داود عبد الرحمن، كان احد القلائل من اصحاب المحال "المزدهرة" في الموصل، الذين يتجرأون ويحاولون عدم دفع "الجزية" لتنظيم القاعدة الناشط في المدينة بشكل كبير، لكن شجاعة الصيدلاني الذي يبلغ نحو 40 عاما من العمر، لم تمر دون عقاب، ففي احد الليالي، انفجرت عبوة ناسفة امام صيدليته، لتحطم كل مافيها، وتصيبه باعاقة دائمة.
يقول المراقب والمحلل السياسي الموصلي انور هدايا في حديث لوكالة "الملف نيوز" إن "موضوع الاتاوات موجود منذ عام 2005 اي منذ ظهور الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة في العراق"، مبيناً أن "الموضوع لايقتصر على محافظة نينوى وانما كان منتشراً في اغلب المناطق التي تحتضن القاعدة والجماعات المسلحة".
وتعد مشكلة الاتاوات من المشاكل الرئيسة التي تعاني منها محافظة نينوى منذ سقوط النظام في عام 2003.
ويتحدث مراقب اخر من اهالي المدينة، هو محمد العبيدي قائلاً "ظاهرة السرقات والاتاوات والجزية استفحلت في نينوى"، ويضيف العبيدي لوكالة "الملف نيوز" أن "اغلب سكان نينوى من التجار والاطباء واصحاب المولدات والساحات واصحاب العمارات ورؤوس الاموال يدفعون الجزية شهرياً للجماعات المسلحة".
بينما يؤكد غزوان حامد، وهو اعلامي من الموصل ان "ما نشاهده من توقف للمشاريع الاستراتيجية في محافظة نينوى هو نتيجة لطلب المجاميع المسلحة بتخصيص نسبة لهم من المشاريع من اجل استخدامها في العمليات المسلحة".
وينظر المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة الارهابي إلى مدينة الموصل باعتبارها عاصمتهم الاقتصادية، حيث أخذت هذه المجاميع بالسيطرة على بعض الأحياء من خلال شراء العقارات بأموال الإتاوات،
بينما تقول تقارير مخابراتية محلية واجنبية أن حجم "التبرعات" التي تحصل عليها "دولة العراق الاسلامية" الارهابي من محافظة نينوى يقارب خمسة ملايين دولار امريكي شهرياً بحسب مسؤولين في المخابرات،حيث تعد تلك التقارير الموصل مركز التمويل الاول لدولة العراق الاسلامية من خلال فرض الاتاوات على كل قطاعات العمل العام والخاص.
وادت هذه الممارسات الى تذمر الصيادلة وأصحاب المحال التجارية في جانبي مدينة الموصل من اضطرارهم دفع اتاوات شهرية لجهات ارهابية تهدد بتفجير محالهم في حال امتنعوا عن الدفع ويقول عدد من التجار وأصحاب المحال إن "الارهابيين يأتون إلينا في وضح النهار ويتقاضون الاتاوات علنا".
https://telegram.me/buratha