مع إعلان رئيس «الائتلاف» السوري المعارض أحمد الجربا إلغاء قطع تذكرته إلى «جنيف 2»، ومطالبة روسيا بطرد كل المنظمات الإرهابية ذات الصلة بتنظيم «القاعدة»، وتمثيل عادل ومستقل للأكراد السوريين في المؤتمر الدولي الذي لم يتحدد موعده بعد، صدرت الأوامر من تركيا والسعودية للجماعات التي تمثل «القاعدة» بتوجيه ضربات إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية في حلب.
وسارعت «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهما واجهتا «القاعدة» في حلب، إلى إعلان الحرب ضد الأكراد السوريين في مناطق عدة من حلب تنفيذاً لأوامر مموليهم وانتقاماً لهزيمتهم النكراء شمال شرق سورية في أكثر من موقع وفي المقدمة رأس العين.
المعلومات الواردة من ريف حلب تؤكد عزم جناحي تنظيم القاعدة التكفيريين فيها على تصفية التنظيمات الكردية المسلحة ومحاصرة السكان استعداداً لبسط نفوذها على مناطقهم وضمها لدولتهم الإسلامية المنشودة والمزعومة.
فبعد حصار مدينة عفرين وقراها شمال حلب على الشريط الحدودي مع تركيا منذ شهرين، نقلت «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعركة إلى شرق حلب الأربعاء الماضي فاحتلت بلدة تل عرن قرب مدينة السفيرة وأسرت 200 من مدنييها كرهائن إثر اشتباكات عنيفة مع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحاصرت بلدة تل حاصل القريبة منها.
ومرد ذلك إلى رفض «الاتحاد الديمقراطي» الانخراط في الصراع الدائر لتحييد وتجنيب السكان ويلات المعارك عدا عن أهمية البلدتين الحيوية لوقوعهما بالقرب من معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية حيث تلقت «القاعدة» ضربات موجعة على يد الجيش العربي السوري.
وأمس الأول خطت «القاعدة» خطوة تصعيدية جديدة ضد الأكراد السوريين بفرض الحصار على مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية شمال شرق حلب، فأعلنت كتائب وألوية منضوية تحت قيادة «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في بيان لها بدء حصار معسكرات «الاتحاد الديمقراطي» كذريعة لحصار المدينة وأعلنت طريق منبج الحسكة، وهو الشريان الذي يغذي المنطقة ويربطها بباقي المناطق، منطقة عسكرية بالإضافة إلى وقف جميع المفاوضات مع أي جهة تمثل «الاتحاد الديمقراطي» مع أن جميع التفاهمات بين الحزب وتنظيمي القاعدة فشلت فيما يخص تخفيف وطأة الحصار عن مدينة عفرين سابقاً. وكان بيان سابق اعتبر كل من ينتمي لـPYD كافراً!.
ويتوقع مراقبون استمرار حدة المعارك بين «القاعدة» والسوريين الأكراد في الأيام المقبلة في مسعى لجرهم إلى جانبهم أو تصفيتهم على اعتبارهم أقلية و«عملاء للنظام»، بحسب زعمهم، لمجرد أنهم آثروا الحفاظ على ممتلكاتهم وإقصاء قراهم وبلداتهم ومدنهم عن الانحياز لطرف ضد طرف آخر أو تأييد الجيش السوري بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للسوريين كافة
20/5/13805
https://telegram.me/buratha