بِسْم الله الرحمن الرحيم
وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)
فجع العالم الإسلامي اليوم بنبأ إعدام سماحة الشيخ نمر باقر النمر، من قبل السلطات السعودية، وقد كنا نتابع طيلة الأشهر الماضية بإهتمام بالغ موضوع إلغاء حكم إعدامه ، من اجل أن تسود قيم المحبة والسلام والوئام المجتمعي ، في البلد الجار ، ولاعتقادنا بان إلغاء هذا الحكم الجائر كان سيؤدي الى إنعاش الامال الخيرة والدعوات المعتدلة في المنطقة، ويسهم في رص الصف الاسلامي وتوحيد الرؤى والمواقف ازاء التحديات المشتركة ، المتمثّلة بالارهاب والتنظيمات الظلامية. ان ما حصل اليوم من فاجعة يشكل استهانة بدماء العلماء ، وموقعهم المتميز في الأمة ،وانتهاكا لحقوق الانسان ، والمعايير الدولية سواء في الدفاع عن النفس ،وحرية التعبير او التعايش السلمي ، كما يعد تبديدا لتلك الامال والقيم النبيلة . إننا إذ ندين هذا الإجراء التعسفي الذي لا نشك بآثاره السلبية على السلام والأمن في المنطقة، والذي سيزيد من حدة التوترات فيها، فإننا نحذر من أن يكون الامر تمهيدا لإنتكاسة كبرى لجهود العيش المشترك سواء في المملكة السعودية، أو في المنطقة كلها..وعليه نطالب منظمة التعاون الاسلامي ، ومؤسسة الأزهر الشريف ، والامم المتحدة ، والمنظمة السامية لحقوق الانسان ، وكل علماء الدين الأفاضل، بان يمارسوا دورهم المنشود ،ازاء ما حصل اليوم من اصرار على اتباع اسوء الطرق في حل المشكلات . إن الشهيد السعيد الشيخ نمر باقر النمر رضوانه تعالى عليه، كان عالما عاملا، داعيا الى الاصلاح السلمي في السعودية، وساعيا الى تغليب الحوار والتسامح الديني والمذهبي ، على خطاب البغضاء والتكفير ، ولم يقترف ذنبا سوى أنه كان من المطالبين بحقوق من يمثلهم، ورفع الحيف والتمييز عنهم .وانا لله وانا اليه راجعون .. ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
السبت ٢٠١٦/١/٢
https://telegram.me/buratha