الديوانية / بشار ألشموسي
أقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الإمام الحكيم وسط مدينة الديوانية بإمامة حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي إمام جمعة الديوانية .ابتدأ خطبته الأولى بآي من الذكر الحكيم .. بعدها عزى سماحته الامة الاسلامية ومراجع الدين العظام وجميع المؤمنين بحلول ايام شهر محرم الحرام بحلول هذه الايام التي تعودنا وسارت الاجيال على ان تحيي هذه الايام من خلال احياء الشعائر الحسينية والمراسيم . مؤكداً على ان هذه الايام هي ايام احياء شعائر الله . وما لها من اثر كبير على الانسانية وعلى الشعوب المستضعفة والمضلومة .
مشيراً الى ا ن اهل البيت خططوا اهدافاً من خلال هذه المسيرة التي خطها الامام الحسين (ع) . مستذكراً سماحته فضائل هذا الشهر الحرام ومبيناً الاهداف من هذا الشهر واولها العواطف وتحريكها لدى الناس من خلال احياء مراسم هذا الشهر فان الانسان يحتاج دائماً الى العاطفة كما اكدوا عليها اهل البيت (ع) . ومارسوها وامروا بتقويتها وتنشيطها حتى لا تصبح القلوب قاسية ومتحجرة لدى الناس ومن ابرز الامراض لدى الانسان هو تحجر القلب وقسوته وان الشعائر الحسينية تثير العاطفة من خلال نزول الدمعة التي يبكيها الانسان معتبراً اياها سماحته من اهم عوامل الانسانية ان تكون العاطفة موجودة بشكل كبير كما يترتب عليها الكثير من الامور الاخرى .
موضحاً في الوقت نفسه ان مدارس الحسين اصبحت مدارس متنقلة لنشر الثقافة الاسلامية التي لها اثر كبير في ديمومة الاسلام وفي جميع المجالات التي جسدها الحسين في ثورته ثورة انتصار الدم على السيف السياسية والدينية والثقافية والاخلاقية والاجتماعية وغيرها . فمنبر الحسين ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة والوعي لدى المجتمع وفي الكثير من المدن العربية والاسلامية وغيرها بل حتى الاوربية . ولذلك علينا ان نحافظ على مجالس الحسين وننميها وننقيها ونقويها بحضورنا ومشاركتنا وننقيها من جميع الامور التي تحاول ان تطرأ عليها . كما وجه جميع المؤمنين الى المحافظة على مواقيت العبادة لان الحسين استشهد من اجل العبادة .
موجهاً خطابه الى الشباب بشكل خاص ومؤكداً عليهم بان لايهتموا فقط بالشعائر ويتركوا العبادات وعليهم ان يؤدوا عباداتهم في اوقاتها . كما فعل الحسين في معركة الطف عندما صلى في ساحة المعركة ليبعث بها رسالة الى اعدائه بانه قاتل من اجل العبادة . فعلينا جميعاً ان نهتم بعباداتنا قبل كل شيء . كما وجه سماحته جميع المؤمنين الذين يحيون هذه الشعائر بان لا يؤثروا على الصالح العام وعليهم ان لا يتركوا مجالاً للتذمر من خلال شل الحركة في الاسواق وغيرها . فيجب علينا ان نجعل هذه الشعائر جاذبة للناس . كما ناشد هيئة الشعائر الحسينية والهيئات والمواكب والحكومة المحلية ان يلتفتوا الى هذا الجانب وان لا يعيقوا حركة الناس بقطع الشوارع والازقة لانها ليست بفترة قصير وانما علينا ان نجعل من شعائر الحسين عاملاً مؤثراً في جمع واستقطاب وتربية المجتمع .
اما في خطبته الثانية : فقد بين سماحته ان الشعب العراقي ما زال ينتظر التباحثات والحوارات والنقاشات من اجل تشكيل حكومة نزيهة وقادرة على ادارة البلد وينتظر ان يهل هلال الحكومة الجديدة . مشدداً على وظائف مجلس النواب واولها تشريع القوانين ومراقبة ومحاسبة عمل السلطة التنفيذية وكذا تمثيل ابناء البلد .
واشار ايضاً الى التصريحات التي تصدر من السياسيين حول الخارطة السياسية للعراق متناسين جميعهم عامل مهم في بناء البلد الا وهو معالجة الفساد المالي والاداري في البلد كما ظهرت الاستطلاعات الى ان العراق ثالث دولة في الفساد وسيكون الاول ما ان بقى الفساد على حاله دون علاج ولم نلاحظ التركيز عليه من قبل الساسة فالعراق غرق في الفساد الى شحمة اذنيه . فليطمأنوا بان العراق سوف يبقى يعاني من مشكلاته طالما ان الفساد والمفسدين باقين في جميع المفاصل والمؤسسات ومنتشرين في البلد بشكل عجيب . كما طالب السياسيين ايضاً بفتح جميع الملفات السابقة التي اغلقت بسبب المحسوبيات والصفقات والفائدة وعمليات البيع والشراء .
فكم وكم من الصفقات والمشاريع التي اسست على يد الفاسدين ودخلت فيها عمليات الفسد اصبحت اليوم واضحة للعيان لان الفساد غطى جميع المؤسسات دون استثناء وعلى البرلمان الحالي ان يعطي الاولوية لقضية الفساد التي اصبحت آفة ضحيتها المواطن الفقير والمسحوق فاليوم الفقراء الذين تمثلوهم يا اعضاء مجلس النواب يعانون من فقدان البطاقة التموينية التي تعول عليها الكثير من العوائل المسحوقة . وكذا رواتب المتقاعدين المتضررين منذ السقوط الى اليوم ولم ياتي احد ليفكر بهؤلاء . فقط نسمع ان فلان له مئة مستشار وفلان له عشرات النواب واستحداث مناصب جديدة برواتب عالية وامتيازات من اجل ارضاء الجهة الفلانية وعلى حساب الفقراء .
فاليوم تنافس على الوزارات المهمة فهذا يطلب النفط وذاك يطلب المالية لان فيها اموال ويتركون الوزارات التي تخدم المواطن الفير ولم يجادلوا عليها . غهم يتنافسون لا من اجل العراق بل من اجل كياناتهم واحزابهم وجهاتهم السياسية . فاليوم يريدوا ان يستحدثوا وزارات من اجل مصالح حزبية وفئوية وشخصية . مخاطباً اياهم بان يرحموا الفقراء والمستضعفين من ابناء العراق الذي كان وما زال جريحاً . فالشعب لا يريد فلان ا وعلان بل يريد حكومة تنظر اليه بعين واحدة ولا تفرق بين شريحة واخرى .
اما عن الجانب الامني والبيانات التي تصدر بالقاء القبض على العشرات من القيادات والرؤس المدبرة للارهابيين والعصابات المنظمة . فبالامس سمعنا ان هناك عدد كبير قد القي القبض عليهم بعضهم ينتمون الى الاجهزة الامنية . مستذكراً نداءاته السابقة ومجدداً اياها بضرورة ان يكون هناك حساب صارم ضد الارهابيين وان تنفذ وتطبق الاحكام بحق المجرمين وان لاتجعل السجون اوكار لتنظيم هذه العصابات داخله .
كما قدم سماحته شكره ودعمه لمجلس محافظة بغداد الموقر بالمضي قدماً لمنع اماكن الفسق والفجور ودحرها . فنحن بلد مسلم وقد انتشرت به اماكن الدعارة والفسق والفجور . منتقداً سماحته بعض ممن يسمون انفسهم مثقفين الذين يطالبون بالغاء قرار مجلس محافظة بغداد واعادة فتح محلات الخمور وبيوت الدعارة . مشيراً الى ان هؤلاء لسيوا بمثقفين متمنياً سماحته بان يكون هذا القرار في جميع محافظات العراق لاننا نتعرض الى غزو ثقافي يعصف بالبلد .
https://telegram.me/buratha

