ذكر نواب من قوائم عدة ومصادر مقربة من اجواء المحادثات السياسية امس الثلاثاء، ان الحوار المتلكئ بين رئيس الوزراء نوري المالكي وحليفه في الائتلاف الحكومي زعيم القائمة العراقية اياد علاوي، دخل مرحلة جديدة بعد فترة من "الجمود"، اذ قام الاخير بعلب "الورقتين الاميركية والكردية" الى جانب محاولته استثماره اجواء الاحتجاج في البلاد.
وذكر مصدر في التحالف الوطني ان فكرة تمديد الوجود العسكري الاميركي باتت "مطروحة على الطاولة" داخل الوساطة الاميركية الاخيرة بين المالكي وعلاوي ومحاولة اتمام صفقة "تقاسم السلطة"، كما ان هناك "بوادر" لخلافات داخل الكتلة الشيعية، في وقت انتقد نائب بارز عن كتلة المالكي حضور سفير واشنطن خلال اللقاء الاخير قائلا انه جاء بطلب من علاوي.
وتلكأ طيلة الاسابيع الماضية ملء الوزارات الامنية الشاغرة كما تأخر تشكيل مجلس السياسات الاستراتيجية الذي يفترض ان يتزعمه علاوي ليكون بمثابة "ضامن الشراكة" في صناعة القرارات كما يقول ائتلاف العراقية، لكن المالكي علق على ذلك بأنه "لم يعد محشورا" لتمرير اتفاق تقاسم السلطة الذي ضمن له ولاية ثانية بعد ان عقد بضمانة الاكراد في اربيل نهاية العام الماضي، ما اثار شكوك علاوي بشأن تنفيذ الاتفاقات.
وقال مصدر مطلع داخل التحالف الوطني (الذي يضم الكتل الشيعية) ان مجموعة من "العوامل الجديدة" باتت تحيط بلقاءات علاوي المتسارعة مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي حصل الاحد الماضي.
ويؤكد المصدر لـ "العالم" طالبا عدم ذكر اسمه "ان علاوي بعد ان لمس جفاءً من قبل شخص المالكي، اراد ان يضغط على رئيس الوزراء بورقتين، الاولى، من خلال الكلام مع بارازاني كونه الداعم لاتفاق الطاولة المستديرة الذي مهد الى تشكيل الحكومة، اضافة الى الحضور الاميركي للقاء الثنائي".
وقال ان زعيم القائمة العراقية "وضع في حساباته عدم استجابة المالكي لطلبات بارازاني على اعتبار ان الاخير لا يجازف كثيرا على حساب مطالبات تخص اقليم كردستان" بحسب قوله. ويقول "هذا ما حدا بعلاوي ان يطلب من الاميركان ان يكونوا حاضرين خلال لقائه بالمالكي لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اربيل".
وكانت القائمة العراقية قد ذكرت أن زعيمها علاوي التقى في يوم واحد بارزاني والمالكي لحسم الخلافات حول تشكيل مجلس السياسات ومرشحي الوزارات الأمنية.
وقال المصدر ان علاوي "هدد اكثر من مرة بمقاطعة العملية السياسية والخروج مع المتظاهرين، وكأنه بذلك يلوح بأن جماهير التظاهرات المنددة بسوء الخدمات مؤيدة له" بحسب رايه.
وعن اسباب حضور السفير الاميركي لقاء علاوي والمالكي ذكر المصدر "ان الاميركان ارادوا ان يطلبوا من المالكي مناقشة فكرة تمديد بقاء القوات الاميركية في البلاد، وهو امر قد يعيق استمرار تحالفه مع التيار الصدري المطالب بقوة بانسحاب القوات الاميركية من البلاد".
وألمح المصدر الى ان "الاميركان ناقشوا مع المالكي فكرة البحث عن حلفاء جدد ومن ضمنها اعطاء فرصة لعلاوي باعتباره يمكن ان يؤيد طلب تمديد القوات الاميركية مدة اطول" وهو بديل للتحالف مع الصدر لو قرر الاخير مقاطعة الحكومة.
لكن المصدر يقول انه "لم يتم التوصل الى اتفاق واضح بشأن مرشحي الوزارات الامنية".
ولا يخفي المصدر بأن "شعوراً بدأ يتنامى داخل التحالف الوطني بأن المالكي يتجه الى التفرد باتخاذ القرارات وانه لا يعير اهيمة لاراء باقي الاطراف داخل الكتلة، سيما وان القرارات الاخيرة للمالكي اتخذت بدون الرجوع الى مكونات التحالف".
وتابع "اطراف التحالف تحدثوا مع رئيس الوزراء حيال جملة من الامور منها الاستماع الى مطالب المتظاهرين، وإتمام الاتفاق مع القائمة العراقية، فضلاً عن بحث قرار ربط الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء بالاضافة الى الحصص داخل التحالف" معتقداً "ان المالكي اذا ما اتخذ موقفاً من هذه المطالب فان مكونات التحالف قد تعيد النظر في مسألة تحالفاتهم داخل الكتلة" بحسب قوله.
الى ذلك، استغرب عزة الشابندر، عضو ائتلاف دولة القانون، ان يتم اللقاء بين زعيمي قائمتي دولة القانون والعراقية بوجود الوسيط الاميركي (في اشارة الى السفير الاميركي ببغداد)، قائلاً لـ "العالم"، انه "كان من الممكن ان يتم اللقاء بطلب مباشر من علاوي الى المالكي ولا ضرورة الى وجود الوسيط الاميركي".
وتابع الشابندر ان علاوي "طلب ان يكون لقاؤه مع رئيس الوزراء في مبنى السفارة الاميركية الامر الذي رفضه المالكي واصر على ان يجري في مكتبه الخاص" بحسب قوله.
وقال ان اللقاء بحث المسائل العالقة، حيث اكد المالكي بانها من اختصاص لجنتين تفاوضيتين تقوم بدراسة الملفات تلك والنقاش لازال مستمراً حولها".
ويقول الشابندر ان رغبة اميركا بان يكون علاوي حليفاً للمالكي بدلا عن الصدريين "غبية جداً، ولا اعرف على اي شيء استندت الرغبة الاميركية سيما وان الدولة العراقية مؤسسة مترهلة وفوضوية ولا يوجد اطار علمي يحدد مؤسساتها الفرعية ليتم استحداث منصب ارضائي (في اشارة الى مجلس السياسيات)".ويقول ان ما يراه الاميركان صالحاً "ليس بالضرورة صالح لنا". من جانبها، تقول مسيون الدملوجي، عضو القائمة العراقية، ان لقاء علاوي والمالكي لم يبحث ملفات الخلاف بين القائمتين (العراقية ودولة القانون) بشأن مجلس السياسات او الوزارات الامنية الشاغرة، موضحة لـ "العالم" ان مجمل الحديث كان يدور "حول مفهوم المشاركة في العملية السياسية وعدم الالتفاف على الاتفاقات التي ابرمت بين القادة السياسيين".
وحول ما تردد من ان زعيم القائمة العراقية هدد بالنزول مع المتظاهرين في حال عدم الايفاء بالالتزامات قالت الدملوجي "هذا صحيح، خاصة واننا في العراقية نؤيد تلك التظاهرات على اعتبار ان ما يحصل في العملية السياسية لا يمكن السكوت عنه" بحسب قولها.
وعن دور الاميركان وتأثيرهم على المالكي سيما وانهم حضروا لقاء الاخير مع علاوي قالت "لا نعلم مدى تاثير دور الاميركان، لكن بالمقابل العراقية تمثل قوة في الشارع ولا يمكن ان تعامل بهذه الطريقة من الاستخفاف والمماطلة".
وتضيف ان القائمة العراقية "عندما تنازلت عن حقها الدستوري (كونها الكتلة الفائزة بالانتخابات) فانها فعلت ذلك من اجل العراق وكلمة الشرف التي التزم بها قادته" مشيرة الى ان "العراقية سوف تقدم اكثر من مرشح لشغل منصب وزارة الدفاع" المثيرة لجدل كبير.
https://telegram.me/buratha

