الشعر

قصيدة ( ملحمة الطف الخالدة )

2283 22:19:00 2008-01-10

( شعر : د:حيدر السعدوني )

ياأبي َّ الضيم والجوْر عظَّمَ الله لك الأجرْ

هل يرى المحبوبُ في حبّك ميراثاً لديك هولا يبكيك خوفاً بل بكى شوقاً اليك با إله الحقِّ لا أحْصي ثنآءً ذا عليك انا لا أحصيك مدحاً إذ أنا بين يدي هل ترى النّار ستصلي مَن به حبُّك اثَّرْ

تلك روحي لا ترى في حضرة القُدْسِ سواكا حار لبُّي ذابَ قلبي ياإلهي في هواكاستْرُك المُرْخى لعفوٍ نال عبداً قد عصاكا عميت عين ُ وقلبٌ يدّعي الاّ يراكاهل تُرى الظلمآءُ للبدْرِ لها اأن تتنكّر

من قديم العهد أمّي أرْضعتني من سناها حُبًّ طه وعليٍّ مًنْ به الجبار ُ باهىمًنْ به القرآنُ نادى نفسُه نفسُك طه زوجهُ الزهرآءُ مَنْ سبطاه انوارُ ضياهاهل تُرى النّارُ تمسُّ القلب َلو مسَّه حيدر

حدَّث التأريخ ُ في أسفاره عن كربلاء إنّها دربٌ اُعدَّت لبلآءِ النبلآءِفبها الأجيالُ تحْيا وهْيَ للدنيا ضيآءْ كم شهيدٍ ماتَ فيها لا يرى الموتَ شقآءْكيْفَ يلْهى وهْوَ يُسْقى في غدً مِن حوْضِ كوْثر

حينما اخبرهم سبطُ الهدى أن يرحلوا ورأوْه قد بقى فرْداً وحيداً يامُلُوقفوا سدّاً منيعاً دونه ُ أن يُقتلوا هذه الأرواحُ حتْماً لحسينٍ تبْذلوا فلْيكُن ما هو قاضٍ مِن رزايا أعيت الدَّهْر

خفَّ أصحاب ُ الوفا للسبطِ ذا صوت الإبا داعيَ اللهِ حسين خامس أهل العباحملوا الروح على الرّاحِ تنادوا مرْحبا لا نبالي الموْتَ إذ غنّى لنا وقْعُ الظّبىأُسدُ الهيجآءِ لا ترْضى بغير النصرِ مصدر

خاطب القلبَ حسينٌ ولسانُ الذكْرِ يلْهجْ يا ليوثاً صُرِّعت ناداهموا والقلبُ يرْتجْأين أصحاب ُالوغى ,أين الألى في كلِّ منهجْ يا حبيبَ بنَ مَظاهر يا زهيرٌ يابنَ عوسجْما لكم لا تسمعون الصوت أم أمر مقدَّر

كان عمرُ الدينِ في الطفِّ مديناً لحسينْ إذ هوى لولا شراه بدمآءِ الودجينْفاستوى ابلج صبح ٍ ناصعاً مثلَ الّلجينْ هكذا الدينُ حسينيّ البقآءِ بحسينْمَنْ كسبطِ المصطفى لله قد أبلى وآثرْ

وتأمّل في غلامٍ سمحاً بَرّاً تقيّاً لم ترَ العينُ جمالاً مثله حاكى النبيّاوإن اشتدَّ الوطيسُ ظنَّهُ الرائي عليّاً ذا علي مِن عليٍّ صاحب ِالكرِّ الكميّابرْعُمٌ شبُّ على حُبِّ التّقى والصلحِ والخيرْ

نهض الأكبر بالقول على الحقِّ عزمْنا أبه فليجْرِ قضاءُ الله بالقتلِ فإنّالا نبالي في رضاه اليومَ ما يجري علينا وقعَ الموتُ علينا أم على الموتِ وقعناهكذا الأجيال لا بُدَّ لها أن تتذ كّر

وتُرى شبلَ حسينً ظامئاً في المِحِنِ أبه مشن حرِّ الظِما كاد الظشما يقتلنيأبه مِن ثِقْلِ الحديدِ ثِقلُهُ أجهدني هل الى شربة مآء فبها تنفعُنيفاستغاث السبطُ ياليت السمواتِ تُفَطَّرِْ ِ

برز الأكبر للحربش إذ اشتدّ الضرابْ وحسينٌ واقف ينظرُ والقلب ُ مُصابْقال ياليلى ارجعي وادْعي بقول مستطابْ فدعاءُ الأمِّ في حقِّ بنيها مستجابْنشرت شعْرَها تدعوا ربَّها ان يكشِفَ الضُّر

اقسمت ليلى إلهي بالفتى السبطِ الغريب يا معيداً يوسُفَ الصديقِ من بعدِ المغيبْذا عليٌّ ولَدي اردُدْه إليَّ يا مجيبْ إنّني أمٌّ ودعْوى الأمِّ ربِّ لا تخيبْرجِعَ الأكبر مزهَّواً بزهْوِ النصرِ والظَّفْر

حوله اعصوصب جيش البعي من اهل اللئام لم يَزِل بين طعان القوم هذا ابن الكرامفإذا صوْتُ عليٍّ يقْرَعُ سمْعَ الإمام أبه ذا جدي محمد أبه يُقْرْؤك السلامرَحِمَ الله حسيناً وهْو ماضٍ في الأثرْولدي نادى حسينٌ صرتَ في روْح الجنان منَّةُ المنّانِ أكستك الهنا أيَّ امتنانياهلالاً شعَّ نوراً بين أذناب الطعان كنتَ لي ردْءاً عليّ ولدي غوثَ الزمانفغداً ألقاك في ظلِّ مليكٍ مقْتدرْ

زينب ُ تدعوا الكقيلا أيها الكافلُ ظعْني كنت لي خير كفيلٍ رافعاُ بالعزِّ شأني مانعاُ ذُلَّ العدى والهوْنِ أنْ يقْرُبَ منّي كيف تلتذّ المنايا فيك يا قُرَّةَ عينيقبّح اللهُ البقا بعدك يا ذا الجوْدِ والفخْر

أسرعَ السبط على هوْلٍ رأى الفضل هوى أمسك الصبربكفٍّ سائلاً ركْن اللواناعياً هلا تًجبْني هل أبو الفضلِ ارتوى مِن نجيعِ الماءِ ما يُطْفي به حرَّ الجوىمنعوهُ يالها نار الظما في القلبِ تسْعرْ

قيَّض الهم حسينٌ جاكياً نهجاً وشرْعة حينما العباس أضحى ثاوياً من غير رَجْعةكيف بالله استطاع السبطُ أن يكْفُفَ دمْعهْ لاترى مِن فرْط حُزْنٍ غير ما تُحْسِنُ سمْعهحسبي الله بعينِ الله ما نَلْقى من الضُّر

لهفي يا ربِّ لخطبٍ يا له خطبٌ فضيع خطبُ طفلٍ لحسينٍ بين كفيّهِ صريعاذهل الخطْبُ حسيناً وله شجْوً مريع نبّؤني أانا المذنبُ أم هذا الرّضيع؟هوّنَ البلوى عليَّ أنّني لله أصبرْ

ظلَّ سبطُ الهادي طوْداً شامخاً فرْداً وحيداً ماسِكاً بالكفِّ صبراً حاملاً همَّاً كؤوداًلوله الخلقُ تصدّى لاستوى الخلقُ صعيداً بأبي المقْتول صبراً هكذا صِرت شهيداًلا يُلَقّاها سوى مَنْ كانَ موعوداً به الصبْر

كان يا لهفَ حسينٍ ظامئاً يطلب ُ شَرْبه إذ جثى الشِّمْر على صدْرِ الهدى لم يخشَ ربّهوسقاه طعْنة البغي اثنتي عشرة ضرْبه لم يُراعِ ان حبَّ المصطفى فيمنْ أحبَّهفي غدٍ تَلْقى سعيراً يا لها نارً ستُسْعرْ

ْبعد ما هدّ الظما مِن ركْنِه ما هدّما زادوا طغيانا ولمّا المولى للأرْض ارتمىمنعوه شربةً يُطْفي بها حرَّ الظما أنكروا الساقي أبوه في غدٍ حامي الحمىقسْوةٌ ما مثلها قسْوةُ قلبٍ قد تحجَّرَْ حرَّ قلبي إذ هوى السبطُ على الأرْضِ صريعاً حرَّ قلبي كم لآل الوحي مِن حقٍّ اُضيعاحرَّ قلبي مِن نمير العذْبِ لم يرْوَ النجيعا حرَّ قلبي هدّموا الرُّكنَ الذي كان منيعاليتني في يومِ عاشورآء دون السبط أنْحَرِْ

ياأبي الضيم قل لي كم مضت فيك الجراحْ يا أبيَّ الضيم كم حقأً لك القومُ استباحْياأبيَّ الضيم كم رأساً علا فوق الرّماح بل هي الأقمار قد حاكت لنا ضوء الصباحْ

يا وجوهاً كلّما اشرقت البدْرُ استترْ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ايمن
2008-02-26
بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك يا استاذنا السعدوني ، وفقك الله لكل خير ، ونتمنى منك المزيد من هذا الشعر العظيم في رثاء ومدح آل البيت الاطهار صلوات الله عليهم. واحسنتم واحسن الله اليكم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك