التقارير

"داعش".. والغطاء الأميركي

1326 08:41:56 2014-07-04

أحمد زين الدين

كم كان مثيراً للضحك إعلان سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض العسيري؛ الخبير في الأمن الدبلوماسي، وسفير الرياض في باكستان في زمن فورة "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن، و"طالبان" بقيادة الملا عمر في تسعينات القرن الماضي، عن احتمال أن يكون الإرهابي السعودي الذي فجّر نفسه في فندق "دو روي" في الروشة يحمل جوازاً أو هوية سعودية مزوّرة.

كما ذهب به الخيال إلى حد اعتبار أن سفارته، وهي تقع على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار في فندق "دو روي"، ربما قد تكون مستهدَفة، رغم أن التحقيقات الأمنية اللبنانية كشفت أهداف هذه الخلية الإرهابية.

مهما يكن، فإن حديث "خبير الأمن الدبلوماسي" في البداية عن احتمال أن يكون الانتحاري يحمل جوازاً مزوراً، يثير السخرية فعلاً، لأنه من المعروف أن الرياض تعتمد تجهيزات إلكترونية فائقة النوعية، يجعل أي عملية تزوير صعبة للغاية، بل بشكل أدق، عصية على أي تزوير.

وللتذكير، فإن "الثبات" كانت قد أشارت قبل نحو 18 شهراً، إلى إفراج ممكلة الرمال عن المسجونين الخطيرين، وبعضهم محكوم بالإعدام بقطع الرقاب بالسيف، مقابل توجُّهه للقتال في سورية، وقد تأكّد هذا الواقع بمذكرة – وثيقة صدرت عن وزارة داخلية المملكة في 16 نيسان عام 2012، أي قبل 14 شهراً ونصف الشهر، أشارت إلى اتفاق مع المجرمين في السجون السعودية، وهم من عدة جنسيات (سعودية وصومالية وسورية وأردنية، وباكتسانية وفلسطينية وعراقية وغيرها)، بإعفائهم من إقامة الحد الشرعي عليهم، وصرف معاشات ورواتب ومكافآت لعائلاتهم وأسرهم، لقاء تدريبهم وإرسالهم إلى "الجهاد" في سورية.. ولهذه الأسباب تشير معظم المعلومات المتوافرة عن الجماعات التكفيرية التي تشارك في الحرب على سورية، أن عدد السعوديين هو الأعلى بين عدد المسلحين الأجانب، الذي وصل في بعض الفترات إلى أكثر من 248 ألف مسلح، حيث بلغ عدد السعوديين منهم أكثر من 15 ألفاً.

يبدو أن مقولة "طابخ السم آكله" بدأت تهزّ أوصال الدول التي دعمت وموّلت وغطّت حلقات الجنون الإجرامية على مدى 39 شهراً في سورية، فالغول "الداعشي" بدأ ينمو على خطوط تماس السعودية والأردن وتركيا، وعلى "حدود" دول العالم التي انطلق منها تتار العصر الحديث، وصارت حكومات أوروبية مسكونة بالخوف من عودة مواطنيها الداعشيين، خصوصاً أن المعارضات السورية المتنوعة والمتعددة أخذت تسقط في أحضان "داعش"، الذي بدأ يبتلع كل هذه المعارضات الكرتونية، سواء كانت "جبهة النصرة"، أو "الجبهة الإسلامية"، أو "الجيش الحر"..

بيد أن السؤال الحقيقي: هل حركة "داعش" وتمدّدها هما خارج "التغطية الأميركية"؟ لنلاحظ أن أمير داعش أبو بكر البغدادي كان معتقَلاً في السجون الأميركية في العراق، وخرج منها عام 2006 بصورة مفاجئة، حيث التقى بأبي مصعب الزرقاوي، وبعد نحو شهر من هذا اللقاء قُتل الزرقاوي، وتشير المعلومات إلى أن البغدادي أنفق أكثر من 40 مليون دولار لإنشاء تنظيمه وزُمَره المسلّحة وخلاياه النائمة، وتوسيع نشاطه إلى أوسع مدى ممكن.

"داعش" مع "النصرة" و"الجيش الحر" وغيرها من زمر العصابات المسلحة كانت انطلاقاتها الأولى من تركيا، وهي خرجت إليها من العراق في البداية، وجاءت من بلدان الخليج بأوامر أميركية، وبإشراف وتدريب أميركييْن، وتمويل قطري بلغ مليارات الدولارات، وقد أوضح ذلك القيادي الجهادي نبيل نعيم؛ أحد أوائل المقاتلين العرب في أفغانستان، ويمكن اعتباره أبرز مؤسسي "القاعدة"، خلال حديث إذاعي، حينما اعتبر أن "تنظيم داعش مولود مخابراتي صنعه الأميركيون بالمال القطري بداية".

ووفقاً للمعلومات، فإن الأوامر الأميركية صدرت في البداية إلى كل المجموعات المسلحة للتوجُّه إلى الحرب في سورية، في محاولة أميركية لتأديب الدولة الوطنية السورية ورئيسها بشار الأسد لسماحه بمرور المقاتلين عبر سورية إبان احتلال العراق.

وهنا كأن التجربة تكرر نفسها، فبعد أن استطاعت سورية طوال الفترة الماضية أن تواجه الهجوم العدواني الواسع، كان نوع من العودة إلى مطلع القرن الحالي، أي ما يشبه احتلال العراق، فكانت الطفرة الداعشية الجديدة وتوسُّعها في عدد من محافظات بلاد الرافدين بما يشكل الفضيحة، ويطرح علامات استفهام حول صرف مليارات الدولارات على جيش انهار بسرعة في الموصل، ومن أجل استعادة بعض الروح في سورية، التي حقق فيها جيشها انتصارات نوعية على الزمر المسلحة.

ثمة تواطؤ حصل؛ البشمركة تدخل كركوك، و"داعش" لم تقترب بتاتاً من حدود الدويلة الكردية ولا كركوك

رجب طيب أردوغان الذي يعتبر كركوك مدينة للتركمان، لم يحرّك ساكناً.

في مبايعة أبو بكر البغدادي زعيماً لدولة "داعش"، لم يأت على كلمة واحدة ضد العدو الصهيوني..

الأعراب الخائفون والمرتجفون يستمرون من كبيرهم في مملكة الرمال إلى صغيريهم في الدوحة والمنامة يمدّون اليد للأميركي والصهيوني للإنقاذ..

ثمة حقيقة واحدة تبقى، هي أن سورية كما كانت عبر التاريخ بيضة الزمن، واجهت وقاومت هي الآن كذلك.. وستبقى.

الثبات اللبنانية

11/5/140704

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك