التقارير

مأزق ’داعش’... اقتتال داخلي وهزائم أمام قوات الجيش العراقي والمتطوعين

2879 19:27:16 2014-06-22

 

بغداد ـ عادل الجبوري

لم يستمتع تنظيم داعش الارهابي طويلا بما بدا له وكأنه انتصارات استراتيجية في محافظة نينوى ومدن عراقية اخرى، فلم تمر سوى ايام قلائل حتى راحت الموازين تختل لغير مصلحته، ففضلا عن فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف بوجوب الجهاد وحمل السلاح بوجه الجماعات الارهابية المسلحة، تلك الفتوى التي ألهبت حماسة اعداد هائلة من العراقيين ودفعتهم الى التوجه للمشاركة في التصدي للارهاب، وجد تنظيم داعش نفسه في مأزق كبير وخطير، لا يختلف كثيرا عن المأزق الذي واجهه في سوريا.

يتمثل هذا المأزق ببعدين، البعد الاول، الخلافات الحادة التي وصلت بحسب مصادر عديدة الى استخدام القوة المسلحة، بين جماعات داعش من جهة، وما يسمى بالمجلس العسكري الموحد الذي يضم عددا من التنظيمات المسلحة، من جهة اخرى.

تمحورت الخلافات بين الجانبين حول جملة من القضايا، من بينها التنسيق المشترك، وعدم القيام بأية خطوات واجراءات بصورة منفردة، وهذا ما لم يلتزم به تنظيم داعش، اذ انه يريد ان يكون تابعا لا متبوعا.

ويقال ان مكونات المجلس العسكري الموحد المدعوم من المملكة العربية السعودية، ترفض بعضا مما يقوم به داعش المدعوم من تركيا وقطر، من قبيل فرض اجراءات قاسية على خروج النساء، وعلى مشاهدة التلفاز واغلاق الكثير من الاسواق والمحلات واماكن الترفيه، التي يعتبر ان وجودها يتنافى مع احكام الشريعة الاسلامية.

بيد ان نقطة الخلاف الرئيسية تمثلت بطريقة توزيع الاموال التي تم نهبها من المصارف والمؤسسات الحكومية في محافظة نينوى، فداعش يعد تلك الاموال والممتلكات غنائم حرب خاصة به، بينما يعتبر المجلس العسكري ان له حصة فيها.

وتؤكد مصادر ان مواجهات مسلحة حصلت بين عناصر من داعش والمجلس العسكري في احياء بنينوى انتهت الى مقتل عدد منهم، وبعضهم قياديون مهمون.

وفي هذا السياق يشير شهود عيان من الموصل الى ان عمليات تسقيط متبادل شاعت بين الطرفين، بحيث انه بات من المرجح جدا تصاعد التأزم فيما بينهما، وكل طرف يراهن على اوراق وادوات قوة يعتقد انها يمكن ان تمنحه الغلبة على الاخر.

تشرذم وتشتت

خبير امني عراقي، يكشف بدوره ان لديه معلومات ومعطيات تثبت ان مشهد الصراع بين الجماعات الارهابية في سوريا، سيتكرر في العراق، وهنا فان على صناع القرار والماسكين بزمام الامور استثمار هذا الواقع، من خلال تعزيز الجهد الاستخباراتي، وتوجيه المزيد من الضربات المركزة لاوكار وتجمعات الارهابيين.

والبعد الاخر لمأزق تنظيم داعش يتمثل في نجاح القوات العسكرية والامنية العراقية باستعادة زمام المبادرة، والتمكن من مسك الارض وعدم السماح لتشكيلات داعش من تحقيق مكاسب ميدانية اخرى، ناهيك عن اضعافهم في المناطق التي تمركزا وتحصنوا فيها، عبر توجيه ضربات لهم بواسطة قوات طيران الجيش.

فالايام الاربعة الماضية شهدت معارك كر وفر بين جماعات داعش والقوات الامنية والعسكرية الحكومية العراقية، بدا انها راحت تستنزف ما بحوزة الاولى، فضلا عن محاصرتها وقطع طرق الامداد اللوجيستي لها.

وفي الواقع ان الحشد الشعبي الواسع، ساهم الى حد كبير في تعديل المسارات، وتغيير الموازين، وكان بمثابة الدواء الحقيقي لداء انهيار المعنويات لدى اعداد من منتسبي القوات الامنية والعسكرية الحكومية بفعل حرب الشائعات الكثيرة التي تبنت الترويج لها وسائل اعلام عربية وحتى عراقية معادية للعراق، ولا تريد له الامن والاستقرار والازدهار.

وتؤكد تقارير ميدانية دقيقة ان دخول سرايا المتطوعين بمسمياتها المختلفة اعطى دفعة معنوية مؤثرة للجيش العراقي، في ذات الوقت الذي اربك تنظيم داعش، الذي كان يأمل الزحف على بغداد واسقاطها خلال وقت قصير.

ولعل توجه حوالي مليوني مواطن عراقي الى مراكز التطوع لتسجيل اسمائهم، بعضهم مسيحيون وبعضهم من ابناء المكون السني، ومن ثم تلقي التدريب او الذهاب مباشرة الى ميدان القتال، مثل رسالة بالغة الاهمية وبليغة في دلالاتها ومعانيها موجهة الى كل المساندين والداعمين للارهاب من الاطراف الخارجية والداخلية على السواء، جعلتهم يعيشون حالة من الارتباك والتخبط والقلق، هذه الرسالة مفادها ان المرجعية الدينية هي الرقم الاقوى والاصعب في المشهد العراقي العام، وان الغالبية العظمى من العراقيين يدينون لها بالولاء والطاعة، وهم مستعدون للتضحية بكل شيء من اجل معتقداتهم ووطنهم.

قد لا تحسم المعركة مع الارهابيين خلال وقت قصير، بيد ان مجمل المؤشرات تذهب الى ان مأزق داعش ببعديه الاثنين راح يتعمق ويتسع يوما بعد اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك