قال نائب امين عام الجبهة العراقية للحوار د.مصطفى الهيتي أن أحوال الشعوب العربية تتشابه من حيث المعاناة و القمع , و ما جرى في تونس و مصر كان محركا لكل الشعوب . وتحدث الهيتي عن وجود اختلافات في الوضع العراقي حينما يتعلق الامر برأس النظام دون ان يعفي الحكومة العراقية من واجبها تجاه تحقيق الأزدهار و التقدم , لاسيما وانها تدعي الديمقراطية . و دعا الهيتي في حوار اجرته معه صحيفة العرب اليوم الاردنية ،الى إنشاء هيئة وطنية عليا لمكافحة الفساد و محاسبة المفسدين,تتشكل من ديوان الرقابة و الجهات القضائية الموثوقة و غيرهم . واشار الى ان التظاهرات الإحتجاجية الجارية حالياً في العراق , ليست وليدة اليوم أو الصدفة , بل جاءت بعد كبت و أنتظار أستمر لثمانية سنوات , فمع مرور الزمن يتولد التغير النوعي , و الجماهير تنتظر الديمقراطية لتقطف ثمارها . و فيما يتعلق بالمحاصصة الطائفية قال الهيتي لا أؤمن بالمحاصصة الطائفية أو حكومة الشراكة الوطنية . واكد الهيتي ضرورة بقاء المعارضة خارج الإطار السياسي , لتوجيه الحكومة نحو الخلل . ووصف الهيتي الحكومة الحالية بانها حكومةلا شراكة وطنية , مشيرا الى ان معظمالوزراء الحاليين جاءوا كترضية و لا يتمتعون بأي مهنية , مما يعيق التقدم والإزدهار المطلوب. وقال الهيتي ان العراق يفتقد الأن لمعظم كفاءاته بسبب الحرب , مطالبا بتطبيق النموذج الغربي حيث الوزير هناك مهني يعرف واجبه , و الدولة مدنية علمانية. واوضح أن هنالك مصاريف غير مبررة تتم على الشخصيات الهامة و المسؤولين و تفوق 14 مليون دولار شهريا , بينما العراق يفتقد لمدارس آمنه , فهنالك 240 ألف طالب يخشون سقوط المدارس فوق رؤوسهم , و هنالك نقص كبير بالخدمات الصحية . و أضاف الهيتي بأن الفساد ظهر جليا من خلال التنفيذ البطيء للمشاريعالحكومية, فمثلا البصرة و الموصل نسبة أنجاز المشاريع الحكومية فيهما لا تزيد 20% ، منوها الى ان الأرقام المدعمة من وزارة التخطيط تبين أن نسبة البطالة في العراق تفوق 60%, منها 50% بين فئة الشباب, حسب أحصائيات العام 2010. و أيد الهيتي التوجه الحكومي لموازنة 2011 بأن يتم تنفيذ 75% من المشاريع المقررة في ميزانية كل وزارة قبل نهاية العام. وافاد بان غياب حقوق الإنسان و العدالةفي السجون العراقية خلق اضطرابا , فمثلا بعض السجناء يرقدون في السجون , و تم تسليمملفاتهم من الجانب الأمريكي للعراقي , ولا يوجد فيها أي تهمة أو مبررات لتوقيفهم , و عندما تم أطلاق سراح بعض السجناء لم يتم تعويضهم عن الظلم و التعذيب الذي لحق بهم. و أرجع الهيتي أسباب قمع التظاهرات من قبل الحكومة العراقية الحالية الى عقدة الخوف التي تربى كثير من الجيل القديم عليها , فبدلا من الحوار و النقاش تلجأ الحكومة لسياسة الدفاع , فالحكومة تخاف من الآخر حتى لو كان هو من جلبها للسلطة .
و حول الوقت الذي تطلبه الحكومة العراقية للأصلاح أكد الهيتي بأننا لو أعطينا الحكومة الحالية ليس مئة يوم فقطكما طلبت بل مئة عام لن تحقق شيئا , بل سيعمل ذلك على زيادة سقف المطالب الذي ينادي به المتظاهرون الشباب . و أضاف الهيتي بأن هنالك الأن تناغما سنيا شيعيا , و الشعارات انتقلت من المرحلة الطائفية الى المرحلة الوطنية , مرحلة العراق , و هذا دليل على النضج و الإدراك . و في رده على تبرير الحكومة العراقيةقمعها التظاهرات بحجة البعث و التكفيريين و الصدامين , قال الهيتي بأن معظم المتظاهرين شباب بمقتبل العمر , و لم يعيشوا مرحلة البعث , و لم يعانوا من الكبت و الضغط الأيدلوجي , و هذا يفند إدعاء الحكومة . و حول الاتهامات بمشاركة التكفيريين قال الهيتي أن المسيرات سلمية و لم تشهد اي حادثة أرهاب و هذا يفند أدعاء الحكومة ايضا ً .
https://telegram.me/buratha

