الجوادي) ـ السيد د.أبراهيم الجعفري(الأشيقر) ـ السيد أكرم الحكيم .

من خلال أستعراض الأسماء المذكورة ,يمكن القول بأن ثلاث كتل ساهمت في التأسيس هي : كتلة السيد الحكيم وكانت تسمّى بجماعة خط المرجعية وكتلة حزب الدعوة الأسلامية وكتلة المستقلّين ومحورها السيد الهاشمي(ويمكن أعتبار الكتل الثلاث السابقة بأنها المعبّرة عن خط الشهيد السيد محمد باقر الصدر آنذاك), أضافة الى تمثيل محدود لشخصيات وجهات أخرى معروفة في الساحة الأسلامية العراقية أبرزها آية الله السيدمحمد تقي المدرّسي..(بالطبع كاتب هذه الدراسة كان ضمن كتلة خط المرجعية التي يقودها السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه)

وكان الشهيد عزالدين سليم (عبد الزهرة عثمان ) الذي كان يقود الجناح الثاني من حزب الدعوة مدعوا للإجتماع التأسيسي ,إلا أن ظروفه آنذاك لم تسمح له بالمشاركة وألتحق بالدورة الثانية من عمل المجلس .

في البدء قد يكون مناسبا التحدّث وبأختصار عن الظروف السياسية التي كانت سائدة في فترة ما قبل المبادرة الى تأسيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق (المجلس الأعلى الأسلامي) , ودور تلك الظروف وماكان يجري في جبهات الحرب العدوانية التي شنـّها النظام البعثي السابق على أيران أضافة الى تداعيات الفراغ القيادي الحاصل في الحركة الوطنية العراقية عامة والحركة الأسلامية منها خاصة نتيجة أستشهاد القائد الفذ السيد محمد باقر الصدر(رض) , دورها في تسريع التوجّه والتحرّك باتجاه انبثاق المجلس..

قبل انتصار الثورة الشعبية في إيران بقيادة الأمام السيد الخميني رحمه الله ، بأشهر تصاعدت وبوتائر عالية الفعاليات السياسية والجهادية المعارضة لنظام البعث العراقي ,خاصة بعد أعلان المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف والمتمثـّلة بالشهيد السيد محمد باقر الصدر موقفها الصريح من النظام وأعلانها لبياناتها الثلاث المعروفة ورفضها الخضوع لضغوط النظام البعثي، حيث بدأ الجهاز الحاكم في بغداد يخشى كثيرا على مستقبله ومصيره .

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في شباط(فبراير) 1979، تطورت الحركة الثورية للشعب العراقي كماً ونوعاً بسبب المعنويات الكبيرة الحاصلة نتيجة الانتصار في الجارة المسلمة ايران ...وفي قبال ذلك بدأت السلطة البعثية بحملة قمع مروّعة لم يشهد العراق لها مثيلا (وبإسناد سياسي من الولايات المتحدة الأمريكية التي تضرّر نفوذها كثيرا في المنطقة آنذاك بسبب سقوط أحد أهم ركائز ذلك النفوذ الأستعماري أي نظام الشاه ,وكذلك بأسناد دول أوربية وحكومات عربية مرتهنة بالقرار الأجنبي التي خشيت كثيراعلى مصالحها غير المشروعة من أن يلحق نظام صدام النظام الشاهنشاهي بسبب معرفتهم بهشاشة وضعه الداخلي وقوة الحركة الوطنية العراقية وخاصة القوى الأسلامية منها وأهم من ذلك القاعدة الشعبية الواسعة والكلمة المسموعة والمطاعة لدى العراقيين و التي تتمتّع بها القيادة الأسلامية أي المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف , ويتذكر المراقبين كيف قام وخلال أسبوع واحد(في صيف عام 1979 م وقبل أنقلاب صدام على أحمد حسن البكر) وزراء خارجية دول الناتو بزيارة بغداد واللقاء بنائب الرئيس آنذاك أي صدام وكذلك توافد مسؤولين أمريكيين كبار على بغداد) حيث تم بعدها إعدام الآلاف من الوطنيين من الإسلاميين (في طليعتهم تلاميذ ووكلاء وأتباع  المرجع السيد محمد باقر الصدر) والقوميين واليساريين وغيرهم وسجن وتعذيب مئات الآلاف , وتشريد وتهجير أوساط شعبية واسعة وإبعادها الى الخارج بعد أسقاط جنسيتها ومصادرة كل وثائق المواطنة العراقية ,وحجز الشباب منهم ...

ونتيجة لذلك بادر العشرات من الكوادر القيادية ومن المستويات الأخرى في الحركات الإسلامية العراقية ومن علماء الدين العراقيين الى الاختفاء عن الأنظار والهجرة الى الخارج، وخاصة الى إيران وسوريا ,لأن الخيار الآخر كان هوالقتل غيلةأوبالأعدام بقرارات محكمة الثورة سيئة الصيت,التي كان صدور قرارأعدام المئات لايستغرق فيها أكثر من ساعةواحدة .

وما أن أنقضت الأشهر الأولى من عمر الجمهورية الإسلامية الايرانية المولودة حديثا، حتى صارت مدن (قم المقدسة) و(الأهواز) و(عبادان) و(طهران) و(مشهد) و(إيلام) و(أصفهان) و(خرم شهر) وغيرها من المدن الإيرانية (خاصة المدن المقدسة والمدن التي يكثر فيها العرب الأيرانيون أو الكرد والكرد الفيليين ,لأن أجوائها تذكّر المهاجرين العراقيين بأجواء مدنهم .ولعلم القرّاء الكرام فأن مدن خراسان وقم المقدّسة تم تأسيسها على يد عشائر عربية تم نفيها الى أيران في العهد العباسي لموالاتها لأئمة أهل البيت ع),نقول أصبحت هذه المدن محل أقامة ومعيشة للعشرات من الكوادر الإسلامية العراقية المعارضة لنظام صدام وكذلك للآلاف من العوائل العراقية المهاجرة أو المهجّرة قسرا. ونتيجة لهذا التواجد انبثقت العديد من المقرات للجماعات العراقية المعارضة وتأسست أيضا ما يُمكن تسميته بمنظمات مجتمع مدني ربما كان بعضها مدعوما من بعض الأحزاب او علماء الدين، بهدف إغاثة ورعاية العراقيين المهاجرين والذين بدأت أعدادهم بالازدياد السريع وما يتطلّبه ذلك من مستلزمات المعيشة وفرص العمل والوثائق الرسمية والمستوصفات والمدارس وغيرها.

كما استفادت بعض الحركات الإسلامية والكردية العراقية المعارضة ( وحتى شخصيات عراقية معارضة مرتبطة بتنظيمات غيرأسلامية) من أجواء الحرية والأمان المتوفرة في إيران في العهد الجديد ، لبدء فعاليت سياسية وإعلامية وجهادية ضد السلطة الحاكمة في بغداد أنطلاقا من الأراضي الإيرانية ، خاصة وان بين العراق وإيران حدود برية طويلة تمتد لأكثر من ألف كيلومتر.

وقبل هذه الانطلاقة العراقية المعارضة من الأراضي الإيرانية ،كانت الأجهزة الأمنية العراقية هي البادئة ومن وقت مبكر جدا ومن الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية (بل وحتى في الأشهر الأخيرة من عمر النظام الشاهنشاهي الإيراني) بإرسال المخربين وإرسال السلاح وإرسال كوادر حزبية بعثية وضباط مخابرات الى الأراضي الإيرانية وخاصة الى المناطق العربية في جنوب إيران ، وقامت أيضا بدور كبير في عمليات تهريب كبار ضباط الجيش الإيراني وكبار المسؤولين الموالين للشاه مع عوائلهم من خلال السفارة العراقية في طهران وذلك بعد سقوط الشاه .

وتحوّل العراق في تلك الفترة الى الملجأ الآمن القريب لرجال النظام المنهار في إيران وتحول بعدها الى غرفة العمليات المتقدمة للقوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في خططها وسياساتها لمواجهة تداعيات انهيار أحد أهم ركائزها في المنطقة وكذلك لمنع تكرار التجربة في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك