اتهمت أمانة بغداد، الجمعة، الأردن بإنكار حيازته على سيارات تعود لملوك العراق أخذها لأغراض الصيانة إبان حرب الخليج الأولى، وفيما طالبت الحكومة ومجلس النواب بمفاتحة الحكومة الأردنية بهدف إعادة السيارات الملكية العراقية التي يخفيها الأردن، كشفت أنها شكلت لجنة لصيانة السيارات التاريخية التي لديها.
وقال مدير العلاقات والإعلام في الأمانة حكيم عبد الزهرة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أمانة بغداد أرسلت قبل أكثر من عشرين سنة عدداً من السيارات إلى الأردن لغرض صيانتها ولكن لم تتم إعادتها إلى العراق مرة أخرى".
وبين عبد الزهرة أن "هناك إنكار من قبل الأردن لوجود هذه السيارات لديها"، مطالبا "جميع الجهات السياسية في العراق بما في ذلك الحكومة والبرلمان لبحث الملف من جديد مع الأردن ومعاونة ومؤازرة الأمانة لاسترداد تلك السيارات التي تعتبر من الإرث التاريخي للعراق" بحسب تعبيره.
وبين عبد الزهرة أن "أمانة بغداد قامت بدور مهم خلال السنوات الماضية للحفاظ على السيارات القديمة لديها عبر إيداعها في أماكن بعيدة عن محاولات عبث أي جهة بها"، مشيرا إلى أن "صيانتها تحتاج إلى جهات تخصصية لتقوم بذلك وقد شكلت لجنة لذلك الغرض".
وذكر مدير العلاقات والإعلام في أمانة بغداد أن "الأمانة قامت بعرض تلك السيارات في حديقة الزوراء قبل سنتين وهي الآن موجودة في مكان محمي داخل سرداب تابع للأمانة".
ولفت عبد الزهرة إلى أن "هناك نية لعرض هذه السيارات في احد الأماكن داخل حديقة الزوراء بشكل دائم ضمن متحف زجاجي وآمن"، موضحاً أن "حرص الأمانة الشديد على سلامتها جعلها تحتفظ بها طيلة الفترة الماضية بعيداً عن الأنظار رغم ما قيل حينها من انها تم تهريبها الى خارج العراق او انها سرقت".
ولفت عبد الزهرة الى أن "بعض هذه السيارات تعود الى ملوك العراق اثناء الحكم الوطني بعد عام 1921، في حين جاء بعضها على شكل هدايا من رؤساء وملوك دول انذاك الى نظرائهم العراقيين منذ ذلك التاريخ، وتتراوح اعمار تلك السيارات بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي".
وسبق ان ذكرت أمانة بغداد أن هناك سيارات شُحنت إلى الأردن لصيانتها وإصلاحها في أواسط الثمانينات، ومنها ثلاث سيارات تعود إلى الأسرة المالكة، بينها سيارة للملك فيصل الثاني، وأخرى للأمير عبد الاله، وكانت بحاجة إلى صيانة، وعندما زار العراق ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، ابن عم الملك فيصل الثاني ، وطرحت أمامه هذه المشكلة، أبدى على الفور استعداده لإصلاح السيارات الثلاث بعد شحنها إلى الأردن، لكن هذه السيارات لم تعد إلى العراق
وتوجد لدى أمانة بغداد سيارات يعود تاريخ صنعها إلى عام 1930 ـ 1932، وهي من ضمن مجموعة ممتلكات العائلة المالكة، حيث ارتأت أمانة بغداد، عند تأسيس متنزه الزوراء الكائن في الكرخ عام 1970، أن تنشئ جناحاً خاصاً بتلك السيارات، وأضيفت لها سيارات قديمة تم شراؤها. ووضعت في جناح ضخم افتتح مع افتتاح المتنزه في عام 1970، وظل هذا الجناح حتى مطلع الثمانينات عند اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، حيث قامت الأمانة برفع السيارات ونقلها إلى مكان أمين على شكل سرداب، وحفظت هذه السيارات منذ تلك الفترة إلى يومنا الحاضر.
وتضم السيارات نوعيات نادرة، من بينها مرسيدس موديل 1932، مصنوعة بشكل خاص، هي واحدة من ست سيارات صنعها مستشار ألمانيا النازية أدولف هتلر، وأهداها إلى بعض الشخصيات من بينهم ملك العراق آنذاك الملك غازي، وهي ما زالت برونقها، وأثاثها وطلائها وصالحة للاستعمال، ما دفع شركة مرسيدس المصنعة الى مفاتحة الحكومة العراقية وأمانة بغداد اكثر من مرة لكي تسترجعها، أو تشتريها بأغلى الأثمان، أو تستبدلها بعدة سيارات حديثة الصنع، وفق تصريحات لمسؤولين في الامانة الذين يؤكدون أن عدد السيارات الموجودة الآن هي 13 سيارة، بالإضافة إلى السيارات النادرة فضلاً عن عربتين تجرهما الخيول تشبهان عربات ملكة بريطانيا إليزابيث، وهما مصنعتان في لندن، وعليهما التاج الملكي الهاشمي العراقي المطلي بالذهب، ومازال محتفظاً برونقه ولمعانه، كما توجد ثلاث سيارات للعائلة الهاشمية المالكة انذاك قبيل سقوطها عام 1958 بتأسيس الجمهورية العراقية.
https://telegram.me/buratha

