تجمعت حشود غاضبة امام دائرة الهجرة والمهجرين احتجاجا على التعليمات الوزارية الاخيرة التي تقضي بتقليص المنحة المالية المخصصة للمهاجرين والمهجرين من 1,250,000 دينار عراقي الى النصف من المبلغ بحسب تأكيد مسؤولين في دائرة الهجرة في البصرة لمراسل (جريدة البصرة الالكترونية)فيما استمر اضراب موظفي الدائرة والذي دخل يومه الثاني على التوالي ، مطالبين الجهات ذات العلاقة بتعديل التعليمات.
وافاد احد المواطنين الذين تجمهروا من جملة المحتجين امام دائرة الهجرة والمهاجرين"ربيع الموسوي " لمراسل (جريدة البصرة الالكترونية)بالقول: ان هذه التعليمات الوزارية الاخيرة لاتصب في مصلحتنا نحن كمهاجرين ، حيث حرمنا من كل شيء .. و قضينا سنوات عمرنا في المهجر والغربة .. وكنا ننتظر اليوم الذي نعود به الى الوطن لكي تقوم الحكومة الاتحادية بتعويضنا بشيء يسير من حقوقنا على غرار المنح والرواتب المجزية التي سلمتها الحكومة الى شرائح ذوي الشهداء والسجناء السياسيين والمتضررين من النظام الصدامي السابق ومن العمليات الارهابية التي ضربت البلاد بعد السقوط السقوط ،وتوفر لنا اسباب العيش الكريم " مضيفا ان " تقليص المنحة الى النصف هو اجحاف في حقنا ".
أما المواطن " محمد كاظم سالم" والذي كان يقف وسط الحشود ويرتجف من البرد، قال: في البدء كنا نتصور ان هذه الاجراء هو من اجتهاد المسؤولين في دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة، لكن بعد الاطلاع على نص التعليمات الوزارية تبين لنا العكس من ذلك ، وتأكدنا ان الامر صادر من وزارة الهجرة بتقليص "المنحة" ورمى باللوم على وزير الهجرة السابق والجديد الذي قال انه لايأبه بشريحة المهجرين ولم يتعرض ولايعاني بمثل مانعاني منه اليوم من غبن وحرمانية سواء أكان في الغربة مثل ماعانيناه هناك في دول الجوار .. أ, اليوم في بلدنا الذي كنا نتطلع فيه لتعويضنا ولو بشيء يقلل المرارة التي ذقناها في الغربة من خوف وتهجير وظلم واجحاف وعنصرية والالام .. واذا بنا اليوم لم نحصل على قطعة ارض بسبب الروتين المممغنط والمزاجي بسبب تحديث وطلب معلومات جديدة منا ومستمسكات جديدة تثبت وجودنا خارج العراق.. والى اليوم لم احصل على اي شيء من هذه الدائرة التي خسرت على المعاملات والاجور اليومية والطلبات التي تريدها مني لأثبات وجودي في الخارج على أي شيء ، من قطعة الارض التي هي حق لكل عراقي في البلاد .. ولا على أي مبلغ شهري أو منحة أو مساعدات مادية وانسانية .. او حتى كتب التأييد التي تمشي امورنا مع الدوائر الاخرى التي لاتعترف بهذه الكتب الصادرة منها.. وحتى هذه الساعة .. فأنا اعطي وأصرف من جيبي على اجور النقل والمعاملات والتحديثات والصور تأييدات المجلس البلدي واستنساخ اوراقي الثبوتية.
وفي الصعيد ذاته صرح مدير دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة"أثير كامل" لجريدة البصرة الالكترونية، أنه ومع بقية موظفي الدائرة اقسموا على الاضراب المفتوح عن العمل حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم واعادة النظر في التعليمات الأخيرة" .
وتابع" قبل ورود التعليمات الاخيرة من الوزارة كان هناك استياء من قبل المراجعين بسبب تأخر انجاز معاملاتهم ، والان يتهموننا بالفساد بسبب تقليص المنحة" مشيرا الى انه يجب علينا حاليا وحسب التعليمات الوزارية الاخيرة ان" نسلم فئة الارامل والعزاب نصف المنحة المالية بعد ان استلم قسم كبير منهم المنحة بالكامل قبل وصول التعليمات الينا".
وأشار إلى أن "التعليمات المتضاربة دفعت بالمصارف الحكومية لإعادة اللوائح التي تتضمن أسماء المشمولين بالمنحة إلى وزارة المهجرين والمهاجرين ومنها إلى وزارة المالية لغرض تعديلها وفقاً للتعليمات الجديدة"، معتبرا أن "هذا الإجراء يتطلب تنفيذه مدة طويلة، ما دفعنا إلى الإضراب تضماناً مع الأسر العراقية المهجرة التي ضاعت حقوقها".
من جانبه قال مسؤول وحدة الرصد الميداني في دائرة الهجرة والمهاجرين "سعد عبد الخالق نصار" في حديث لجريدة البصرة الالكترونية " أنا وبقية زملائي دخلنا يومنا الثاني من الأضراب، وننتظر حل جدي في التعليمات الاخيرة" مؤكدا بتوقف الدائرة عن انجاز اي عمل حتى تستجيب الجهات ذات العلاقة الى مطالبنا وتعديل التعليمات الاخيرة".
يذكر أن العراق شهد هجرة مليونية بسبب احداث الانتفاضة الشعبانية الجماهيرية الغفيرة التي خرجت على النظام الصدامي الدكتاتوري المقبور عام 1991م وكانوا يقيمون الكثير منهم في مخيمات في إيران ، وهرب البعض منهم صوب السعودية التي اسكنتهم بدورها في وسط الصحراء القاحلة والجرداء بمخيم رفحاء ، فيما ولى الاخرين هاربين صوب دول اخرى كسوريا والاردن واميركا واروبا ودول اخرى ،وعاد الآلاف منهم بعد سقوط النظام السابق عام 2003 إلى محافظة البصرة ، بعد الضغوطات الانسانية والعنصرية والمادية والتهديدات التي كانوا يعانون منها ، وقد قام غالبيتهم بالتسجيل في دائرة المهجرين والمهاجرين ، املا في حصولهم على تعويضات او مساعدات حكومية لاملاكهم واموالهم المصادرة من قبل النظام البائد او التي تركوها وهربوا في حينها ، حفظا على ارواحهم وعوائلهم من الاعتقال والتعذيب والاعدام التي كان يمارسها نظام صدام مع معارضيه انذاك.
https://telegram.me/buratha

