التقارير

حتَّىَ لا نبقى أسرَىَ التكهنات لقد وَلَّىَ عصر الأُحاديَة


 

✍️ * د. إسماعيل النجار||

 

🔰 ثلاثون عامٍ من الأُحاديَة والغطرَسَة الأميركية كانت كافية لتظهر حقيقة ديمقراطيتهُم وحمايتهم لحقوق الإنسان، وكانت كافية للأعمى لكي يَرَىَ والأطرش لكي يسمَع وللمجنون لكي يَعقَل.

**(أميركا هذه) هيَ دولَة كاذبة إستبدادية مجرمة بكل ما للكلمة من معنىَ لا عهد لها ولا مواثيق محترمة عندها وتَرَىَ العالم كلهُ مختصراً في الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا قيمة لأحد غيرهُ.

**خَرَجَت من الإتفاق النووي مع إيران كما يخرج رئيسها من الحمام ولَم تحترم تعهداتها وتوقيعها أو الدُوَل الراعية له ضاربةً بعرض الحائط عَظَمَة الدُوَل ألتي رعَتهُ لإثني عشر عام قبل إقراره رسمياً والتوقيع عليه،

واليوم تشترط على الجمهورية الإسلامية العودَة والإلتزام قبل أن تُحَرِّك أقدامها بإتجاهه لكن المفاجئة كانت عندما أدرَكَ الرئيس بايدن أن دخول الحمَّام مش مثل الخروج منه، وأن العودة إلى الأتفاق مُثقَلة بشروط فارسية قاسية إن رَغِبَ الرئيس الأميركي أقلُها التعويض؟

[ واشنطن التي ترغب في العودة إلى الإلتزام ببنود الإتفاق ضمن أجندتها تفاجئَت أنَّ كَمَّاً كبيراً من أحلامها تبخرت عندما إصطدمَت بحرارة العناد الإيراني الذي رفض إضافة بند واحد على ورقة الإتفاق، ورفض التفاوض مجدداً حوله، ورفضت الجلوس مع الأميركيين وجهاً لوجه، ترافقَ الرفض الإيراني مع إزدياد حركة التطوير داخل مفاعلات آراك وفَردو وزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي وتوقيع إتفاقية إستراتيجية مع الصين طويلَة الأمَد وسط تصفيق روسي كوري شمالي والكثير من دوَل العالم.

**جو بايدن في كل هذه المَعمَعَه، العالم يسير بإتجاه بعيد عن بوصلته وهو داخل البيت الأبيض يدور حول نفسه،

لا عاد للإتفاق النووي،

ولا أتخذَ قراراً مصيرياً بالنسبة لحرب اليَمَن الذي إنتصرَ بها أنصار الله وأنقلبت المعادلَة لصالحهم،

ولا حققَ تقدماً على المسار الفلسطيني،

ولا يعرف ماذا يريد من سوريا بعدما سيطر جيشها على أكثر من ثمانون بالمئة من أراضيها وأستعادها إلى حُضن الشرعيَة،

**روسيا بدورها أرسلَت له رسائل كبيرة وخطيرة من أوكرانيا ومن سوريا ومن أكثر من مكان في العالم،

**الصين هادئة بتعاملها مع الولايات المتحدة لا تستفزها التصريحات وأي خطوات عقابية على الأرض،

الصيني يمتلك القدرة والأرضية للرَد عليها.

**إذاً ماذا يريد الأميركي من كل تلك النزاعات السياسية التي أوجدها؟

المراقبون بدأوا يلحظون تخبطاً أميركياً وعدم إستقراراً نمطياً في العمل السياسي يشير إلى رغبتها في التخريب أكثر من البناء لأن طبيعة هذه الدولة إجرامي ولا يتغيَّر.

**من هنا نستطيع القَول أن واشنطن على طريق ألهاوية السياسية وأن إدارتها غير قابلة بأن تغيير سلوكها العدواني إتجاه الشعوب بحسب الرغبة الإسرائيلية لذلك العالم الأُحادي الجانب لن يبقى كذلك وأن الحرب الباردة القادمة ستكون رباعية وليست ثنائية وسيطرأ تغييرات جذرية على سياسة النظام العالمي الجديد يشمل الدَولَرَة والتركيبة السياسية بما فيها العضوية الدائمة في مجلس الأمن القابل للإتساع ليستوعب ثلاث دوَل أخرَىَ والأمر ليسَ ببعيد وإلٍَا دونه حرباً عالمية ثالثة لأن النظام العالمي الحالي أصبَحَ ميتاً ولا يمكن أن يعود للحياة مهما كلف الأمر.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان / بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك