طالب حزب الوفد المصري المعارض، الجمعة، بحكم انتقالي في البلاد يمهد إلى انتخابات مبكرة، إضافة إلى تشكيل جمعية وطنية جديدة تمهد لكتابة دستور جديد للبلاد.
وقال رئيس الحزب السيد بدوي في مؤتمر صحافي نقلته بعض الفضائيات العربية قرابة الساعة العاشرة من مساء الجمعة "نطالب بتشكيل نظام حكم انتقالي يمهد لانتخابات مبكرة"، مضيفا "نطالب أيضا بتعديل الدستور وتحديد مدة رئاسة الجمهورية بست سنوات غير قابلة للتجديد".
كما طالب بدوي بـ"تشكيل جمعية وطنية جديدة تأخذ على عاتقها كتابة دستور جديد للبلاد".
وأكد بدوي رفض حزبه لما سماه "أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد"، مبينا أن "المصريين قادرون عن حل مشاكلهم".
وحذر رئيس حزب الوفد المصري السلطات المصرية الحاكمة من "استخدام قواتها في قمع إرادة الشعب"، بحسب وصفه.
وكان التلفزيون المصري الرسمي قد عرض، مساء الجمعة، خبرا عاجلا اعلن فيه ان الرئيس المصري حسني مبارك امر بفرض حظر التجوال في جميع انحاء البلاد، عقب تطور اعمال العنف التي تشهدها منذ نحو أسبوع.
وعقب إعلان الحكومة المصرية عن فرض حظر التجوال نزلت وحدات الجيش المصري لأول مرة بمدرعاتها إلى الشوارع.
احداث يوم الغضبوشهدت العديد من المحافظات المصرية، اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة كان خطط لها واطلق عليها "يوم الغضب" وشاركت فيها مئات الآلاف من المواطنين، وسط هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وفيما فرضت السلطات المصرية حظراً للتجوال في القاهرة والاسكندرية والسويس وقطعت كل وسائل الاتصال داخل مصر ومع العالم الخارجي، فيما أفادت بعض وكالات الانباء عن سقوط خمسة قتلى وجرح ما لا يقل عن 800 شخص في صفوف المتظاهرين.
وأوردت وكالات الانباء نقلا عن شهود عيان أن المتظاهرين في القاهرة مساء الجمعة تجمعوا امام مبنى التلفزيون المصري الرسمي ودعوا رجال الجيش المتمركزين هناك الى دعم مطالبهم، وهم يهتفون "الجيش والشعب يد واحدة"، فيما لم تحرك قوات الجيش ساكنا إذا محاولات المتظاهرين اقتحام مبنى الاذاعة والتلفزيون المصري الذي يقع بالقرب من مبنى وزارة الخارجية.
وكان المتظاهرون قد تمكنوا، مساء الجمعة، من إشعال النيران في المقر المركزي للحزب الوطني الحاكم الواقع على كورنيش النيل في قلب القاهرة بحسب التلفزيون المصري الذي عرض صورا لالسنة اللهب تتصاعد منه، كما شهد المحال والمؤسسات التجارية الواقعة في ميدان التحرير وسط القاهرة بالقرب من المتحف الوطني عمليات نهب وإضرام نار، خشي ان تصل إلى المتحف الوطني الذي ترك بحسب شهود عيان من دون حماية أمنية.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي، والقنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه، ضد المتظاهرين بينما استخدم هؤلاء الحجارة في قذف رجال الشرطة، وتمكنت قوات الأمن التي أقفلت جميع الجسور من منع المظاهرة التي اشترك فيها أيضا رئيس الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب، من الوصول إلى ميدان التحرير، وفيما بعد احتجزت قوات الأمن كلا من محمد البرادعي وحرب.
وفي الإسكندرية، انتشرت قوات الأمن بكثافة في كافة الشوارع الرئيسية التي حوصرت تماما من قبل الأمن المركزي ورجال الشرطة، والأماكن التي يتوقع أن يتظاهر المحتجون أمامها.
وفي السويس، اقتحم المتظاهرون قسم شرطة الأربعين، وأضرموا النار فيه بعد إخراج الموقوفين منه، في حين لجأ بعض السكان الى مساعدة القيادات الأمنية على الاختباء خشية على حياتهم من غضب المتظاهرين الذين يجوبون شوارع السويس شرقي مصر ويرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام والحكومة، كما حاصر المتظاهرون مقر محافظة السويس في ظل غياب ملحوظ لقوات الأمن، ووسط مشاركة ملحوظة للنساء والفتيات في التظاهر للمرة الأولى.
وكان المتظاهرون في السويس شيعوا يوم امس، اربعة قتلى سقطوا برصاص الشرطة وسط تواجد أمني مكثف، ومنع الأمن التشييع الجماعي للجنازات، منعا لتحولها إلى مظاهرات، وقال شهود عيان إن اشتباكات بالأيدي وقعت عصر اليوم بين مئات المتظاهرين وقوات الشرطة عند مشرحة السويس، بسبب رفض قوات الشرطة تسليم جثمان متظاهر قتل بالرصاص، إلا بعد توقيع الكشف الطبي عليه من جانب الطب الشرعي.
وزحفت حمى المظاهرات الى محافظات مصرية اخرى ففي الإسماعيلية اقتربت جموع غفيرة من المتظاهرين من مبنى المحافظة واستاد الاسماعيلية، فاستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاط لتفريق المحتجين الذين اسقطوا بعض صور الرئيس مبارك في شارع محمد علي، الذي يربط الاسماعيلية بالقاهرة ومحافظات اخرى ، في حين افادت أنباء عن وقوع مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
وشهدت مدينتي أسوان والأقصر جنوب مصر مظاهرات كبيرة شارك فيها آلاف المتظاهرين، في حين خرج نحو ألفي متظاهر في مظاهرة سلمية بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.
الى ذلك افادت مصادر مصرية بان قوات الامن منعت المعارض المصري محمد البرادعي من مغادرة المنطقة التي أدى صلاة الجمعة فيها، بمسجد الاستقامة في الجيزة، بعد تطويقها.
وكانت السلطات قد عطلت كل وسائل الاتصال الألكترونية مثل الانترنت، وخدمات الرسائل النصية على الهواتف المحمولة، وهما الوسيلتان المفضلتان للناشطين الذين يتزعمون المظاهرات للتواصل فيما بينهم.
من جهة أخرى اعتقلت قوات الأمن خمسة صحافيين فرنسيين في القاهرة، وفقا لتصريح منسوب للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كما اعتقلت عددا من قياديي جماعة الإخوان المسلمين قبل المظاهرات بساعات عدة، بالإضافة إلى تعرض مراسل هيئة الإذاعة البريطانية أسد الله الصاوي للضرب على ايدي الشرطة السرية.
يذكر أن التظاهرات التي انطلقت الثلاثاء في مصر لا سابق لها، وقد استلهم عشرات الآلاف ممن شاركوا فيها، أحداث الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وطالبوا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتعرض منذ سنوات للانتقادات بسبب إبقائه على قانون الطوارىء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو القانون الذي أعلنه عام 1981 بعدما اغتال إسلاميون الرئيس السابق أنور السادات.
ردود فعل دوليةوكرد فعل دولي على احداث "يوم الغضب" التي شهدتها مصر، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون مصر لبذل "كل ما بوسعها للجم" قوات الامن، واكدت ان "الشعب المصري يعاني من الكثير من المظالم"، مطالبة بـ"إعادة خدمات الاتصال" التي كانت قطعتها منذ صباح الجمعة.
كما حذرت واشنطن رعاياها من السفر الى مصر "لغير الضرورة"
من جانبها، اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري مساء الجمعة ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر، معربة عن "قلقها العميق" حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد.
كما اعلنت دولة الكويت توقيف جميع رحلاتها الجوية المتجهة إلى مصر على خلفية الأحداث التي شهدتها.
https://telegram.me/buratha

