أكد سماحة السيد عمار الحكيم أن الحل الوسط هو الممكن في بلد متعدد الالوان كالعراق ، لأنه أذا أراد كل طرف أن يحصل على كل ما يريد ، فلن تكون فرصة ليحصل الجميع على كل مايريدون . كما أشار سماحته الى أن الحكومة العراقية يجب أن تكون محورا في موضوع تسليح المجموعات المسلحة التي تواجه القاعدة ، محذرا في الوقت نفسه من التسليح الواسع لهذه المجموعات التي قد تتحول الى مشكلة أضافية للحكومة العراقية في المستقبل .
جاء ذلك في المقابلة التلفزيونية التي أجراها مراسل قناة الABC الفضائية الأمريكية صباح الثلاثاء 14/8/2007 مع سماحة السيد عمار الحكيم في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد .. كما تناولت المقابلة العديد من القضايا الساخنة على الساحة العراقية ، أضافة الى مواضيع أخرى ذات صلة ، وفيما يلي نص المقابلة :
المراسل / تعقد هذه الايام سلسلة من الاجتماعات بين القادة السياسيين تمهيداً لعقد اجتماع قادة الكتل العراقية ، ماذا تاملون من حصيلة لهذه الاجتماعات والنتائج المتوخاة منها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن متفائلون تجاه هذه الاجتماعات ، كانت قد عقدت اجتماعات مطولة في اللجان تحضيرية لمناقشة الكثير من الامور وتحديد نقاط الاختلاف ، وتوصلنا الى نتائج طيبة بهذا الخصوص
المراسل / هل تلمسون جهداً امريكياً يبذل لأحداث تطور سياسي جديد ، ام هي مجرّد جهود عراقية بين مختلف القوى السياسية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نجد تحركا جيداً ونشطا من قبل سعادة السفير الامريكي وكذلك السيدة ممثلة الرئيس بوش وهناك مساعي امريكية لتقريب وجهات النظر وتشجيع الاطراف المختلفة لقبول الحلول الوسطى ، ونحن نعتقد أن الحل الوسط هو الممكن في بلد متعدد الالوان كالعراق ، لانه اذا اراد ان يحصل كل طرف على كل مايريد فلن تكون هناك فرصة ليحصل الجميع على كل مايريدون ، المهم ان نفكر ببعض ما نريد وبعض مايريده الآخرون ، وهذا هو المنطق الذي يمكن ان يوصلنا الى نتيجة حقيقية في معالجة الازمات .
المراسل / يبدو لي ان مثل هذه التحركات والاجتماعات تتم بتشجيع ودفع امريكي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / في الأساس هناك رغبة كافية لدى العراقيين في حصول هذه اللقاءات وعقد الاجتماعات للوصول الى النتائج ، كما ان الطرف الامريكي يمارس دوراً ايجابياً في تشجيع الاطراف في قبول الحلول الوسط ، ويمكن القول انه جهد مشترك بين العراقيين وبمساعدة من الولايات المتحدة .
المراسل / هل كانت لهذه الاجتماعات ان تعقد بهذه الطريقة بدون وجود التشجيع الامريكي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم /طبعاً التشجيع مؤثر بالنسبة لبعض الاطراف في ان تكون اكثر جدية وفاعلية ولكن الاجتماعات كانت تعقد بصورة مستمرة خلال الاربع سنوات الماضية ، أنتم تعرفون أننا أتفقنا خلال الفترة الماضية على قضايا حساسة ومهمة بالرغم من فتوّة التجربة الديمقراطية في العراق ، كتبنا دستور ، وذهبنا الى انتخابات وشكلنا حكومة ، وهذه قضايا يقع الخلاف عليها حتى في دول تعيش الديمقراطية لسنين طويلة ، ومع ذلك استطعنا ان نتفق عليها في العراق وهي انجازات كبيرة لابد ان تلحظ .
المراسل / معظم الامريكان يريدون الانسحاب او ان يصدر قرار بهذا الخصوص كما ان هناك ضغوطات على الرئيس بوش والكونغرس والادارة الامريكية للانسحاب من العراق ، هل تشعرون بضرورة الاسراع في بناء القوات العراقية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نقدر الظروف والاحراجات التي تمر بها الادارة الامريكية من قبل الراي العام الامريكي و الذي يضغط باتجاه انسحاب القوات الامريكية من العراق ، ولكننا في الوقت نفسة نشعر ان المشروع الذي يتحرك على الارض كبير وقد حقق أنجازات مهمة وهو يخدم الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب في العراق والمنطقة وفي الولايات المتحدة ويحقق مصالح حقيقية للشعب العراقي والشعب الامريكي ، ولابد من اقناع الناس بمثل هذه المصالح ، أضافة الى ذلك فاننا حريصون على بناء المؤسسة الامنية العراقية كي تكون قادرة على توفير الامن للمواطنين وعندها يمكن للجنود الامريكان العودة الى أوطانهم ، وتكون العلاقة بين العراق والولايات المتحدة علاقة مصالح اقتصادية وسياسية وثقافية وعمل مشترك في مكافحة الارهاب .
المراسل / انتم شخصياً حصلت لكم مشكلة مع الجنود الامريكان في الفترة الماضية ، ماهو المؤشر على تحسن الوضع في بغداد وهل لديكم الثقة في العمل الذي يؤديه الجنرال باتريوس في احلال الامن والاستقرار ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بالتاكيد في كل مشروع كبير تقع اخطاء معينة وقد تلقينا اعتذار للحادث الذي حصل معي ، نحن قبلنا الاعتذار ولانريد ان نقف عند هذه التفاصيل ، بالنسبة للجانب الامني هناك تطور واضح يستشعر به من خلال الانخفاض الملموس بالعمليات الارهابية ومن خلال الكشف عن المخابيء واكداس العتاد والعناصر الارهابية وهذه التطورات في تزايد مستمر ، وكذلك التفكك والانشقاق الذي حصل بين تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة السنية التي تقف اليوم في مواجهة القاعدة ، وهو مؤشر مهم في الجانب الامني ، كما ان الخارجين عن القانون اصبحوا يتحركون بصعوبة اكبر مما كان في الماضي .
المراسل / هل انتم راضون عن تسليح القوات الامريكية للقبائل السنية في الانبار وديالى ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كانت لنا رؤية واضحة وأبلغناها للطرف الامريكي حيث يجب ان تكون الحكومة العراقية محورا في مثل هذه الاعمال ، فيما يجب الحذر من التسليح الواسع لمجموعات يمكن ان تتحول في المستقبل الى مشكلة اضافية للحكومة العراقية ، كما يجب ان نتعرف على هؤلاء ومدى ايمانهم وولاءهم بالنظام الجديد في العراق وعندها يجب ان يكون انخراطهم في المؤسسات الامنية كافراد وليس كمجموعات حتى لانكون قد ساعدنا على تشكيل ميليشيات جديدة .
المراسل / التحرك الامريكي السريع في تزويد العشائر بالمال والسلاح لمقاتلة القاعدة جاء نتيجة عدم تمكن الحكومة المركزية من العمل والحركة بسرعة بهذا الاتجاه ، هل ترون ان هناك قلة تنسيق بين الجانب الحكومي العراقي والجانب الامريكي بهذا الامر ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / على الاقل نحن كقوة سياسية كبيرة في البلد لا نمتلك معلومات دقيقة وكافية عن هذا الموضوع ، كما اننا في اتصالنا بالسيد رئيس الوزراء لم نتعرف منه انه يعلم الكثير ، لذلك كررنا رؤيتنا وتم طرحها على الجهات الامريكية المعنية وطالبنا ان يكون هناك وضوح اكثر في التعاطي مع هذه التفاصيل .
المراسل / اذن هذا الموضوع يمثل مصدر قلق لكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بالتاكيد ، فالحديث الموجود اليوم هو ان عملية التسليح هذه قد اعطت نتائج ايجابية ، الا اننا لا ننظر الى القضايا بنتاجاتها الفعلية والوقتية فقط ، وانما ننظر الى ما بعد ذلك ، البعض من هؤلاء قد يتنافسون على السلطة والقاعدة منافس لهم فيضربونها ، والحديث بعد ان أزيحت القاعدة عن الساحة ، هل هم مستعدون ان ينسجموا مع الوضع الحكومي ويعيش الناس أحرار في تلك المناطق ، ام يتحولون هم الى مشكلة اضافية وميليشيات جديدة ستدخل الحكومة في اشكالية مواجهتهم في المستقبل .
المراسل / انا التقيت قبل ايام مع الجنرال باتريوس ، ومع السفير الامريكي ، وجرى حديث معهم عن المشاكل ، هل لديكم شعور بانه سيحصل تحسن ، وشعور مختلف عما كان قبل ستة اشهر او سنة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن دائماً متفاءلون لاننا نعرف ان هذه التعقيدات امور طبيعية في مشروع كبير ومتغيرات هائلة حصلت في العراق من نظام ديكتاتوري شمولي الى نظام منفتح ديمقراطي تعددي حر، كما ان التطور الامني الحاصل يجعلنا اكثر تفاءلا ، اضافة الى التقدم الحاصل في الجانب السياسي حيث نلمس مرونه من الاطراف الاخرى ، ما كنا نلمسها بهذا المستوى في السابق ، ولكن مع ذلك لازالت هناك عقبات تعترض المسيرة ، ولابد من حلها شيئاً فشيئاً بمساعدة شركاءنا في داخل العراق واصدقاءنا في الخارج .
المراسل / ما الذي سيحدث بعد يومين ، حيث لقاء قادة الكتل ، وما الجديد الذي يمكن ان يخرج به الاجتماع الحاسم لقادة الكتل السياسية ، علما أنه حصلت مثل تلك الاتفاقات والاجتماعات خلال الاربع سنوات الماضية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هناك مجموعة من القضايا المطروحة على جدول الاعمال وهناك شراكة يعتقد بعض الاطراف العراقية انهم بحاجة الى تحقيقها بشكل أوضح في أدارة البلاد ، وهناك قوانين وتشريعات امام مجلس النواب تلكأت المصادقة عليها على خلفية سياسية وليست على خلفية فنية ، وهذا يتطلب قرارا ً واضحاً من القيادات السياسية ورؤية موحدة من قبلهم ، كما أن هناك تعديلات دستورية ، ويجب أن تعالج من خلال قرار سياسي يتخذه القادة لأنجاح هذا المشروع ، علما أن لجنة صياغة الدستور قطعت شوطاً كبيراً وعالجت الكثير من الاشكاليات المحددة ، وقد شكلت لجنة تحضيرية من كل الاطراف وعقدت العديد من الاجتماعات المكثفة والطويلة واستطاعت عمل الكثير في التقريب بين وجهات النظر ، ولكن لا تزال بعض النقاط العالقة وهي مورد بحث ، وكلنا أمل أن يتمخض اجتماع القادة عن تصور موحد تجاه هذه القضايا ، وأذا كان ثمة قضية تحتاج لمزيد من البحث ، فعلى الاقل يتخذ قرار بتشكيل لجنة ، لمواصلة البحث فيها ، هذه هي الاجراءات التي اتخذت ، وهناك مشاورات يومية ومناقشات مستمرة ونحن متفاءلون في ان يخرج الاجتماع بحصيلة مرضية لكل الاطراف تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح .
المراسل / هل ستشاركون شخصياً في اجتماع قادة الكتل ، وهل تتوقعون خروج الاجتماع ببيان او اعلان او مذكرة تفاهم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / انا شخصياً قد لا اشارك في الاجتماع ، هناك شخصيات قيادية في المجلس الاعلى سوف تشارك ، وان كنت اجريت سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع العديد من الاطراف ، هناك رغبة بخروج بيان ختامي يحدد الرؤية المشتركة تجاه القضايا الحساسة المشار اليها وكلنا امل ان يكون الاجتماع موفقاً ويخرج بالنتائج التي تلبي طموحات جميع أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية .
https://telegram.me/buratha
