قال النائب حسن العلوي، الخميس، إن الأحزاب عندما تمر بنكسات كبرى من الضروري ان تراجع وتجدد نفسها وتعيد النظر بمواقفها وأدائها، واصفا المجموعة التي اعلنت انشقاقها عن حزب البعث بأنها لن تستطيع ان تقدم شيئا للبلد، داعيا الى المراجعة والتصحيح وليس الانشقاق.
وأوضح العلوي ل (اصوات العراق) تعليقا على اندماج خمسة تكتلات من حزب البعث السابق تحت اسم تيار الانبعاث والتجديد واعلانه دعم العملية السياسية في العراق، إن “الخطوة هذه صدرت عن تلك المجموعة بنية طيبة لانها تعتقد ان الاحزاب عندما تمر بنكسات كبرى لابد ان تراجع وتجدد نفسها وتعيد النظر بمواقفها وادائها السابق وهي عملية مشابهة للشركات التي تخسر”، لافتا الى ان حزب البعث “لم يراجع نفسه وبقي على آليات عمله السابقة وتصوراته ونظرته للحياة”.
وكانت خمسة تكتلات من حزب البعث السابق اعلنت اندماجها تحت اسم تيار “الانبعاث والتجديد” وقررت دعم العملية السياسية في العراق ونبذ كل مظاهر العنف التي تستهدف العراقيين مهما كانت صفتهم.
واستبعد العلوي، وهو قيادي سابق في حزب البعث المحظور في العراق حاليا، ان تتمكن المجموعة التي اعلنت عن نفسها بتقديم شيء للبلد، مبينا أن “هذه المجموعة نيتها طيبة لكنها قد لا تستطيع فعل شيء للبلد، وأنا منذ يفاعتي السياسية لا احب الانشقاقات الحاصلة في الاحزاب والكتل، ولهذا لم ادخل في اي طرف سياسي آخر طيلة بقائي في حزب البعث وبعد خروجي منه لم انضم لطرف جديد بعد انشقاقه من البعث، لاعتقادي ان الحزب الأم حتى لو خرج عليه 90% من اعضائه وكوادره فهو الحزب الذي يمثل الأصل”.
وأضاف ان “هذا ما حدث للحزب الشيوعي في العراق عندما تعرض الى عشرات الانتكاسات والانشقاقات لكن المجموعة التي بقيت هي التي مثلته، وكذلك حزب الدعوة الموجود الان في العراق، فالكثير من اعضائه انشقوا وتفرع الحزب لكن المجموعة الاولى هي بقيت من تمثل الحزب، لذا اعتقد ان المجموعة التي اعلنت مؤخرا عن نفسها لا تمثل حزب البعث”.
وتابع العلوي “لا اتوقع من هذه التكتلات تقديم شيء للبلد، لأن القيميين على العملية السياسية يتمنون ان يكون حجم الكتلة المعلنة اكبر وان تصدر قراراتها من القياديين التاريخيين للحزب”. معربا عن اعتقاده بأن “الحزب الان يتمحور حول مجموعة عزت الدوري وهي التي تشكل الاساس، بدليل ان الذين انتقدوا الدوري وهم الان خارج الحزب سرعان ما اعتذروا اليه، لذا يبدو ان كتلة الدوري هي القاعدة الاساس لحزب البعث مع عدم الاستهانة بالكتل الاخرى”.
وزاد العلوي “هنالك فرق بين التنظيم والمجتمع، فالحزب مجتمع وليس تنظيما الان، فالذين داخل التنظيم اليوم يشكلون اقلية، في حين ان الذين يترقبون حزب البعث هم اكثرية، وهؤلاء هم الذين يشكلون الحجم الرئيسي للحزب، وهم ممتدون من اليمن الى الجزائر، لذا انا لا اراهن على الكتلة الجديدة كثيرا رغم ان نياتها طيبة وتريد ان تنسجم مع التحولات في العراق”.
ويرى ان “القيمين على الوضع العراقي حاليا لم يتخلصوا من عقدة حزب البعث وتوجد فوبيا تلاحق بعض القائمين على الوضع ولهذا نسمع بين الحين والاخر تصريحات عن اتهام البعثيين بجرائم وهذا بالحقيقة فوبيا وليس فعل سياسي وهو شي من الغيبيات”، معربا عن اعتقاده بأن “القيمين على السياسة العراقية خاضعون لفوبيا البعث وهؤلاء سوف لن يثقوا بعبدالخالق شاهر الذي يتزعم المجموعة المعلنة”.
واستدرك “انا لاحظت في بغداد ان تاثير هذا الرجل (عبد الخالق شاهر) في الاروقة السياسية ضعيف جدا بينما دوره في الخارج قوي، والرجل يرى أنه يجب ان لا يبقى البعث خارج الحياة بعد أن كان الكتلة الكبرى في الدولة وحكم 35 سنة”.
وخلص العلوي “انا من دعاة المراجعة ولست من دعاة الانشقاق لان الانشقاق لا يؤدي الى نتيجة قط ولن يربح ابدا حزب منشق”.
وكانت خمسة تنظيمات تابعة لحزب البعث المنحل، في دمشق، قد أعلنت التوحد في تيار حمل اسم “تيار الانبعاث والتجديد” يرأس سكرتاريته العامة الدكتور خالد السامرائي فيما يشغل عبد الخالق الشاهر موقع رئيس مكتب العلاقات والاعلام.
https://telegram.me/buratha

