التقارير

أمريكا تنسّق التحالف التركي – القطري – السعودي – "الإسرائيلي" ضد دمشق

1669 12:53:57 2014-04-03

هل جلب رجب طيب أردوغان "الدبّ" إلى كرم تركيا بدعمه العملي واللوجستي للمجموعات المسلحة وتدخّله المباشر في ريف اللاذقية الشمالي؟ صحيح تماماً، كما يقول الخبراء، إن هذا التدخل العسكري التركي أراده رجب طيب أردوغان قبيل الانتخابات المحلية لصرف النظر عن عائلته وأقطاب من حزبه في فضائح الفساد، لكن النتائج لم تأت كما كان يحلم، حيث بيّنت صناديق الاقتراع تراجع شعبية حزب أردوغان أكثر من خمسة في المئة، وخسر سيطرته على كامل المناطق التي يوجد فيها الأكراد، ومن نجح في تلك المناطق لا يمت بصلة إلى مسعود البرازاني، الذي شدّ إليه أردوغان حبال التوافق والتحالف، كما خسر الحزب الحاكم سيطرته على لواء الإسكندرون، وبالتالي ليس هناك أي سيطرة أو وجود في المحافظات الساحلية، باستثناء انطاليا، التي ربحها أردوغان بفارق ضئيل جداً، في وقت واجه منافسة شديدة في اسطنبول، وفاز بفارق أقل من واحد بالمئة في أنقرة، وهي نتيجة مطعون فيها قد يعاد فرز أصواتها، وبالتالي فتح "السلطان" التركي الجديد عش الدبابير عليه، حيث عادت إلى لواء اسكندرون الروح القومية بأنها منطقة عربية، وبدأت سلسلة من الهجمات على القوات التركية، في وقت بدأ الصوت الكردي يعلو من أجل استقلال ذاتي لمنطقة كردستان التركية. أمام هذه اللوحة الانتخابية، فإن يوم الأحد 30 آذار يُعتبر برأي الخبراء بداية لهجوم معاكس على الحدود السورية – التركية، ترجمه الجيش العربي السوري بتوجيه ضربات حاسمة للمجموعات المسلحة، بما فيها من أتراك وجنسيات متعددة، خصوصاً أن الطيران السوري في 31 آذار وما بعده قصف بشدة وعنف على الحدود، ووجّه ضربات مباشرة على معبر كسب، دون أن يتحرك الطيران التركي أو القوات التركية. وتشير المعلومات هنا إلى أن الجانب التركي أُبلغ عبر القنوات الدبلوماسية، من قبل طهران وموسكو، بالرسائل اللازمة لكبح جماح مغامراته الطائشة. لكن هل الدعم التركي للمجموعات المسلحة كان هدفه فقط انتخابياً؟ يؤكد الخبراء أن ذلك يُعتبر تبسيطاً للأمور، فالعدوانية التركية في جانب منها كانت انتخابية، لكن ثمة مخطط أكبر وأوسع، لافتين إلى ما تسرّب من معلومات من دوائر استخباراتية تركية، من أن انقرة أعدّت بشكل دقيق ومحكم لمعارك ريف اللاذقية الشمالي، بعد الانتصارات النوعية التي حققها الجيش السوري في القلمون والغوطة في ريف دمشق، وفي حمص وريفها، وفي حلب التي لم يبق منها إلا أقل من 15 كلم بيَد المجموعات المسلحة. ووفقاً للمعلومات فإن تركيا حشدت بالتنسيق مع قطر، وحتى مع السعودية – رغم ما يبدو عليه الأمر من خلاف بين أنقرة والرياض – أعداداً كبيرة من المسلحين، ووفرت لهم مختلف أنواع الأسلحة والعتاد، كما نشرت بكثافة ضباط استخبارات في المنطقة وكشفت هذه المعلومات أن تركيا شهدت العديد من اللقاءات على المستويين العسكري والاستخباراتي بين تركيا و"إسرائيل" وبتوجيه مباشر من رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو، حيث تمّ البحث في حجم هذا التدخل وأهدافه. في غضون ذلك، كشفت المعلومات أنه رغم الخلافات السعودية – القطرية، فإن الأميركي فرض على الرياض والدوحة أن يبقى التفاهم بينهما في ما يخص سورية، لمنع أي تأثيرات سلبية على حلف العدوان الدولي على بلاد الأمويين، ما يعني أن تقسيم الأدوار أميركياً هو خريطة الطريق التي تذهب في عدة اتجاهات، أبرزها: -         أن السعودية عليها العمل على منع انعطاف السلطات المصرية الجديدة نحو التنسيق مع الدولة الوطنية السورية، ومنعها من التحالف مع روسيا وإيران. -         أن قطر موكلة بـ"الإخوان المسلمين"، بالشراكة مع تركيا، من أجل الأهداف الأميركية. ويلفت الخبراء هنا إلى أن الهجوم على ريف اللاذقية الشمالي، والذي شاركت فيه "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" وشيشان وأتراك، وكثير من الإرهابيين الذي يحملون جنسيات غربية، يعني ببساطة متناهية وحدة الحركة التركية – القطرية – السعودية – "الإسرائيلية" تحت الإشراف الأميركي. أما عن أهداف الضغوط العسكرية الجديدة وفتح الجبهة الشمالية، فإن التحضيرات التي كانت تجري لهجوم من الجنوب، أي من جهة الجولان والحدود الأردنية، وما درج على تسميته بمعركة درعا، لم يعد ذا قيمة بعد الانتصارات الحاسمة للجيش العربي السوري في حمص وريفها امتداداً إلى القلمون وريف دمشق، فجاء فتح تركيا – قطر – السعودية – "إسرائيل" للجبهة الشمالية من أجل استمرار استراتيجية استنزاف الدولة الوطنية السورية من جهة، ولاستقطاب نقل القوات المسلحة السورية نحو جبهات بعيدة، لتشتيت الجيش السوري، في نفس الوقت الذي كانت تشهد طرابلس في الشمال اللبناني توتراً ملحوظاً، مع محاولات رفع المعنويات في قصف الصواريخ العشوائية على البقاع الشمالي من جرود عرسال والمناطق القليلة المتبقية في أيدي المسلحين في سلسلة الشرقية (الغربية من جهة سورية)، وكل ذلك من أجل إعادة خلط الأوراق عسكرياً، لعرقلة خطة الحسم التي وضعتها القيادة السورية بالقلمون وريف دمشق، سواء عسكرياً أو من خلال المصالحات الوطنية، حيث ستتمّ في غضون أيام قليلة جداً مصالحات في الزبداني والتضامن والحجر الأسود واليرموك، لتبقى منطقة جوبر التي تضم أكبر حشد للإرهابيين، وخطة حسمها لن تطول. وكذلك الحال في حمص وريفها، حيث صار المسلحون في ما بقي لهم من مناطق معزولين، وهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام، أو الموت، في نفس الوقت الذي يتجه الجيش السوري للحسم في حلب، ما يعني أن ثمة إنجازات عسكرية نوعية ستحصل، بحيث يأتي استحقاق الانتخابات الرئاسية السورية بين شهري حزيران وتموز المقبلين ومعظم المناطق يعمّها الهدوء والاستقرار.. إذاً، فلنتابع تطورات الميدان: في معركة الريف الشمالي للاذقية، وفي ما تبقى من القلمون، حيث ستُغلَق طرق التهريب والإرهاب على المعابر اللبنانية – السورية، في ظل التقدم الوشيك على رنكوس، وفيما تبقّى من حمص وريفها.. والجيش السوري حسب الخبراء يسير حتماً نحو النصر الحاسم. أحمد زين الدين - الثبات 3/5/140403 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك