افردت صحيفة الغارديان مساحة واسعة لكتاب يكشف عن فشل الولايات المتحدة في حماية مصانع أسلحة بالعراق، مما أتاح لتنظيم القاعدة الارهابي السيطرة على ترسانة من الأسلحة الفتاكة.
ويشرح دومينيك ستريتفيلد فى كتابه تاريخ العالم منذ 11/9 كيف سمحت للقاعدة الارهابي بالوصول إلى أسلحة خطيرة جدا، على الرغم من تحذيرات الخبراء، ثم حاولت التغطية على الحادث.
فأحد أكبر مصانع الأسلحة فى الشرق الأوسط الذى يقع بالقرب من منطقة اليوسيفية ويضم ما يزيد عن 14 ألف عامل بات متاحا أمام العامة، بعد أن هجرته الحراسة الأمنية العراقية فى نيسان 2003 أى فى أعقاب الغزو الأمريكى.
وتروى الغارديان تاريخ تأسيس المصنع السري الذى يرجع إلى عام 1977، عندما أمر رئيس الجمهورية انذاك أحمد حسن البكر ببناء مصنع ضخم للذخيرة والمتفجرات خارج البلدة، وقد قام ببنائه اليوغوسلاف.
وقد عرف اثنان من الصحفيين الأمريكيين بأمر المصنع الذى يضم كمية ضخمة من مواد HMX, PETN, RDX فى 18 نيسان، بعد أسبوعين من اكتشاف المجاميع المسلحة له ونهب قليل من الأسلحة.
وفى صيف ذلك العام خرج تقرير استخباري سرى يؤكد أن الهجمات التى لحقت قوات التحالف كانت باستخدام الذخائر التي نهبت من مواقع الأسلحة التي فشلت قوات التحالف في حمايتها.
وبعد أن وردت تقارير لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد نهب هذه الأسلحة، حاول مدير الوكالة محمد البرادعى، آنذاك، التوصل إلى حل وسط والاتصال بمجلس الأمن حيث منح قوات التحالف فرصة للعثور على بعض من هذه الأسلحة قبل إعلان النبأ.
تسرب الأمر إلى الصحافة يوم الخميس 21 تشرين الاول 2004، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بـ13 يوماً، وقد حاول مستشار بوش إقناع الصحفي الأمريكي ديفيد سانجر، الذى يعمل لدى صحيفة نيويورك تايمز، بتكذيب التقارير ومحاولة اتهام جون كيري منافس الرئيس بتلفيق القصة كنوع من البروباغندا قبيل الانتخابات.
وبعد 4 أيام من فوز بوش بولاية ثانية، ظهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ليعلن، من خلال فيديو، سيطرة القاعدة على أسلحة عراقية فتاكة ويؤكد ما أوردته التقارير الصحفية. كما قامت القاعدة بإنشاء معسكر تدريب لعناصرها داخل موقع المصنع وأجبرت أهالى البلدة على التعاون معها بترهيبهم
https://telegram.me/buratha

