التقارير

سُبحان مُغَيِّر الأحوال الذي يَعِزُ مَن يشاء ويُذِلُّ مَن يشاء إنَّهُ عزيزٌ حكيم


د. إسماعيل النجار ||

 

ودارت السنون والأيام وأصبحَ عامود البوصِلَة مُوَجهاً شرقاً نحو إيران بعدَ عقودٍ من التهديد الأميركي للإتحاد السوفياتي وبعدهُ إلى روسيا إذا ما  حاولت تزويد طهران أو الدُوَل العربية المعادية لإسرائيل بالسلاح الكاسر للتوازن،

اليوم يرتفع صوتٌ ماسونيٌ صهيوأميركي في واشنطن ليقول أننا سنفعل كل ما بوسعنا لمنع إيران من تزويد روسيا بسلاحٍ كاسر للتوازن قد يُضِر بنا في الحرب الدائرة على الساحة الأوكرانية بين الجيش الأحمر ووكلاء الناتو والصهاينة، بعدما لعبت طائرة شاهد الإيرانية دوراً حاسماً في المعارك الدائرة هناك وقلبت موازين المعركة لصالح روسيا رأساً على عقِب،

سبحان الله كيفَ إنقلبت الصورة وأصبحَ "يوسُف" عزيز مصر بعدما كانَ عبداً "لزُلَيخَة" "وپوتيڨار"

هآ هيَ اليوم دولَة الإسلام والمسلمين دولة الحق والإمام الحُجَّة(عج) الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُصَدِّر التكنولوجيا والسلاح من طائراتٍ مُسَيَّرَة وصواريخ متوسطة المدىَ إلى الدولة العُظمَى الثانية (روسيا) والتي كانت المُصَدِّر الثاني للسلاح للعديد من دوَل العالم في شرق وغرب آسيا وأفريقيا وبعض دُوَل أميركا اللاتينية ومنها كوبا،

إنَّ الركائز الأساسية التي قامت على أسسها ألجمهورية الإسلامية الإيرانية، هيَ مُحَمَّدِيَة أصيلة لا تشوبها شائبة وليست إسماً يُقرَأ وعنوان بِلا مضمون،

لذلك أصبحت إيران دولة إقليمية عُظمَىَ وتحولت من دولة مستهلكة إلى دولة مُنتِجَة ومُصَدِّرة لكل شيء "بدءً" من النفط والغذاء وصولاً إلى السلاح بمختلف أنواعه،

الغرب بقيادة أميركا ساهمَ بغبائِهِ ولؤمِهِ مساهمة كُبرَىَ في وصول إيران إلى هذا المستوَىَ من القدرات بسبب الحصار الشديد الذي فرضه عليها طيلة أكثر من أربعين عام،

ونفس الخطأ الذي إرتكبَهُ هذا الغرب بِرُمَّتهِ إتجاه إيران أعادَ إرتكابه مجدداً مع روسيا حيث حَرَمت أوروبا نفسها من إمدادات الطاقة النظيفة والغير مُكلِفَة ووضعت نفسها بموقفٍ عصيب إتجاه شعوبها على أبواب شتاءٍ قارص لا يرحم سيمتد لثمانية شهور بِلا رحمَة،

أوروبا هذه التي تظلَّلت بالحماية الأميركية منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية لغاية اليوم، وضعت نفسها أسيرة أهواء الدولة الماسونية الكبيرة عندما لم تؤسس جيشاً يحميها ويحمي أراضيها ومصالحها الحيوية وبقيت معتمدة على الحماية الأميركية ألتي أوصلتها الى المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا وجعلت من بلاد القيصر عدواً لها خرجَ عنها يواجهها، وأصبحَ من الصعب إعادتها الى القارَّة العجوز كدولة صديقة أو جارة أو شقيقة،

أميركا بسياساتها الخبيثة هذه أوقعت الفاس بالراس الأوروبي، وأصبح التضخم سيد الوضع الإقتصادي في البلدان الأوروبية جمعاء، الأمر الذي تسبب بإنهيار كيانات إقتصادية وخروج مظاهرات ضخمة ملئت شوارع باريس وبرلين ولندن وغيرها من دُوَل الإتحاد،

إن مسألة الفوارق الثقافية بين الأوروبيين والأميركيين كبيرة جداً وأميركا دفعت القارة العجوز بقوة نحو الإلحاد، بينما تزداد أعداد الكنائس والمساجد في الولايات المتحدة الأميركية بشكلٍ كبير،

هذا الأمر  خلقَ هُوَّة واسعة جداً بين الثقافتين حيث أن  الكثير من المفكرين الغربيين باتوا يكتبون ويتحدثون عن بداية نهاية إستعمار غربي دامت حقبته أكثر من مئتَي عام بسبب تذويب ثقافات الشعوب واستبدالها بثقافة المثليين،

أيضاً الشعوب العربية الأصيلة والأصلية خارج إطار الدين الإسلامي تخلَّت عن ثقافتها وعاداتها لصالح الثقافة الغربية الدخيلة وعالم الأنترنت فتحولوا إلى مجموعات بشرية تشبه الأغنام في حظائر من ذهب تحكمهم مجموعه من الموظفين الغربيين اللُواط والدُبَب الداشرة،

عندما تفقد الشعوب ثقافاتها ولم تعُد تمتلك ما تُصَدِّرَهُ للخارج تصبح شعوباً مستعبدة بلا مبادئ لا قرار لها،

من هنا نشدد على أن قِيَمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا هم واجهة وصفنا وتسميتنا ووزننا وتقديرنا إن تخلينا عنها لم يبقى لنا شيء نعتز به أو يكون دافعاً لنا للإرتقاء بمستقبل دوَلنا وشعوبنا نحو الأفضل، فإن تخلينا عنهم أو خسرناهم خسرنا كل شيء،

إيران..الجمهورية الإسلامية العظيمة من خلال محافظتها على تراثها ودينها وعاداتها وتقاليدها، وتصديها الدائم والمستمر والدؤوب للثقافة الغربية الغازية لبلادها،

إستطاعت أن تصبح دولة عُظمَىَ تلجئ إليها الدُوَل العظمىَ الأخرىَ طلباً للمساعدة ومن أجل شراء السلاح لكي تدافع عن نفسها بوجه الهجمة الأميركية الشرِسَة،

سبحان مُغَيِّر الأحوال مُعِز مَن يشاء ومُذِل مَن يشاء،

بيروت في...

               23/10/2022

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك