استقبل سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي صباح السبت 1/1/ 2011 في مضيف الإمام السيد محسن الحكيم (قده) في مكتبه الخاص ببغداد ، جمعا من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة نينوى ضمّت ممثلين من مختلف الطوائف والألوان الكريمة في الموصل من العرب والكرد والتركمان والمسلمين والمسيحيين والايزيديين .
وعبّر سماحته عن سروره للقاء السادة الضيوف ...قائلاً " في هذه الأجواء نلتقي بهذه الثله الطيبة والشخصيات الكريمة من ابناء محافظة نينوى ، الموصل الحدباء هذه المحافظة التي لها اثر كبير في نفوسنا وفي قلوبنا ومشاعرنا ، انتم الأهل والأحبة ، نجتمع اليوم في مضيف الامام السيد محسن الحكيم وهو مضيف العراقيين جميعاً " .
وجاء في كلمة سماحته أيضا ..
المرجعية الدينية وقضايا المجتمع العراقي ...
مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم في الخمسينات والستينات من القرن الماضي اهتمت بحقوق وقضايا جميع العراقيين وكانت لها صلات وثيقة مع العشائر الكريمة التي تمثلونها اليوم في الموصل ونينوى ، تواصل وتزاور ووفود متبادلة ، وهكذا هو موقف المرجعية في كل زمان واليوم الأمام السيد السيستاني يمارس هذا الدور وهذه العلاقات الطيبة والكريمة .
الموصل ..تعايش بنّاء...
محافظة نينوى لها اهمية من حيثيات واتجاهات مختلفة ، فهي جزء وركن اساسي في هذا البلد الكريم ، لا نستطيع ان نتحدث عن ثقل عراقي حقيقي وتنوع دون ان نجد الموصل في صدارة القائمة ، وكانت الموصل مشهداً نموذجيا لحالة التعايش البنّّاء بين الطوائف والقوميات والأديان ، تعدد الطوائف والقوميات والأديان التي نحترمها جميعاً ولنا الحق في ان نعتز بعروبتنا وللاخر الحق بالاعتزاز بقوميته ولنا اعتزاز بإسلامنا ولشركائنا الحق ان يعتزوا باديانهم المسيحية والصابية والايزيدية وكل الأديان الاخرى .
التنوع والعشائر ركيزة في قوة العراق ...
عشنا على مر تاريخ طويل ونعيش وسوف نعيش ان شاء الله في قادم الايام في هذا التنوع والتعدد الذي يعطينا القوة والخصوصية ، والعراق كباقة الورد التي تنوعت الوانها وروائحها ، نحن جميعا نعيش تحت خيمة العراق ويرفرف علم العراق على رؤوسنا ، نهتم ونعتز بكل خصوصياتنا ويبقى العراق هو الاطار الذي يجمعنا ، هذه المعادلة التي نستطيع من خلالها ان نوظف هذه التعدديات في مزيد من القوة والتلاحم ويصبح العراق كما كان عبر تاريخه الطويل بلد الحضارة والتاثير في محيطه العربي والاقليمي والدولي والعراق يستعيد ادواره شيئاً فشيئاً باذن الله تعالى ليس فقط بجهد حكومي او تعاون بين احزاب سياسية أو من خلال مؤسسات حكومية او برلمانية وهذه كلها مسارات طيبة ، لكن يستعيد دوره وحضوره وفاعليته من خلال شعبه ومن خلال العشائر الكريمة ومن خلال هذا التنوع الكبير ، النسيج الاجتماعي في العراق نسيج عشائري العشيرة والقبيلة دائماً كانت ركيزة مهمة في وحدة العراق وفي انطلاقه و في التلاحم بين العراقيين ، الزهد بالعشيرة والاستخفاف بدورها يضيع على العراقيين فرصة وإمكانات كبيرة في توحيدهم ، وكل المسؤولين اليوم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وغيرهم يفتخرون انهم من هذه العشيرة او تلك العشيرة ولابد ان نقوي هذه العشيرة ولكن في اطار وحدة البلد وفي اطار تنظيم الامور .
عبّر الكثير من الدبلوماسيين والمراقبين الغربيين عن استغرابهم لسقوط النظام وبقاء البلد لفترة طويلة دون حكومة ولم تحصل مشكلة كبيرة بين الناس ، وللعشيرة الدور الكبير في هذا الاستقرار ومسك الارض وتنظيم الامور . فللعشيرة ضوابط وقوانين واعراف واغلب هذه القوانين والاعراف تنسجم مع القيم العربية والعراقية ورغم كل التغيرت التي حصلت على مدى تاريخ العراق ولكن بالنهاية بقيت العشائر وشيوخها الاصلاء .
العمق الحضاري للعراق ...
خلال السنوات الماضية ارادوا ان يغرقوا العراق بالاشكاليات الطائفية وإيجاد فجوة وفتنة وتصادم بين القوميات والطوائف ولم تنجح كل هذه المحاولات وبقي العراق متماسكاً ، وفي السنوات الماضية كانت ايضاً هناك مراهنات لخلق صرع طائفي وقومي وانا اجزم ان كل هذه الامور لم تترك اثر في نفوس الناس لان عمقنا الحضاري والذي يمتد لآلاف السنين وجذوره ممتدة في بطون الارض مما يعطي للعراقي القوة والجرأة في الدفاع عن حقه ووطنه .
تعرضت الكثير من الدول لعمليات ارهابية أثرت كثيراً على وضعها الداخلي والخارجي واستنفرت كل طاقاتها وامكاناتها ولكن في العراق وصل عدد السيارات المفخخة في اليوم الواحد في بغداد وحدها الى 30 سيارة مفخخة ولم تعطل الحياة فيها فالمصانع والجامعات والمدارس لم تتأثر بالرغم من كل هذه العمليات الإرهابية وهذه القضية اثارت دهشة العالم كله الذي توقع تعطل الحياة في العراق . ان العراق بما يتميز به من عمق حضاري وفكري وثقافي وبنية أساسية يحتم علينا جميعا المحافظة على نقاط القوة لدينا وعلى شموخنا وعزتنا وكرامتنا خصوصا أن الشعب العراقي مهيأ تماما لان يكون في موقع القيادة ويتقدم ويسير ، ومن هنا سيبقى للعشائر كما كانت الدور الكبير والفاعل في هذا السياق ، هذا التنوع الطيب لمكونات الشعب العراقي يمثل قوة اضافية للعراق وشعبه ، وسابقى شخصياً كما كان اسلافنا الصالحين الاباء والاجداد والاعمام في خدمتكم وأن وسامي الكبير أن أبقى في خدمة شعبي العراقي العزيز . وحدة العراق هي الاساس وكل هذه التعدديات الطيبة للطيف العراقي هي ركائز لخيمة العراق الكبيرة ، العراق بثقله وتاريخه يحتاج لكل هذه المكونات ، بعد جريمة كنيسة النجاة حضرت في تشييع الشهداء وقلت وقتها اننا لا ننظر الى اخواننا المسيحيين بعددهم او كم شخص خرج من العراق وكم بقي منهم في العراق ، وانما ننظر لهم بانهم اضافة نوعية ومكون مهم ولون جديد في باقة الورد العراقية ، واذا ارادوا الخروج فعلينا ان لا نسمح لهم لان العراق بحاجة لهم فهو وطن الجميع . ونفس الامر ينطبق على اخواننا الكرد هم اعزاء وشركاء لنا ، وكذلك التركمان والايزيديين ، ويجب ان نجعل للجميع مصلحة في ان يبقى ضمن دائرة العراق ، ويجب أن نوفر للجميع الامن وكل ما يحتاجه من سبل العيش الكريم وهو قادر على توفيرها .
العراق بلد الجميع والمعيار الكفاءة والنزاهة ...
العراق يمتلك ثروات هائلة تمكنه من التقدم والانطلاق بشرط صلاح النوايا ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب واعتماد الشخص النزيه والكفوء .
قبل حوالي 60 عام أرسلت الحكومة العراقية وفدا الى الامام السيد محسن الحكيم تطالبه بترشيح شخصيتين شيعيتين لتبوء مناصب وزارية في الحكومة ، فأجابهم السيد الحكيم بانه ليس المهم ان يكون الوزير شيعيا او سنيا وانما المهم أن يكون عادلاً وقادرا على النهوض بالمسؤولية ، وقال لهم لاتتحدثوا لي وانا المرجع بهذا المنطق ، فالمهم هو الكفاءة والنزاهة ، هذا هو منهج السيد الحكيم قبل 60 سنة ، واليوم نحن ندفع ضريبة لأننا لا نعمل بهذا المنهج وحصلت المحاصصات وغيرها .
أحد الأخوة يقول بان المجلس الأعلى مغبون ولم يحصل على شيء ، وأنا أقول أن المجلس الاعلى يعتقد أنه إذا كانت هناك حكومة ناجحة فهذا هو نجاح للمجلس الأعلى ونجاح لكل العراقيين سواء كان حاضرا فيها أم لا ، وأقولها لكم أن لنا الشرف في أننا الجهة الوحيدة التي قدمت لها عروض ورفضنا أن نكون مع طرف ضد طرف آخر ، نحن مع الشراكة ومع العراق ، ونرى حقنا من حق المجموع ولا نبحث عن مواقع وانما نبحث عن نجاح المشروع ونهوض العراق ، نحن نرى ان الثقة هي المدخل الصحيح للاستقرار الأمني والسياسي والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي والعمراني .
ما ينقصنا في العراق الجديد مع وجود الميزانيات الضخمة والثروات والإمكانات الكبيرة هو وجود الأشخاص والمتصدين النزيهين والكفوءين والخطط الصحيحة والتخطيط السليم في الوزارات والمؤسسات المختلفة .
https://telegram.me/buratha

