التقارير

التوغل العسكري التركي في العراق : اسبابه و ذرائعه و مواجهته.


  د. جواد الهنداوي *||

 

                             في ٢٠٢١/٥/٦     لا تحظى تركيا بنفوذ سياسي في المنطقة ، وخاصة في محور المنطقة المقاوم للهيمنة الامريكية الاسرائلية او للوجود العسكري الامريكي الاسرائيلي :( العراق ،سوريا ،لبنان ، اليمن ) ، مُقارنةً بأهمية النفوذ السياسي الايراني في الوقت الحاضر ، و بقدر النفوذ السياسي الايراني والنفوذ السعودي مستقبلاً ، و بعد أنْ تضع حرب اليمن اوزارها ، و بعد أنْ تبدأ العلاقات الرسمية السعودية الايرانية و تتطّور .  أظنُّ ، لدرجة اليقين ، بأنَّ تحسّن و تطّور العلاقات الايرانية -السعودية ستزيد من مساحة وعمق النفوذ السياسي للمملكة العربية السعودية في المنطقة وخاصة في دول محور المقاومة . في أمن واستقرار المنطقة تطورها و ازدهارها ، وسيربح الجميع في هذه المعادلة ، وتتظافر الجهود وسيكون التنافس إيجابياً ، وليس سلبياً بين الدول . يدركُ الاتراك بأنَّ دخولهم على المنطقة و اهتمامهم بها جاء متأخراً ، و بعد مجئ حزب العدالة والتنمية الى السلطة في ٢٠٠٢/١١/٢٢ ، قبل هذا التاريخ ،كان اهتمام تركياً منصّباً على تحقيق هدف انضمامها الى الاتحاد الاوربي . يستغلُ الاتراك اليوم ما تعيشه دول و شعوب المنطقة ، من حالة فوضى وحروب وعقوبات وحصار ، ويفرضون وجودهم ،ليس من خلال نفوذ سياسي فاعل ، وانما من خلال وجود عسكري في العراق وفي سوريا وميليشياوي في شمال لبنان ، و بوادر لهذا الوجود في اليمن . تركيا تتسابق مع الزمن ، و تعّوض تأخرها في نفوذها السياسي مقارنة مع ايران ، بتدخل عسكري واضح وصريح ومستفز ومخالف لميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية .زيارة وزير الدفاع التركي لقاعدة عسكرية تركية في شمال العراق او في اقليم كردستان ، وتفقده لجنود القاعدة ، وتصريحاته التي تستهين بالدولة الاتحادية و بحكومة الاقليم لا تشكلُّ فقط خروقات لسيادة و كرامة العراق ، و انما تؤسس لاستراتيجية عدائية و احتلالية طويلة الامد لاراضي العراق . حكومة الاقليم ، والكفيلة بالحفاظ على سيادة ارض الاقليم و ارض العراق ، معنيّة اكثر من الحكومة الاتحاديّة في تداعيات هذا التواجد و استمراريته و تطوراته . ومن المستغرب الصمت العربي كدول و كجامعة عربية ، وهم الذين تباكوا على وحدة العراق ، ونادوا بعدم التدخل في شؤون العراق ، و يعربون عن مخاوفهم من التدخل الايراني في العراق ! اليوم ، وعلى مرآى و مسامع الجميع ، وزير تركي يدخل الاراضي العراقية ، دون تنسيق و دون سمة دخول ، ويتفقد قواته المحتلة في العراق ، و يعلن عن نيّة تركيا لانشاء قاعدة عسكرية جديدة ! لنتصّور موقف امريكا لو كان ذات السيناريو ، ولكن ايراني في البصرة او في ديالى ، على الحدود الايرانية العراقية ، ويقوم وزير ايراني بتفقد جنوده في قاعدة ايرانية ! كيف ستكون المواقف و ردود الافعال ؟   لم ينحسرْ التواجد العسكري التركي في العراق ، بل هو في تمدد و اتساع ، ولم يُعدْ سّراً او بتحفظ او بخجل ، وهو تواجد استراتيجي ،اي مرهون بعدم استقرار المنطقة و العراق ، و دالٌ على اقبال العراق و المنطقة لتغيرات سياسية جغرافية مهمّة ، وتركيا لا تريد تبقى بعيدة عن الميدان و المشهد ،ساعة الانقضاض . و لا اظّن رسمْ و تنفيذ سياسة تركيا تجاه العراق وتواجدها العسكري تتمّان دون تنسيق تركي -امريكي ،او  ناتوي - تركي - امريكي .   أمّا ذرائع تركيا وتبريرها لهذا الغزو ، نصفها  ،كما يقول المثل الشائع ، " العذر اقبحُ من الفعل " . تدفع تركيا ،لتبرير غزوها ، بأحقيتها في الدفاع عن امنها القومي ، و محاربتها لحزب العمال الكردستاني الارهابي ، ولضمان حدودها ومدنها من هجمات ارهابية ! بَيدَ ان تركيا دعمت و  تدعم بالسلاح و بالمال وبالتسهيلات جماعات ارهابية في العراق و في سوريا ، و تخالف القانون الدولي وتنتهك سيادة الدول بتدخل عسكري مسلّح ، و بتطهير عرقي لمناطق في سوريا ، وتسعى الى تتريك مدن و قرى في سوريا .   الصمت العربي و الدولي على التجاوزات العسكرية التركية في المنطقة هو تشجيع لها بالتمادي ، حسناً فعل العراق ،باستدعاء السفير التركي من قبل وزارة الخارجية العراقية  ، و ابلاغه  بموقف العراق وتنديده. وارى من الضروري ان يقوم العراق بتحرك دبلوماسي تجاه الدول العربية وخاصة سوريا والمملكة العربية السعودية لتبني موقف عربي موحد ،مستنكراً للتدخل ومطالباً تركيا بالانسحاب من العراق ومن سوريا . ارى ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية كي تأخذ دورها وتتبنى موقف سياسي واضح .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك