التقارير

الجهاديون الدواعش ضللوا مسيحيي الموصل قبل ان يغدروا بهم

2004 08:13:38 2014-07-23

واجه مسيحيو مدينة الموصل العراقية تضليلا من قبل "جهاديي" الدولة الاسلامية الذين لم يتعرضوا لهم في البداية ما اوحى لهم ببعض الامان، قبل ان يهددونهم بالموت ما اجبرهم على الرحيل.

وقد يشير هذا التحول في موقف تنظيم الدولة الاسلامية الى ان قياداته باتت تشعر بما يكفي من الثقة لفرض قوانينها بعد ان سيطرت الشهر الماضي على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.

ويرى محللون ان التساهل النسبي الذي اظهرته الجماعة في بادىء الامر مع المسيحيين كان الهدف منه استرضاء بقية الجماعات السنية المتمردة المتحالفة معها، لكنها اقل تشددا في تفسير احكام الاسلام.

وقال القس عمانوئيل عادل كلو مسؤول احدى الكنائس الكلدانية في الموصل الذي غادر المدينة الجمعة، "خدعونا، لانهم في البداية لم يتعرضوا لنا، لكن بعد ان ثبتوا اقدامهم بدأوا بتطبيق قوانينهم الارهابية علينا".

وقد عاد عدد من العائلات المسيحية الى منازلهم بعد هجوم تنظيم داعش على المدينة في التاسع من حزيران/يونيو، بعد ان لاحظوا عدم حصول تعديات على المسيحيين الذين لم يغادروا.

وكان المسلحون افرجوا الاثنين الماضي عن راهبتين وثلاثة ايتام بعد احتجازهم 17 يوما في تطور وصفه بطريرك الكلدان في العراق لويس ساكو يومها ببصيص امل لتحسن وضع المسيحيين.

لكن وبعد ايام قليلة من الافراج عن الراهبتين، وبعد مرور نحو شهر على بسط تنظيم الدولة الاسلامية سيطرته على الموصل، اجبر المسيحيون على مغادرة المدينة بكثافة اثر انذار وجه اليهم بضرورة مغادرة المدينة بحلول التاسع عشر من تموز/يوليو ما لم يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية.

ودعا خطباء المساجد الجمعة الماضية في مدينة الموصل المسيحيين الى المغادرة قبل نهاية المهلة التي حددت ظهر السبت، ومن لا يذعن لذلك مصيره الموت.

ويرى مراقبون ان طرد المسيحيين بهذه الصورة كان مقررا، لكنهم انتظروا فترة من اجل تعزيز قبضتهم على الموصل ومناطق اخرى قبل اتخاذ هذه الخطوة.

وسيطرت هذه الجماعة على مناطق شاسعة في شمال البلاد في الايام الاولى التي تلت سقوط الموصل، وتخوض القوات العراقية معارك ضارية قرب تكريت معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بالاضافة الى معارك في محافظة الانبار غرب البلاد.

ورغم المعاملة القاسية التي تعرض لها المسيحيون من قبل عناصر الدولة الاسلامية فان هذا التصرف يبقى معقولا مقارنة بممارسات تنظيم يستسهل الاعدام لخصومه وهو ما فعله مثلا مع الشيعية في شمال البلاد.

ويرى بعض المحللين ان تنظيم الدولة الاسلامية قد يكون تمهل في طرد المسيحيين تجنبا للخلاف مع حلفاء له من السنة في شمال البلاد مثل حزب البعث، لا يوجد اي خلاف بينهم وبين مسيحيي العراق الذين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من نسيج البلاد على مدى اجيال.

ويقول تشارلي ليستر وهو استاذ زائر في مركز بروكينغز في الدوحة "بالنظر الى سلوك الجماعة في اي مكان اخر، قد يعتبر تركهم المسيحيين يفرون من الموصل موقفا معتدلا".

واضاف ان "عناصر الدولة الاسلامية كانوا دائما قساة، لكن بالنظر الى الديناميكية داخل انتفاضة سنية واسعة في العراق، فانه من المنطقي ان يقدموا تنازلات لتجنب اثارة توترات اجتماعية غير ضرورية".

ومع ذلك، فانه يبقى ان نرى الى اي مدى سوف تذهب الدولة الاسلامية بعيدا في فرض احكام الشريعة الاسلامية بهذا الشكل المتشدد.

وقد اثار تطبيق الاحكام المتشددة من قبل تنظيم القاعدة في العراق بين عامي 2006 و 2007 غضب العشائر السنية التي شكلت مجالس صحوات وتمكنت من دحر التنظيم انذاك.

ويقول فنار حداد وهو باحث في معهد الشرق الاوسط في جامعة سنغافورة الوطنية "سيكون من المثير للاهتمام ان نرى الى اي مدى سيكون تنظيم الدولة الاسلامية قادرا على فرض الضوابط الاجتماعية من دون اثارة رد فعل من قبل السكان المحليين والجماعات المتمردة الاخرى".

..........

الفرنسية/ عبد الحميد زيباري

...........................................

5/5/140723

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك