التقارير

مؤتمر العراق للمناخ؛ حضور العالم وغياب الحلول


قاسم الغراوي ||

 

على الرغم من التاكيدات بأن الحكومة ماضية في برنامجها الذي أولى معالجة تأثيرات التغيرات المناخية أهمية خاصة، وربما وضعت معالجات عدّة لتخفيف الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي ترافق التغيّر الا ان التطرف المناخي وقلة الامطار والازمة المائية للاطلاقات المائية تؤكد أن الحلول بعيدة عن متناول اليد وليست سهلة .

ماهي رؤية العراق للتطرف  المناخي ؟  هل تكتفي  بمشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، لتنهي المشكلة . وماهي جهود الحكومة في الحفاظ على حقوق العراق في مياه نهري دجلة والفرات.؟

واذا كانت هناك  مبادرة كبرى لزراعة خمسة ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق ؛ ماهي الأساليب التي يستخدمها العراق في أجواء التصحر وقلة المياه ؟ وهل يستغني عن زراعة الحنطة التي تعتمد على وفرة المياه وهي طعام المائدة العراقية؟

لانعتقد أن الحكومة قادرة على اجتياز هذه  المرحلة لمواجهة الآثار الشديدة للتغيرات المناخية على العراق. التغيرات المناخية التي تمثلت بارتفاع معدلات درجات الحرارة، وشُحّ الأمطار، وازدياد العواصف الغبارية، مع نقصان المساحات الخضراء، هددت الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي.

ومع تضرر اكثر من سبعة ملايين مواطن، عانت مناطقهم الجفاف، ونزحوا بمئات الألوف لفقدانهم سبل عيشهم المعتمدة على الزراعةِ والصيد، وأكثر ما يُؤسف له الجفافُ الشديد الذي أصاب أهوارنا الجميلة فهل تستطيع الدولة إلى إنعاشها وابقاءها حية ؟

ورغم ان حكومة السوداني منحت الأولوية الوطنية للحد من التغير المناخي وتمثلت بتقديم المساهمة المحددة وطنياً لخفض الانبعاثات، وإعداد الستراتيجيات الوطنية للبيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوّث.واكدت على إعداد رؤية العراق للعمل المناخي لغاية العام 2030 الا اننا نعتقد إن هذا منوط بالتقلبات والتغيرات المناخية السياسية الإقليمية والدولية.

قد يكون هذا المؤتمر بداية انطلاقة واعدةٍ في العمل البيئي والمناخي تتناسبُ وحجم التحديات التي نواجهها الا اننا نعتقد إن الحل الحقيقي هو الحصول على الحق الطبيعي من مياه دجلة والفرات وانا لنا هذا !

ومع سعي الحكومة في برنامجها الحكومي لمنح الاولوية لمواجهة آثار التغيرات المناخية عبر عدد من المشاريع التي تسهم في تقليل الانبعاثات التي تتضمن إنشاء محطات الطاقة المتجددة، وتأهيل مواقع الطمر الصحي المغلقة، ومشاريع مكافحةِ التصحر، وتقنيات الرّي المقنِّنة للمياه، ومعالجاتِ المياه الثقيلة الا ان هذا لاينهي المشكلة ويحقق مصالح العراق العليا 

اما الحديث عن عقودٍ لإنشاء محطات توليد الطاقة من المصادرِ المتجددة، لتغطي ثلث حاجة العراق من الكهرباء بحلول العام 2030 فحلم بعيد المنال .

الدعوة لمؤتمر إقليمي دولي يعقد في بغداد  لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك، وتبادل الخبرات والبرامج بين دول الإقليم في مواجهة التأثيرات المناخية وكذلك دعوة الدول الأطراف الامتثال  للاتفاقيات الدولية البيئية، والضغط عليها بكافة الطرق الاقتصادية والسياسية  لتعزيز بنود التعاون الدولي في الإدارة المشتركة لأحواض الأنهار العابرة للحدود، والحفاظ على حقوق الدول المتشاطئة مطلب حقيقي  يجب التاكيد عليه.

 اما الاستنكار والتوسل بالدول  المتحكمة بالمياه في دول المنبع وهي تزيد من هشاشة العراق في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية لن تجدي نفعا ولن تحول العراق الى ربيع دائم .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك