التقارير

هزيمة المشروع الامريكي وادواته في افغانستان

1381 2021-08-15

 

هاشم علوي ||

 

عشرون عاماً منذ احتلال الولايات المتحدة الامريكية ومعها حلف الناتو افغانستان بذريعة محاربة الارهاب الذي صنعته بايديها وتمويل دول بعران الخليج الوهابية.

ملايين قتلوا وشردوا وفقدوا من الشعب الافغاني بينهم اطفال ونساء من قبل الجماعات التكفيرية ومن قبل الامريكان ومن قبل الحكومة الافغانية دمرت البلد حتى صارت بلادولة وان اصطنعت امريكا دولة هشة فاشلة، ادعت امريكا انها هزمت الارهاب وحاربت طالبان حتى انحسر نفوذها وسيطرت الحكومة على البلاد بدعم ومساندة امريكية وعندما رأت ادارة البيت الابيض ان لا مصالح ولافائدة من وجودها في افغانستان قررت الانسحاب وما ان بدأت وتركت الدفاع وحماية افغاستان للحكومة التي صنعتها حتى تمددت حركة طالبان بالولايات الافغانية وسيطرت وبشكل متسارع على المنافذ البرية التي تربط افغانستان بالدول المجاورة وسقطت المديريات وعواصم الولايات سقوطا مريعا وانهارت القوات الافغانية الحكومية وفرت من مواقعها ومعسكراتها وقواعدها الى الدول المجاورة او الى ولايات لم تصلها طالبان.

المذهل هو الاحداث المتسارعة والتهاوي السريع للحكومة الافغانية التي دعمتها امريكا ودربت جيشها وقواتها الامنية، انهيارات فضيعة امام حركة طالبان التي تحركت بالمسارات كافة التفاوضية والدبلوماسية والعسكرية فكانت حاضرة بالمفاوضات فيما بينها وبين الامريكان والحكومة في قطر وارسلت الوفود الى الدول المجاورة ايران طاجاكستان اوزبكستان حتى روسيا والصين وغيرها لطمئنتها في حال استكملت السيطرة على كامل الولايات الافغانية الى جانب التسارع العسكري في السيطرة على الولايات والمدن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حتى كادت تلتهم الاراضي والمدن خلال ايام واغلبها كانت تشهد مناوشات او مواجهات تنتهي بفرار افراد وقيادات الجيش الحكومي والقيادات والزعامات المرتبطة بالاجنبي حتى ان مشاهد الهروب كانت مذهلة امام حركة لاتمتلك التسليح الذي متلكه الجيش الحكومي.

الحركة استطاعت تجييش القبائل الافغانية وتوجد لهاحاضنة شعبية حتى في المدن التي خرجت  منها بفعل الضربات الجوية الامريكية.

دلالات المشهد ان الولايات المتحدة الامريكية فشلت وهزمت في افغانستان وانسحابها يؤكد ذلك وانهيار الحكومة وجيشها الذي تدرب على يد القوات الاجنبية الامريكية والغربية مني بهزيمة نكراء وهذه هزيمة للمشروع الامريكي الذي سقطت ادواته العميلة سواء قيادات رسمية او قبلية او حزبية فلادستم ولا نور صمد امام التحرك الطالباني مما افزع الحكومة الامريكية واستدعاها الى ارسال اكثر من خمسة آلاف جندي لاجلاء رعاياها من كابل ومعاونيها الذين حكموا افغانستان باسمها وكانوا ذراع ومخابرات للامريكان والذين تحاول ايجاد مخارج لاجلاؤم الى دول اخرى تستضيفهم وهذا يظهر حجم الاهانة للعملاء والخونة الذين يسلمون بلدانهم للاجنبي وعند استنفاذ الاهداف وتحقق الغرض يتم لفضهم وتركهم لقمة صائغة لخصومهم هذا هوالمشهد الذي يحدث في افغانستان وهو تسليم البلد لحركة طالبان دون مقاومة واذا كان الحال كذلك فلماذا الحرب عشرين عام ولماذا الهروب الامريكي الذي يحسب توقيت سقوط كابل العاصمة ويحسب الحساب لعملية اجلاء الامريكيين دون ان يحسب اي حساب للمتعاونين الذين صاروا في مأزق.

امريكا تحاول ان تترك افغانستان دولة فاشلة تحكمها الحركات المتنافسة والمتحاربة.

سيناريوهات كثيرة محتملة وتسارع السيطرة اسرع والتوجس الاقليمي كبير من ذلك الانهيار لمشروع امريكا وحلفاؤها وسقوط ادواتها وعملاؤها واسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد قرار الانسحاب الامريكي هل ستعود مجددا ام ستترك افغانستان لحركة طالبان وهل مازال في افغانستان حركات مناوئة لطالبان؟ وهل ستشهد الايام القليلة القادمة هروب رئيس افغانستان وحكومته الى باكستان؟ وهل ستتحول الى مصطلح حكومة الشرعية الافغانية؟ وهل من تنسيق امريكي طالباني للسيطرة على افغانستان ام هو الهزيمة؟ وسقوط المشروع الامريكي وادواته؟ وهل يتابع عملاء وادوات امريكا المشهد الافغاني؟ وهل يتحسيون رؤسهم؟ الايام والساعات القادمة كفيلة ببدء صفحة افغانية جديدة تستدعي العبرة للادوات الامريكية وللعالم بان هزيمة امريكا ستتكرر كما فيتنام وافغانستان وهي دعوة للمبهورين بالمشروع الامريكي الى ان لاتربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك من دبوره (مثل يمني).

ولله الامر من قبل ومن بعد.

الله اكبر... الموت  لامريكا  .. الموت لاسرائيل  .. اللعنة على  اليهود  ... النصر للاسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك