صعوبة المناهج الدراسية وتدني مستوى اداء المعلمين والمدرسين خلال العامين الاخيرين سبب جديد يضاف الى جملة الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تراكمت خلال الاعوام الماضية لتسهم باتساع ظاهرة التسرب من المدارس والتخلف عن التعليم، والتي لم تقتصر على فئة او مرحلة معينة او محافظة دون اخرى بل اتسعت لتشمل معظم المدارس وجميع المحافظات.
طالبات في المرحلة الثانوية أوضحن بأنهن تركن مقاعد الدراسة نتيجة صعوبة المناهج وعدم الوضوح في أغلبها، وعدم مراعاة التسلسل العلمي للمواد لاسيما العلمية والرياضيات، فضلا عن انخفاض مستوى المدرسات وعدم امتلاكهن القدرة والكفاءة لشرح المادة بشكل صحيح، واستخدامهن لاسلوب الاهانة والتقريع في حال تمت مطالبتهن باعادة شرح المادة، ولجوء اكثر الطالبات الى التدريس الخصوصي الذي عددنه يمثل ضغطا اقتصاديا جديدا يضاف لكاهل الاسر محدودة الدخل، مضيفات انهن اخترن التزام المنازل على الاستمرار في الدراسة في ظل هذه الظروف.
الباحث الاجتماعي نصيف قاسم بين ان انخفاض نسبة الاقبال على الدراسة خلال السنوات الماضية يعود لأسباب تتعلق بالظرف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي مر به البلد، الا ان العام الدراسي الحالي الذي اوشك على منتصفه وبرغم تحسن الوضعين الامني والاقتصادي، شهد ارتفاعا بنسبة التسرب مقارنة بتلك السنوات نتيجة ظهور عوامل جديدة في مقدمتها تغيير المناهج الدراسية بما لايتناسب وامكانيات أغلب الطلبة، لاسيما المرحلة الابتدائية اذ أحدث هذا التغيير ارباكا لدى التلميذ وذويه، الذين سيكونون مضطرين الى اللجوء الى التدريس الخصوصي او المدارس الاهلية لكفاءة المعلمين فيها قياسا بالمدارس الحكومية.
وأضاف قاسم ان اغلب الاناث في المراحل الثانوية لا يملكن خياراً يسمح لهن بالرسوب او اعادة السنة او الاعتماد على مدرس خاص، لذا يجبرن على ترك مقاعد الدراسة مبكرا، لعدم قدرتهن على فهم ومواكبة تلك المناهج، فيما يظل الذكور تحت طائلة الوضع الاقتصادي والمعاشي وتحملهم مسؤولية اسرهم، الى جانب صعوبة المناهج وما تخلفه لديهم من ضغط نفسي نتيجة عدم استيعابهم لها في ظل غياب المدرسين الاكفاء.
لكن الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية وليد حسين كشف أن نسبة التسرب من المدارس من بداية العام الدراسي الحالي ولغاية منتصفه في بغداد والمحافظات وبحسب الاحصائية المعدة من قبل المديرية العامة للتعليم العام كانت خمس بالمئة لجميع المراحل من اجمالي عدد الطلبة والتلاميذ البالغ سبعة ملايين و(77) ألف طالب وطالبة، حصة المرحلة الابتدائية منها ثلاث بالمئة، والثانوية سبع بالمئة.
وبين حسين أن المناهج المؤلفة حديثا تمت فيها مراعاة الترتيب والارتباط وتسلسل المواد وعدم تكرارها، اذ قام بتأليفها اساتذة مختصون في الجامعات العراقية ومشرفون اختصاصيون، كما شكلت لجان علمية مختصة لمتابعة عملية استقبال الملاحظات المتعلقة بالمناهج والتغييرات التي طرأت عليها خلال العام الحالي، ووفقا لتلك الملاحظات تم الغاء بعض المواضيع والمواد لمراحل مختلفة.
وأوضح الناطق الاعلامي أنه بعد مرحلة تأليف المناهج يتم اخضاعها للتقويم والتنقيح من قبل اللجان المختصة بغية مطابقتها وتعديلها بشكل علمي وتربوي صحيح ما يتيح للطلبة فرصة الفهم والتعلم بوضوح تام دون اي تعقيد في أية مادة من مواد المنهج الدراسي.
واضاف حسين ان الوزارة بالتنسيق مع المديريات العامة في بغداد والمحافظات نفذت العديد من جلسات التوعية في المناطق ذات التسرب العالي لمنع اتساع هذه الظاهرة ووضع السبل الكفيلة لتشجيع الطلبة والتلاميذ للعودة الى مقاعد الدراسة.
وبين أن المسح الإحصائي الذي أجراه قسم التعليم العام في المديرية العامة لتربية الرصافة الثانية اظهر تخلف أربعة الاف و(593) تلميذا وتلميذة عن الدراسة بواقع ألفين و(742) من الذكور وألف و(851) من الاناث.
وأشار الناطق الاعلامي الى ان المسح أظهر ايضا عودة ألف و(307) تلاميذ وتلميذات التحقوا بالدراسة العام الدراسي الحالي بعد أن تخلفوا العام الماضي، موضحا ان الذكور يمثلون (751) من بين هذا العدد والبقية من الاناث.
https://telegram.me/buratha

