التقارير

جيوسياسيا الموقف: إيران ـ العراق ـ حزب الله ـ سوريا والقضية الفلسطينية

1714 2017-07-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم يستطع العرب تفهم أو فهم الدوافع الكامنة وراء موقف محور الممانعة الإيراني ـ العراقي مما يحصل ضد سوريا وحزب الله في لبنان..ليس لإنهم لم يقرأوا تلك الدوافع جيدا، لكن لأنهم لم يقرأوا الخارطة الجيوسياسية جيدا.. قراءة الخرائط الجيوسياسية عادة ما توفر مدارك مهمة تعين السياسي على صناعة موقف..

والسياسة العربية ليست من هذا النوع، فهي سياسة ترتبط بالزعامات لا بالشعوب، وهم غير مدركين أو على الأقل لا يرغبون إدراك حقيقة الترابط العقيدي بين أطراف الخارطة التي نعنيها..

إن قراءة وتقييم الحدث السوري يجب أن تتم من خلال قراءة خارطة المؤامرة الخارجية التي تنفذ بزخم عال ضد سوريا لإسقاط نظامها لأسباب معلومة، ترتبط أساسا بمحور الممانعة كمدخل للوصول إلى إيران التي تقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة .سيما وأن الانتصار للقضية الفلسطينية، ودعم مقاومتها المسلحة، بمثابة الترمومتر الذي نقيس به مواقف الحكام و الشعوب. وفي هذا الصدد فأن الموقف السوري الإيراني وحزب الله، والموقف الشعبي العراقي، المصاحب بموقف رسمي مقنن تفرضه إعتبارات معلومة، كانت دوما وبثبات مواقف أكث جرأة من غيرها في التعامل مع قصية الحق العربي في فلسطين..

ولذا فإن الموقف المبدئي لأطراف الممانعة ذاتها من قضية الحرب التي يشنها الإرهاب العربي المتأسلم كوكيل عن الصهيونية العالمية، ينطلق من ذات الإعتبارت من القضية الفلسطينية..

فالذي عملت عليه الصهيونية طويلا هو أن تخرج الصراع العربي معها من دائرتها الى دائرة أخرى، اي أن توجه العرب وجهة أخرى في صراعهم معها، بأن تحول الصراع العربي الأسرائيلي الى صراع مع آخر..

وصادف أن يجد هذا التوجيه والتوجه أرضية صالحة في البيئة العربية التخاذلية التي ما فتئت تبحث عن أعذار وتبريرات لهزائمها المتكررة في الحروب الخاطفة التي خاضتها مع أسرائيل، والتي لو راجعنا التاريخ ومعطياته جيدا، لوجدنا أنها حروب "مرتبة" معروفة النتيجة سلفا..واستطاعت الصهيونية بمكرها وأدواتها العربية أن تخترع عدوا للعرب غيرها، وكان هذا العدو الأفتراضي هو إيران ما بعد الشاه.

 فالشاه كان حليفا للصهيونية، وإيران كانت أكبر دولة إسلامية أعترفت باسرائيل كدولة وككيان ومعها تركيا التي مازالت تحتفظ بسفارة كبيرة في تل أبيب، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء التركي الأسلامي جدا..! بسقوط الشاه نشأ وضع جديد، فإيران الإسلام كنست الصهيونية وأذنابها من طهران، واعلنت بل وعملت على أن هدف تحقيق العدالة التي بني عليها نظامها، لا يتحقق إلا بأزالة الظلم ومسبباته من المنطقة، ووجدت أن أول مسببات الظلم وإمالة ميزان العدل نحو كفة الباطل، يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب..

في الوضع الجديد وضعت الأنظمة الراديكالية في المنطقة العربية في إختبار لم تنجح به، وفشلت في أن تعبر عن عروبتها، في الوضع الجديد بدت الصورة وكأن جمهورية إيران الأسلامية أكثر عروبة من كثير من العرب في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وطبعا يقف ذات الموقف المحور الجيوسياسي الذي أشرنا اليه في بداية مقاربتنا هذه... وهو توصيف ليس غريب أذا نحينا العصبيات جانبا ونظرنا الى البعد الأسلامي . في الصراع مع أسرائيل فاتت على الكثيرين نقطة مهمة جدا، هي أن أسرائيل لم تقم على أساس قومي، فاليهود ليسوا قومية بمعنى القومية الأكاديمي، هم دين منغلق على نفسه، ومن المفترض أن يتم مقارعة الصهيونية بنفس أدواتها، القومية ليست أداة صالحة للصراع مع أسرائيل، وما دام العرب يقدمون الأنتماء القومي على الأنتماء الديني والعقائدي لن يفلحوا في صراعهم مع أسرائيل، بل أن الصراع غير قائم أساسا لأختلاف المنطلقات.. عصر القوميات أنتهى من العالم، وأسرائيل لن تخسر حربا مع دعاة القومية قطعا،

إسرائيل ستخسرها مع المسلمين وليس غيرهم، وفيما يبدو فإن المحور الذي نحن بصدده هو الذي تبقى للإسلام، أما غيره فقد نزعوا جلودهم وظهروا على حقيقتهم.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك